في إطار حرص الدولة علي تمكين التواصل بين أبناء مصر في الخارج مع وطنهم الأم وربطهم بحضارة بلدهم لتعريفهم بأهم الانجازات التي تم تحقيقها في المجالات الاقتصادية، الثقافية، والاجتماعية علي أرض الواقع وربطهم بصورة دائمة بتطور الأحداث وقضايا الوطن. أوضح الدكتور محمد صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب أن مصر تفتح ذراعيها لأبنائها في الخارج كما تسعي للتواصل معهم وحثهم علي الانتماء والولاء لوطنهم، وتوفير الرعاية لهم باعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري بمختلف فئاته وبما يعكس الأصالة وروح الانتماء والتاريخ العريق لمصرنا الحبيبة، وهو أمر يدعم الجهد الكبير الذي تبذله الحكومة المصرية من خلال مختلف أجهزتها ووزاراتها لبناء المزيد من الجسور بين الشعب المصري والدول الصديقة، وكذا إبراز الصورة الحقيقية النبيلة لمجتمعنا المصري والعربي باعتبار أبناء الجاليات المصرية بالخارج شركاء فاعلين في كتابة ماضي وحاضر ومستقبل المجلس القومي للشباب. مصرنا الحبيبة والتي تتطلع للاستفادة من التراكم المعرفي الذي اكتسبوه للمساهمة في صنع مستقبل أفضل لبلادنا. وفي هذا السياق سعي المجلس القومي للشباب إلي استضافة أبنائنا المصريين بدول ألمانيا، وفرنسا، والنمسا، وإيطاليا، وانجلترا، والولايات المتحدةالأمريكية، خلال الفترة 21122009 حتي 512010، وترافقهم مجموعة من الشباب المتميزين في أنشطة المجلس القومي للشباب. وقد تم إعداد برنامج زيارة لأبنائنا المصريين بالخارج يتضمن لقاءات مع كبار علماء الدين، والشخصيات العامة، حيث التقي أبناء الجالية مع فضيلة الأستاذ الدكتور/ علي جمعة مفتي الجمهورية، والذي أكد في لقائه أن حب الأوطان من الإيمان، وأن لدي مصر اعتزازًا بأبناء الوطن الذين يعيشون بالخارج.. وهو يقابل مفهوم المواطنة الذي تؤكد عليه مصر في الداخل والخارج وأن الهدف من الدين الإسلامي هو الأخلاق فأخلاق المسلم في الخارج تعكس سماحة وقيم الدين الإسلامي، وأن 95٪ فيما ورد في القرآن والسنة ينص علي نشر القيم والأخلاقية. بالإضافة إلي لقاء الأنبا موسي نيابة عن البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الإسكندرية، والذي أكد في لقائه أن مصر تحتضن الأقباط ونفي ما يزمع نشره أو قوله في الصحف والمجلات الأجنبية أن هناك اضطهادا داخل مصر للأقباط فنحن نشعر بالمواطنة من حقوق وواجبات وحث الأقباط في المهجر علي نفي مثل هذه التصريحات، وأن مصر بلد تضم المسيحي والمسلم علي حد سواء. كما عُقد لقاء من الأستاذ الدكتور زاهي حواس رئيس المجلس الأعلي للآثار والذي استعرض استراتيجية الدولة في استعادة الآثار التي تم تهريبها إلي مختلف الدول الأوروبية، حيث أشار أنه بعد غياب استمر 95 عامًا ومباحثات استمرت نحو ثلاث سنوات والتي سعي فيها المجلس الأعلي للآثار لإثبات أحقية مصر في رأس نفرتيتي بعد خروجه بعملية غش وخداع من جانب البعثة الألمانية التي عثرت عليه في منطقة تل العمارنة بالمنيا عام 1912 واستولت عليه بعد تشويه متعمد من خلال عملية القسمة التي كان متعارفًا عليها في ذلك الوقت، كما استعرض خطة الدولة في حماية الآثار.. هذا بالإضافة إلي لقاء مع الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر حيث قام بعرض فيلم عن مصر في مختلف عصورها، كما تم عرض فيلم أوبرالي عن فكرة البعث عند الفراعنة، ثم اختتم استقباله للجاليات بتقديم درع المخافظة