ايام قليلة وتنطلق أقوي وأشرس بطولة كأس الأمم الأفريقية انجولا 2010 والتي يحلم منتخبنا الوطني بقيادة المعلم حسن شحاتة في التتويج بلقبها للمرة الثالثة علي التوالي لتحقيق انجاز قياسي غير مسبوق. ورغم أحلامنا وثقتنا الكبيرة في منتخبنا إلا أن هناك ثلاثة تحديات تواجه شحاتة وأبناءه في أنجولا ونخشي أن تقف عائقًا أمام كتيبة الفراعنة في تحقيق البطولة. وأول هذه التحديات وأهمها هو الدفاع عن اللقب والعودة بالكأس الأفريقية مرة أخري إلي القاهرة والثاني هو الإصابات التي ضربت بعض الركائز الأساسية للفراعنة بينما التحدي الثالث فهو اعتماد شحاتة علي بعض الوجوه الجديدة. وبالنسبة للتحدي الأول الذي يتمثل في الدفاع عن اللقب فهو بالطبع هدف الجهاز الفني وحلم كل مصري ولكن الطريق نحو التتويج لن يكون مفروشًا بالورود في ظل تحفز بعض القوي الكروية الأفريقية للانقضاض علي اللقب خاصة كوت ديفوار التي تري أن المصريين خطفوا منها البطولتين الماضيتين في 2006 بالقاهرة و2008 بغانا وكذلك هناك نيجيريا والتي تقع مع منتخبنا في المجموعة الثالثة فهي تسعي جاهدة للعودة إلي اعتلاء عرش أفريقيا بعد غياب استمر سنوات خاصة أنها تمتلك في الوقت الحالي مجموعة من أفضل لاعبي القارة.. ولابد ألا ننسي المنتخب الغاني الذي يشهد طفرة كبيرة تكللت بحصول شبابه علي كأس العالم.. وأيضًا هناك الكاميرون التي دائمًا ما تكون مرشحة للظفر بلقب أفريقيا، والجزائر التي ظهرت بقوة علي الساحة الكروية بعد وصولها للمونديال وأنجولا البلد المضيف التي يدربها البرتغالي مانويل جوزيه.. ووسط كل هؤلاء العمالقة ستكون مهمة الدفاع عن اللقب في غاية الصعوبة. وليت الأمر يتوقف عند طموحات وقوة المنافسين ولكن هناك تحدياً آخر يواجه المعلم وهو الإصابات التي ضربت نجوم منتخبنا وعلي رأسهم الفنان محمد أبوتريكة نجم الأهلي وزميله محمد بركات والبلدوزر عمرو زكي مهاجم الزمالك وبالطبع غياب هذا الثلاثي سيكون له تأثيره السلبي. أما التحدي الأخير وهو رهان المعلم علي بعض الوجوه الجديدة واستعانته بعدد من اللاعبين الشباب في محاولة لتعويض غياب النجوم الكبار.. والدفع بوجوه جديدة هو أمر مطلوب وجيد لأي منتخب في العالم ولكن المشكلة في التوقيت الحساس الذي يتم الاعتماد عليهم فيه. وعن مدي تأثير هذه التحديات علي شحاتة وفرص مصر في البطولة المقبلة توجهت روزاليوسف لبعض خبراء الكرة المصرية والذين انقسموا حول مدي صعوبة البطولة ولكنهم أيضًا عبروا عن ثقتهم في المعلم ومجموعة اللاعبين المختارين لتمثيل الفراعنة. في البداية أكد الخبير الكروي حسن الشاذلي أن البطولة المقبلة ستكون في غاية القوة والصعوبة نظرًا لتحفز بعض منتخبات القارة للحصول علي اللقب مشيرًا إلي أن طريق منتخبنا لن يكون سهلاً. وأضاف أن الظروف التي يمر بها منتخبنا تبدو طبيعية نوعًا ما لأن الدفع بوجوه شابه أمر مطلوب ويحدث في كل منتخبات العالم ولكن المشكلة في إصابة بعض النجوم مثل أبوتريكة وبركات وزكي خاصة أنه من الصعب أن يجد شحاتة البدلاء لهؤلاء مع الوضع في الاعتبار أن البطولة ستنطلق خلال أيام. ويري الشاذلي أن شحاتة لم يعتمد علي وجوه جديدة لأنه نجح في إنشاء قاعدة عريضة تتكون من 30 و 35 لاعباً يعتمد علي فترات متقطعة بالإضافة للهيكل الأساسي وبالتالي فكل اللاعبين الذين استعان بهم ليسوا وافدين جدداً علي المنتخب. وقال الشاذلي إن الدوري هذا الموسم أفرز بعض اللاعبين الجيدين مما دفع شحاتة للاستعانة بهم وضمهم للمنتخب.. ويري الشاذلي أن هناك لاعبين لم يضمهما شحاتة رغم تألقهما وهما أحمد صديق ومحمد حمص نجما الإسماعيلي. وعن فرص منتخبنا في البطولة قال الشاذلي إنها قائمة وبقوة خاصة وأن البطولات المجمعة عادة ما تشهد تألق الفراعنة. ويشاركه الرأي جمال عبدالحميد نجم الزمالك والمنتخب السابق وعضو لجنة الكرة بالزمالك أن منتخبا ينجح في حصد ألقاب البطولات المجمعة لأن تركيز اللاعبين يكون في أعلي درجاته عكس نظام التصفيات والبطولات المتفرقة. وقال جمال إن البطولة القادمة ربما تكون أسهل لمنتخبنا من 2006 و2008 لأن جميع المنتخبات تعرف أننا الأبطال والأقوي في الأربع سنوات الماضية وهو عامل مهم يجب أن نستغله وعن المنافسة المتوقعة علي اللقب مع كوت ديفوار ونيجيريا وغانا قال جمال إنه أمر طبيعي أن تعلن هذه المنتخبات عن رغبتها في الفوز بالبطولة بالإضافة أنها سبق وأعلنت ذلك في 2006 و2008 ولكن منتخبنا حقق اللقبين بجدارة. وبالنسبة للإصابات أكد جمال أن منتخب مصر لا يقف علي أي لاعب مهما كان اسمه، بالإضافة لوجود العديد من البدائل الجيدة أمام شحاتة. واختتم جمال تصريحاته مطالبًا الإعلام والجماهير بالالتفاف حول شحاتة وعدم تهويل وتضخيم الأمور وأن يضع الجميع في اعتباره أننا أبطال أفريقيا وسنذهب لانجولا علي هذا الأساس. أما طارق السعيد نجم الأهلي والزمالك السابق ومدرب منتخبنا الأوليمبي فأكد أن غياب نجوم بحجم أبوتريكة وزكي سيكون له تأثير سلبي علي المنتخب ولكن في نفس الوقت هناك العديد من اللاعبين المميزين المتواجدين مع شحاته ولديهم خبرات عريضة في الملاعب قد يساهمون في القضاء علي التأثير السلبي لغياب النجوم المصابين ومنهم أحمد حسن وعصام الحضري وحسني عبدربه. واعترف السعيد بقوة وصعوبة البطولة خاصة مع وجود تصميم من بعض منتخبات القارة علي الفوز باللقب الذي تحتكره مصر منذ أربع سنوات.