في اطار اللقاءات الاقليمية التي يعقدها الرئيس مبارك لإحياء عملية السلام، التقي امس وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي سلم بدوره رسالة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الي الرئيس مبارك. وتتعلق الرسالة السعودية التي جاءت بعد يوم واحد من لقاء الرئيس مبارك مع نظيره الفلسطيني محمود عباس والملك الاردني عبدالله الثاني بتطورات الاوضاع في الشرق الأوسط وجهود تحريك عملية السلام وتنسيق المواقف العربية قبل زيارة وفد مصري يتضمن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات العامة الوزير عمر سليمان الي واشنطن في الثامن من يناير الجاري. وعقب اللقاء أكد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أن مباحثات الرئيس مبارك ووزير الخارجية السعودي تناول بشكل مستفيض التطورات في منطقة الشرق الأوسط ورؤية الطرفين المصري والسعودي لها، مؤكدا تطابق وجهات النظر بين البلدين حيالها، وقال إن المشاورات تطرقت إلي جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط ومحاولات إحياء جهود السلام، والزيارة المستقبلية للوفد الوزاري المصري إلي واشنطن في الثامن من الشهر الجاري. وأكد أبوالغيط تطابق رؤية مصر والسعودية فيما يتعلق بمختلف التطورات الإقليمية في المنطقة، مشددداً علي وقوف مصر إلي جوار السعودية ومساندتها في كل الإجراءات والجهود للتصدي لأي محاولات لاختراق حدودها. ومن جانبه كشف الفيصل أن محادثاته مع مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس استهدفت بالأساس معرفة ما اذا كانت حركة حماس تقف ضمن الصف العربي ام في صف طرف آخر. وأكد الفيصل أن مشعل أكد علنا عروبة حركة حماس والقضية الفلسطنية وفي غضون ذلك اعرب مكتب رئاسة الحكومة الاسرائيلية عن رضاه من كلمة الرئيس عباس التي ألقاها عقب لقائه مع الرئيس مبارك امس الاول وقال إن «الكلمة تتضمن عناصر ايجابية» بشأن استئناف المفاوضات الثنائية. واضاف المكتب ان موعد استئناف المفاوضات سيتضح بعد عودة الوفد المصري من واشنطن. من جانبه، قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إنه يلمس تحسناً في الاجواء في الاسابيع الاخيرة مبديا امله في ان تكون الظروف قد نضجت لاستئناف المفاوضات. رافضا في الوقت ذاته الاعتراف بأي اطار للمفاوضات ومضي يقول: «نحن جادون في نيتنا التوصل الي تسوية ولكننا سنصر أن تحدد نتائج المفاوضات علي طاولة المداولات في نهاية العملية السياسية وليس في نهايتها». بدوره جدد الطيب عبدالرحيم امين عام الرئاسة الفلسطينية التأكيد علي الموقف الفلسطيني الذي يرهن استئناف المفاوضات بوقف الاستيطان وبموافقة اسرائيل علي بدء المفاوضات من حيث انتهت. ونفي عبدالرحيم أن تكون هناك مبادرة امريكية.. وقال «إن المبعوث الامريكي جورج ميتشل سيحمل في زيارته المقبلة للمنطقة افكارا امريكية وليس مبادرة». واضاف في تصريحات بثتها وكالة انباء «الشرق الاوسط» «نحن نتشاور مع القيادة المصرية حول كيفية اخراج عملية السلام من المأزق الحالي ودفع الادارة الامريكية لوضعها ضمن اولوياتها». واعتبر المسئول الفلسطيني الانفاق خطرا علي الامن القومي المصري خاصة انه تم ضبط كمية كبيرة من المتفجرات مع بعض الجماعات التي تريد تنفيذ عمليات ارهابية في الاراضي المصرية. ولفت الي ان ما يعمق الحصار علي غزة، هو سياسة حماس، مستدلا علي ذلك برفضها التوقيع علي الورقة المصرية، التي تنهي في مضمونها الحصار بشكل كلي عن القطاع. واوضح: «ان حماس تحاول من خلال اثارة مسألة الانفاق الهروب من استحقاق التوقيع علي الورقة المصرية للحوار» مؤكدا ان السلطة الفلسطينية مع اي اجراء تتخذه مصر من اجل حماية حدودها وسيادتها، وامنها القومي. وتابع عبدالرحيم «انه حتي هذه اللحظة، ليس هناك قرار لدي حماس من حلفائها في المنطقة خاصة ايران للتوقيع علي الورقة، والتوصل الي اتفاق فلسطيني.. مشيرا الي ان ايران تستخدم حماس كأداة لغض الطرف عن توسعها بالمنطقة. وأكد ان الرئيس عباس ابلغ الدول العربية بأن أي اتفاق فلسطيني، يجب ان يمر عبر القاهرة، لأن مصر بحكم التاريخ والجغرافيا هي الوحيدة المؤهلة لتنفيذ المصالحة الفلسطينية. وتأتي تصريحات عبدالرحيم ردا علي موقف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الذي رحب بأي جهود تركية أو عربية لتعزيز مناخ المصالحة الفلسطينية. في الوقت ذاته، نفي مصدر مصري مسئول ل «روز اليوسف» موافقة القاهرة علي ادخال تعديلات علي الورقة المصرية المقترحة لابرام المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وقال إن الموقف المصري معروف وهو رفض اي تعديلات داعيا حماس الي التوقيع علي ورقة المصالحة مثل باقي الفصائل.