لرؤساء الوفود. كما التقي أبناء الجاليات المصرية بالخارج مع اللواء مصطفي أحمد السيد محافظ أسوان أثناء زيارتهم لمحافظة أسوان والذي استهل كلمته بالتأكيد علي أهمية هذا الحدث نظرًا لما يراه سيادته من دور رئيسي لأبناء الجاليات المصرية بالخارج كسفراء لمصر لما يملكونه من قدرات وإبداعات وطاقات، معبرًا عن ذلك بخالص شكره وسعادته للقائه بهم واستقبالهم في لؤلؤة الصعيد أسوان مستفيضًا في كلمته عما تمتلكه أسوان من عظمة الماضي وروعة الحاضر وآفاق المستقبل، قائلاً إن أسوان تشتمل علي الحضارات الفرعونية، والنوبية، والإسلامية كمعبد أبوسمبل، وكوم أمبو ومعابد فيلة ومقابر النبلاء، وحديثًا بناء السد العالي وخزان أسوان وبحيرة ناصر وإنشاء العديد من المصانع مثل مصنع السكر ومصنع كيما ومناطق صناعية أخري، بالإضافة إلي كوبري أسوان الذي يربط بين شرق وغرب النيل. إن جمال وروعة طبيعة أسوان جعلها سببًا في اجتذاب العديد من السائحين الذين وصل عددهم إلي 2 مليون سائح مما جعلها حاصلة علي جائزة مدينة السلام للعام 2004، وجائزة المدن الإبداعية لعام 2005 . وبعد نهاية كلمته فتح سيادته باب الحوار والنقاش مع شباب الجاليات لمزيد من التواصل ودعم العلاقات، حيث دار الحوار حول كيفية تجديد حضارات مصر بشبابها ومدي الاهتمام بالتسويق والدعاية لحضارات مصر بالخارج ومدي اهتمام مصر بذلك مما يضاعف الدخل القومي ويرفع اقتصاد مصر، وكذلك مدي دور الشباب في توضيح حقيقة صورة مصر وحضارتها في تلك الدول التي يقطنون بها. ترك السيد المحافظ المجال لمشاهدة فيلم وثائقي عن أسوان تحت عنوان أسوان لؤلؤة الصعيد وروعة الحاضر وآفاق المستقبل. وفي ختام اللقاء أهدي سيادته درع المحافظة لكل من رؤساء الوفود والسادة ممثلي وزارة الخارجية والمجلس القومي للشباب مع تلقيه درع أبناء الجاليات المصرية بالخارج معربًا في نهاية كلمته عن مدي سعادته باللقاء متمنيًا إقامة سعيدة وعودة آمنة قائلاً: من ارتوي بماء نيل مصر عاد إليها. وغادر الوفد إلي الغردقة حيث قاموا بزيارة معالم محافظة البحر الأحمر والتقوا السيد اللواء مجدي قبيصي محافظ البحر الأحمر ثم العودة إلي القاهرة للقاء السيدة عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة، وعقد مؤتمر صحفي في ختام الزيارة بحضور رئيس المجلس القومي للشباب. ومن جانبه أكمل الدكتور صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب حديثه عن تنظيم مؤتمر سنوي لأبناء المصريين بالخارج بالتعاون مع وزارات القوي العاملة والهجرة الخارجية والسياحة في شهر يوليو لتحقيق التواصل مع وطنهم. جاء ذلك خلال ختام برنامج الاحتفالية التي أقامها المجلس لأبناء المصريين بالخارج خلال الفترة من 22 ديسمبر وحتي أمس موضحًا أن المجلس علي استعداد لاستقبال وفود أبنائنا بالخارج وتنظيم جميع الرحلات لهم بالمجان. من جانب آخر أعلنت عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة عن تأسيس اتحاد الشباب المصريين المقيمين بالخارج ليكون كيانًا له جذور للتواصل مع المصريين بالداخل خاصة أن الجيل الثاني والثالث نشأ بعيدًا عن مصر مطالبًا أعضاء الجاليات المصرية بضرورة تعليم أبنائهم اللغة العربية. وأشاد أعضاء الجالية المصرية بالخارج باهتمام الرئيس مبارك بهم من خلال المؤتمر الأخير للمصريين بالخارج في يوليو الماضي مؤكدين أنهم 7 ملايين مصري بالخارج ومصدر دخل وقوي ضغط بالخارج ويحتلون مناصب مرموقة.