في الوقت الذي ترددت فيه أنباء عن استقالات مقبلة في ال "CIA" علي خلفية محاولة تفجير الطائرة الأمريكية يوم الجمعة الماضية، عمقت طالبان من جراح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وأهدتها في عيد الميلاد 8 قتلي يعملون لحساب ال CIA في هجومين في ولايا خوست شرق أفغانستان. وقالت الناطقة باسم وزارة الدفاع الامريكية ان الامريكيين الثمانية قتلوا عندما فجر انتحاري نفسه في قاعدة شابمان في ولاية خوست التي تشكل احد معاقل طالبان. وتمكن الانتحاري من اختراق الاجراءات الامنية للقاعدة وفجر حزاما ناسفا كان يرتديه في صالة رياضية داخلها. وكانت مسئولة في السفارة الأمريكية في كابول صرحت بأن "ثمانية امريكيين قتلوا في هجوم في منطقة آر سي ايست"، وهي المنطقة العسكرية في شرق افغانستان والتي تغطي 14 ولاية، فيما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن القتلي يعملون لحساب المخابرات. وقالت الصحيفة ان مصادرها اكدت ان كل القتلي والجرحي مدنيون وموظفون في السي آي ايه او متعاقدون. واضافت الصحيفة ان عدد عملاء المخابرات الأمريكية الذين قتلوا في هذا الاعتداء يفوق العدد الاجمالي لقتلاها في أفغانستان منذ بدء الحرب عام 2001، مشيرة الي أن "سي آي ايه" كانت اعترفت بمقتل اربعة من عملائها في افغانستان منذ بدء الحرب. وتبنت حركة طالبان صباح أمس الهجوم الانتحاري الذي اودي بحياة الامريكيين الثمانية. وقال ذبيح الله مجاهد احد الناطقين باسم طالبان في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان انتحاريا "يدعي سميع الله نفذ امس في قاعدة امريكية قرب مطار خوست السابق هجوما انتحاريا بحزام ناسف وقتل 16 أمريكيا". وقالت حركة طالبان في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" إن منفذ الهجوم هو أحد مقاتليها الذي كان قد التحق بالجيش الأفغاني. من جهتها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسئول في الناتو طلب عدم كشف هويته ان قاعدة شابمان التي وقع بها الهجوم "ليست قاعدة نظامية" ملمحا بذلك الي انها تستخدم من قبل المخابرات الأمريكية. من ناحية أخري، وصل ايرفيه موران وزير الدفاع الفرنسي أمس الي كابول لقضاء ليلة رأس السنة مع القوات الفرنسية في أفغانستان كما يجري محادثات مع الرئيس حميد كرزاي. وفي تطور جديد للجدل الدائر داخل الإدارة الأمريكية علي خلفية المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة أمريكية يوم الجمعة الماضي، كشفت تقارير صحفية أمريكية أن وكالة المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" كانت تدرك أن تنظيم القاعدة في اليمن يحضر ل"مفاجأة بمناسبة أعياد الميلاد" وذلك بتدريب نيجيري لشن عملية ارهابية، قبل أسابيع من وقوع الحادث. في الوقت الذي تواصل فيه شنّ الانتقادات علي الإدارة الأمريكية وسط انباء عن استقالات قريبة في صفوف مسئولين أمنيين داخل وكالة المخابرات الأمريكية. وقال مسئول كبير في وكالة المخابرات الأمريكية ل"سي بي اس" طالب عدم الكشف عن هويته إن سي آي إيه كانت تعرف ان القاعدة تحضر لمفاجأة بمناسبة عيد الميلاد ، مضيفا أن الوكالة لم تنجح في اجراء الربط المناسب وتوقع ما الذي سيحصل. وأضاف أن المشكلة تكمن في أن المركز الوطني لمكافحة الارهاب، المكلف بتحديث لائحة الاشخاص المشتبه بارتباطهم بالارهاب، "يتلقي ثمانية آلاف رسالة يوميا". واضاف انه قبل الهجوم "لم يتوفر لدينا اي عنصر" يشير الي ان هناك اعتداء وشيكا "فاعتقدنا ان القاعدة لا تزال في مرحلة التحضير له". وتأتي التقارير الجديدة في الوقت الذي ترددت فيه أنباء عن استقالات مقبلة في صفوف مسئولين امنيين ، حيث واجه الاميرال دينيس بلير اسئلة صعبة بشأن مستقبله كرئيس للمخابرات الامريكية بعد أن طالب الرئيس الامريكي اوباما بفتح تحقيق لمعرفة سبب اغفال معلومات نقلها والد المتهم عمر فاروق عبد المطلب الي السلطات الامريكية منذ شهر نوفبر الماضي حذر عبرها من أعمال إرهابية قد يقوم بها نجله. ودارت التكهنات أمس الأول حول إمكانية إجبار بلير أو جانيت نابوليتانو وزيرة الداخلية الامريكية علي الاستقالة بعد أن قال أوباما يوم الثلاثاء الماضي أن هناك فشلاً مؤسسيا لأجهزة الأمن الامريكية في منع الهجوم الفاشل الذي وقع يوم عيد الميلاد. من ناحية أخري، تشهد مدينة ديترويت الامريكية، التي تضم أكبر جالية مسلمة في البلاد، بدء محاكمة النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب الاسبوع المقبل، في الوقت الذي وقف مئات المتظاهرين أمام المحكمة للتنديد بالعمل الارهابي الذي كاد أن يقتل آلاف الابرياء.