كتب المحرر السياسي علي خلفية الأفكار غير المعلن عنها التي أبلغ بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مصر، وفي ضوء اتجاه الإدارة الأمريكية لأن تعلن مجموعة من التوجهات في عملية السلام، بدت الزيارة التي قام بها كل من وزير الخارجية أحمد أبوالغيط ورئيس المخابرات عمر سليمان إلي واشنطن واستمرت نحو 25 ساعة، مهمة للغاية.. وجري فيها تبادل للرأي وتعرف علي طريقة تفكير الأمريكيين.. قبل أن يكون الوقت قد فات. الاتفاق علي إتمام هذه الزيارة جري في الأسبوع الأول من ديسمبر، وزيارة نتانياهو للقاهرة تمت بعد الاتفاق عليها.. ومن ثم أضيفت إلي الزيارة أهداف جديدة في ضوء ما قاله نتانياهو وتصر المصادر المصرية علي ألا تكشفه التزاماً.. ومن بين الأهداف تأكيد وجود معضلة تعوق العودة إلي التفاوض.. وهي أن الفلسطينيين ومعهم حق يصرون علي ألا يكون هناك تفاوض بدون وقف الاستيطان.. وهو المبدأ الذي كانت أعلنته الولاياتالمتحدة ولم تعد تتمسك به. الوزيران قابلا كلاً من: وزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون)، الجنرال جريشم مبعوث أوباما للسودان ودارفور، السيناتور ميتشيل مبعوث أوباما للشرق الأوسط، والجنرال جونز مستشار الأمن القومي، وزير الدفاع، بالإضافة إلي وزير خارجية الأردن الذي كان يزور واشنطن كذلك. الأذن الأمريكية استمعت للرؤية المصرية، وسبقها تشخيص، بكثير من الاهتمام والتثمين.. وتحدث ممثلا مصر عن احتمالات تطوير الموقف الإسرائيلي، وأن نتانياهو يتحرك للأمام.. ويقترب كثيراً من مواقف رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت. وتكلم المصريون عن أن أي مفاوضات لابد أن تسبقها لقاءات.. وتجهيزات.. وأن الأمر يقتضي أولاً (أن تقوم إسرائيل بتنفيذ طلبات تقدمت بها الولاياتالمتحدة وتقدم بها المصريون).. وتضمنت المناقشات من جانب مصر طرح الرؤية المعلنة وآليات التفاوض. مصر تحدثت بوضوح عن إطار ل(نهاية الطريق)، يتضمن تصورات لملفات التفاوض: الأرض والحدود القدس اللاجئين الترتيبات الأمنية ترتيبات المياه المستوطنات. وتحدثت عن توازي المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية.. وألا يترك الأطراف لبعضهم البعض.. بحيث لا تستخدم إسرائيل ثقلها كمحتل علي المفاوض الفلسطيني.. وألا تؤدي ضغوط ما إلي التأثير في موقف الرئيس محمود عباس أبومازن. يتضمن تعضيد موقف أبومازن رفع الحواجز في الضفة الغربية.. وإيقاف الاقتحامات.. وإعادة توزيع نطاقات المناطق ( أ ب ج) في الضفة.. بتوسيع المنطقة (ب) علي حساب المنطقة (ج) لصالح نفوذ السلطة.. ووقف الاستيطان.. وإجراءات تفيد بأنه لا يواجه تحدياً من الاحتلال.. وبما يؤثر في مصداقيته. يعني التحرك المصري أن تلي الزيارة إلي واشنطن مجموعة من الاتصالات علي المستويات الفلسطينية والإسرائيلية وأوروبا وجامعة الدول العربية وأطراف الاعتدال العربي.. واللجنة الرباعية الدولية.. والسكرتير العام للأمم المتحدة.. وقد يصل إلي القاهرة خلال أيام مسئولون إسرائيليون وفي ذات السياق يسافر المبعوث الأمريكي لسلام الشرق الأوسط جورج ميتشيل إلي أوروبا.. وتريد مصر (إذا ما تمكنا من تدبير التوافق علي الأرضية التي يمكن من عليها إطلاق جهد السلام فإن الأطراف المعنية سوف تدعي إلي تواصل وتفاعل ربما من خلال مؤتمر للسلام يعقد في مصر).