منذ كنت في الابتدائي وحتي إنهاء الدراسة الثانوية بالمعهد الأزهري كنت ارتدي الجبة والقفطان والطربوش وكان اساتذتي يعاقبوننا إذا لم نحضر مرتدين الزي الأزهري ولكن الآن أصبحت المعاهد الدينية هيصة وممكن تلاقي التلاميذ رايحين بالبنطالونات الجينز والقمصان اللي فيها ترتر والكاوتشات اللي بتنور. هكذا قال لنا كريم أبو الفتوح خريج كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر عن ذكرياته مع الزي الأزهري الذي ودعه هو شخصيًا عندما أصبح طالبا جامعيًا مشيرًا إلي أن عدد الملتزمين بالزي الأزهري في الكليات التي تدرس العلوم الشرعية لا يتعدي طالبين أو ثلاثة. وكان الزي الأزهري يوزع علي التلاميذ بالمجان وأيضًا المشايخ والدعاة ولكن الآن يتم استيراده من الصين ويباع علي ارصفة العتبة والموسكي. وتم تغيير لون الطربوش من اللون الأحمر إلي الأخضر وألوان الجلباب والقفطان لا تتناسب مع مكانة وهيبة رجال الأزهر في العتبة وهي أكبر الأسواق الشعبية في مصر أصبح للزي الأزهري مكان بين أرفف أنواع الملابس المختلفة المكدسة بالمنتجات الصينية وتم استبدال القفطان المبطن والمميز بلمعاته وخطوطه السوداء بجلباب سوداني واسع أو عماني أو ثوب سعودي خليجي أو ما يطلق عليه الدفه له لياقة وملون بيج أو أسود أو أبيض مخطط ليشبه القطط أن ويتراوح سعره ما بين 40 و75 جنيهاً حسب نوع الخام المصنوع منه قطن أو بوليستر أو خليط والأمر نفسه مع الجبة التي أصبحت لامعة وملونة سواء باللون البني أو العسلي أو الزيتي ولم يعد فقط لونها أسود كما كان في السابق ويتراوح سعرها ما بين 90 و 150 جنيهاً حسب الخامة والأمر نفسه مع الطربوش الذي أصبح يوضع كما يقول محمد حسن بائع ملابس في علب أنيقة وتعددت موديلاته من الدائري إلي المربع وألوانه عسلي وأحمر بني حتي أن الكثيرين من كبار السن يشترونه خاصة في الشتاء علي أنه طاقية ويتراوح سعره ما بين 35 و45 جنيهاً كما امتدت أيدي الصينيين لصناعة كل ما له صلة بالزي الأزهري والدعاة فتجد السروال أو البنطالون القطني القصير ويبدأ سعره من 8 جنيهات والشال الأبيض والأبيض الزهري الذي يضعه الدعاة والمشايخ علي اكتافهم ويتراوح سعره من 7 جنيهات إلي 15 جنيها وطواقي الشبيكة والتي تم تطريزها بصورة الكعبة ويبدأ سعر الواحدة من 2 جنيه وحتي 5 جنيهات ولأن السلع الدينية تلاقي إقبالاً كبيرًا من المصريين انتشرت سجاجيد الصلاة التي يتراوح سعرها من 8 جنيهات إلي 30 جنيها السبح بأنواعها وأشكالها المختلفة. وكذلك سجادة صلاة بها بوصلة تحدد اتجاه الصلاة ولا يعرف الكثيرون هل تم إجازتها عند دخولها مصر وهل فعلاً تحدد إتجاه الصلاة بشكل صحيح أم أنها دخلت كبقية السلع الصينية؟ ثوب الإحرام والذي اضيف له شبشب جلدي أبيض ضمن مكوناته أصبح من أهم معروضات السلع الدينية ويتراوح سعره ما بين 250 إلي 300 جنيه. ومن المنتجات الصينية التي يحاول الصينيون استغلال الوازع الديني عند المصريين لتسويقها أكواب عليها صور الكعبة والمسجد النبوي عندما يرفعها الشخص إلي فمه تنطق بدعاء الشرب ويعتمد الصينيون في ترويج منتجاتهم علي المسلمين الصينيين الذين دائماً يعرفون انفسهم بأسماء عربية وإسلامية حتي يكتسبوا التعاطف وخاصة أنهم أغراب قطعوا مئات الأميال ليكسبوا أرزاقهم في بلادنا فيجب أن نساعدهم وهذا ما يراه بعض الناس في الصينيين وبضائعهم.