يتصور البعض أن سلبيات العنف الذي تفجر مؤخرا تتوقف عند حدود إراقة الدماء وتهديد الوحدة الوطنية وهي جريمة جد خطيرة ولكنها ليست الجريمة أو الخسارة الوحيدة جراء تلك الأفعال المستفزة وغير المبررة من جميع الأطراف، فهناك أيضا إضرار يقع ضد مناخ الاستقرار والاستثمار وتشويه غبي لسمعة البلد الآمن. هناك أيضا أمور لم ينتبه إليها اللاهثون خلف تأجيج مثل تلك الأحداث منها التهديد المباشر للسياحة المصرية خاصة أن نجع حمادي تقع في منطقة عامرة بالآثار المصرية الخالدة فهي تتبع محافظة قنا التي يطلق عليها ابناؤها اسم باريس الصعيد كما تقترب من الأقصر احدي اشهر مناطق العالم سياحيا ولكن للأسف تؤثر أحداث العنف أو بالأحري تستغلها بعض الدول في إطار الصراع علي جذب السياحة إليها حيث تروج بعض الصحف وكتاب السياحة الدولية لمثل تلك الأحداث بغية صرف السائحين عن زيارة مصر والتوجه إلي دول أخري منها دول شرق أوروبا بما يعني أن هذا الأمر يهدد بشكل مباشر فرص العمل ومصدر رزق الصعايدة أنفسهم. حيث قال الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر إن الحادث قد جاء في وقت تنتظر فيه كل من المحافظة وقنا زيادة السياح إذ إن إجازة نصف العام قد قاربت كما أن العالم الآن بصدد الكثير من الأزمات والمشاكل سواء كانت صحية أو سياسية أو غيرها تدفعه للاستمتاع بتغيير المناخ عن طريق السياحة ومصر هي الوجهة السياحية الأولي خاصة الأقصروقنا. أكد فرج أنه لابد من أن تكون هناك تأثيرات علي بعض السياح من خلال المواقع والصحف الأجنبية ولكنه لن يهدد ذلك السوق السياحي بأكمله فالحادث بمثابة أمر طارئ سيأخذ فترته وينتهي. وأشار إلي أن المحافظة في طريقها لإنشاء 18 فندقًا جديدا في محاولة لكسر أسوار حادث نجع حمادي وإعادة فتح طريق الكباش مما يجذب الكثير من السياح وقال أسعد أحمد صاحب مكتب سياحة وأحد أهالي محافظة قنا أن بعد عام 2001 اصبحت التأثيرات الإرهابية علي السياحة ضعيفة خاصة بعد أن أدرك أن الإرهاب في كل مكان لذلك فسيكون مردود هذه الحادثة محدودًا علي سياحة قناوالأقصر. أشار أسعد إلي أنه بالرغم من عدم وضع بعض الأماكن الشهيرة علي الخريطة السياحية العالمية مثل مسجد العمري اشهر المساجد المعلقة في العالم ومعبد دندرة ودير مارجرجس إلا أن السياح يهتمون بزيارة هذه المناطق كلما أتوا إلي الأقصر لذلك ليس غريبا أن تظهر تأثيرات حتي لو كانت طفيفة علي هذه المناطق لقربها من مكان الحادث. وتخوف أسعد من تحذيرات الكنائس سواء في مصر أو في الدول الأجنبية لاعتقادهم وجود فتنة طائفية في نجع حمادي وهذا ما يهدد حضور الوفود الأجنبية أو حتي تنشيط السياحة الداخلية والتي أصبحت مصر تعتمد عليها بشكل كبير لانتعاش السوق السياحي. ولعل ذلك سيتضح من خلال حجوزات شركات السياحة وإلغاء الرحلات المتجهة إلي الأقصر. من ناحية أخري علي الرغم من استقرار الوضع في نجع حمادي إلا أنا الصحافة العالمية وخاصة الأمريكية منها باتت تشعل الأحداث علي أنها حرب طائفية لم تحدث في مصر من قبل وأن قنا باتت معقلا وبؤرة اضطهاد الأقباط وأن هذه التقارير تبثها هذه الصحف بشكل يومي والذي يؤثر بشكل مباشر علي الوفود السياحية التي تأتي إلي مصر لتزور الأقصروقنا خاصة أن ذلك في ظل بدء وضع قنا علي خارطة السياحة المصرية بعد التطوير الحضاري والعمراني الذي شهدته مؤخرا كأحد أفضل مراكز السياحة الثقافية في العالم حتي صار يطلق عليها البعض باريس الصعيد قال محمد جميل مرشد سياحي استطاعت مصر بالعديد من المقومات والعلاقات أن تعيد بناء السياحة وأصبحت مصر قبلة الشرق الأوسط السياحية وخاصة منطقتي قناوالأقصر إلا أن الصحافة العالمية تلعب دورًا محوريا في توجيه الوفود السياحية خاصة أن لها دورًا دعائيا يعادل أكبر شركات الإعلانات في هذا المجال. وللأسف مؤخرا تصدر العديد من التقارير الخاصة بالأحداث المؤسفة الأخيرة في الجرائد العالمية وربطتها بالوضع السيئ علي حد ذكر هذه الصحف والتي حذرت من زيارة بعض المناطق السياحية في مصر.