ويتكرر المشهد مرة أخري.. وتعود حماس إلي أجندتها وتكتيتاتها وحساباتها الخاصة. فبعد اشهر من التفاوض والأخذ والرد وطرح الشروط والوصول إلي صياغات توفيقية في الملفات الخمسة الحاسمة لإقرار المصالحة الفلسطينية الفلسطينية وعند الاقتراب من توقيع الاتفاق وتحديد الموعد.. تحين ساعة التراجع الحمساوي المنظم. مرة بحجة الدراسة الوافية.. ومرة بحجة استيضاح بعض النقاط.. ومرات بحجة المشاورات ين القيادات الحمساوية في الداخل واشقائها في الخارج.. وفي النهاية.. لا اتفاق ولا توقيع ولا مصالحة. ولا نعرف بالضبط ما هي التفسيرات وما هو الاستيضاح الذي تطلبه حماس؟.. ولا نعرف ايضا ما هي النقاط التي يتم تداولها والتشاور حولها ين قيادات الداخل والخارج..؟ وفيما كانت الوفود الحمساوية والممثلين في اللجان المختلفة تنفق وقت التفاوض والتباحث حول نقاط الاختلاف والاتفاق في جولات حوار المصالحة في القاهرة..؟ بل فيما كانت وفود حماس تستنزف الجهد المصري الشاق الدءوب الذي لم يكل ولم يمل.. من مساع وجولات وتقريب بين مواقف ومطالبات الفصائل الفلسطينية للتوصل إلي اتفاق شامل ينهي الخلاف الفلسطيني الفلسطيني الذي وصل إلي حد الاقتتال.. والمقامرة بالدم الفلسطيني. جهد مصري يدرك جيدا أهمية سرعة التوصل إلي اتفاق فلسطيني فلسطيني يفتح الطريق لإدارة ملف القضية الفلسطينية بما يحقق المصالح العليا للشعب الفلسطيني.. وبما يفسد الخطط الإسرائيلية في الالتفاف علي استحقاقاتها الموجبة التأدية لاستمرار عملية السلام في إطار حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية متصلة الأطراف والقابلة للحياة وعاصمتها القدسالشرقية. جهد مصري يدرك حجم ما تتعرض له الأراضي الفلسطينية المحتلة او ما تبقي منها من هضم منظم لمستوطنات إسرائيلية غير شرعية في القدس العربية ومحاولات التهويد التي تجري علي قدم وساق.. وحجم ما يتعرض له المسجد الأقصي والمقدسات الإسلامية من أخطار ومخاطر.. تهدد سلامته. ابتلاع أراض وعمليات تهويد وأخطار تهدد سلامة المقدسات الإسلامية لا تنتظر حماس وتكتيكاتها وحساباتها وأجندتها وتحالفاتها.. ولا يصب في خدمتها سوي المزايدات والمقامرات والمتاجرات. والله يساعد من يساعدون أنفسهم.