ما الذي يمنع حركة حماس من التوقيع علي اتفاقية المصالحة الفلسطينية التي انفقت شهورا طويلة من التفاوض والتباحث والمناورة والمساومة في التوصل إلي بنودها مع كل الفصائل الفلسطينية والقيام بالجولات المكوكية بين غزة ودمشق تواصلا بين قيادات الداخل والخارج.. وبعد أن تحدد موعد للتوقيع في القاهرة.. رفضت حماس التوقيع.؟! ما الذي يجعل حماس تنظم هذه المظاهرات الإعلامية مستعينة بالطابور الخامس من جماعة الإخوان المحظورة وفي الدولة الصغيرة قطر وعبر قناة الجزيرة الفضائية.. وأصحاب الأجندات الفارسية.. ضد إنشاءات تقام علي الأراضي المصرية عند الحدود تقف حائلا أمام عمليات تهريب المخدرات والإرهابيين والأحزمة الناسفة إلي العمق المصري تحت دعوي منع هذه الإنشاءات السيادية لتدفق المساعدات الغذائية إلي الفلسطينيين في غزة. في الوقت الذي يتمتع فيه قطاع غزة بضمانة رئاسية مصرية بعدم السماح بتجويع أهله وفي هذا السياق تتدفق عبر معبر رفح - المعبر المخصص لعبور الأفراد - الاطنان من قوافل المساعدات الغذائية والدوائية.. فوق الأرض وليس من تحتها.؟! ما الذي يجعل الخطاب الحمساوي يرفع شعار المقاومة والمقاومين في الوقت الذي غاب عن الإخوة في حماس أي أعراض للمقاومة ولها أشكلها -مسلحة، سلمية، أو حتي سلبية- بل إن المقاومة والمقاومين لم نرها ولم نرهم وقتما كانت غزة تضرب بالصواريخ الإسرائيلية المجرمة وتجتاح بالآليات العسكرية الإسرائيلية.. تقتل وتصيب الآلاف من الشعب الفلسطيني وتدمر ممتلكاتهم.. فتعتز حماس وتفخر بانه لم تحدث خسائر في صفوفها وأن نساء غزة قد عوضن قتلي الحرب (ما يزيد علي 1400 ) بمواليد جدد؟! ما الذي يدفع حماس لاقرار ميزانية منفصلة لقطاع غزة للعام 2010 بما يعمق التباعد والانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة كخطوة جديدة بعد الانقلاب الحمساوي المسلح علي السلطة الشرعية؟! حماس لا تريد المصالحة ولا تسعي اليها.. ولا تهتم برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة.. وإنما تريد قطع الوطن الفلسطيني الذي لم ينل استقلاله إلي قطعتين.. واحدة في الضفة والثانية في غزة.. فتمارس كل الأشكال الانفصالية لتصبح "غزة" إمارة حمساوية..ومن ثم فإن علي حماس أن تتحمل نتيجة أجندتها. والله يساعد من يساعدون أنفسهم. [email protected]