حسمت الكنيسة الجدل القائم حول حقيقة تجلي العذراء.. أكد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية تجلي السيدة العذراء مريم في كنيستها بالوراق الأسبوع الماضي، وقال في عظته الأسبوعية أمس الأول لا أحد يستطيع أن ينكر ظهور العذراء.. ونفرح لأنها جاءت لنا برسالة اطمئنان وحب. وقال البابا في العظة التي حضرها لفيف من الأساقفة والكهنة والاكليروس إن المسلمين أول من شاهدوا تجلي العذراء وهم -أي المسلمون يؤمنون ببتولية العذراء وقدسيتها وبأن الله فضلها علي نساء العالمين، كما ذكر في القرآن وقال عندما ظهرت العذراء في الزيتون أيضاً عام 1968 أول من رآها بعض المسلمين، مشيراً إلي أن هناك مسلمين يحبون ويقدرون العذراء أكثر من طوائف مسيحية أخري مثل "البروتستانت". أضاف البابا قائلا: لا استطيع أن أقول إن البروتستانت كلهم انكروا الظهور ولا يعني أن الجميع موقفهم موحد، فقد رأيت شهادة راعي كنيسة قصر الدوبارة عن ظهور العذراء وتأكيده لها، مشيراً إلي أن الذي يحاول أن ينكر التجلي والظهور بطريقة نظرية عليه أن ينظر إلي الجماهير وتهليلهم، مؤكداً ترحيب الكاثوليك بالظهور وإيمانهم بوجوده. وكشف البابا شنودة عن إصداره بياناً رسميا خلال الأسبوع المقبل حول هذه القضية وقال استمروا في فرحكم وتهليلكم وإيمانكم واستمتعوا بظهور العذراء لكم واطمئنانها عليكم. ورداً علي سؤال أحد الأقباط حول عدم وجود ما يثبت "التجلي" في الكتاب المقدس قال البابا "الانجيل تحدث عن الأمور التي في القرن الأول للمسيحية أي عصر الرسل الأطهار ولكن هناك عجائب وأحداثاً لم يتحدث عنها الانجيل ولكن تحدث عنها التاريخ لأنها جاءت بعد ذلك، مشيراً إلي أن الذين ينكرون المعجزات إنما ينكرون الواقع والتاريخ لأن الله يعلن لنا عن معجزات في كل عصر وزمان. وأكد البابا شنودة أن العذراء تجلت في مصر أربع مرات منذ 50 عاما قائلا: الأولي في الزيتون عام 1968 وهذا التجلي كان أعظم ظهور للعذراء تحدث عنه العالم كله وجاء بدعم من الحكومة والدولة كلها، كما ظهرت في أسيوط بأنوار فائقة للطبيعة وظهرت ثالثا في بابا دبلو بشبرا وأخيرا في الوراق الأسبوع الماضي، فمهما قال البعض هنا وهناك فإن شهادة الجماهير لا نستطيع أن نتجاهلها ولا توجد قوة تقول "انتم لا تروا شيئاً". وحول تفسير ظهور العذراء وما يصاحبه من أنوار وحمام قال البابا شنودة خلال عظته التي خصصها لهذا الموضوع في 25 دقيقة نحن نعيش في عالم مادي علي الأرض وهناك عالم آخر فوقنا هذا نسميه "سكان السماء" ونسميه أيضاً "عالم النور" لذلك فكل ما فيه نور وبالتالي فإن العذراء اسمها "أم النور" والحمام الذي يظهر أثناء التجلي فهو يرمز إلي الروح القدس. وقدم البابا شنودة تحياته وشكره للإعلامي "عمرو أديب" علي تخصيص برنامجه لتجلي العذراء ونقله الصورة الحقيقية المصاحبة لهذا التجلي. من جانبه طالب كمال زاخر منسق فريق العلمانيين الأقباط بضرورة اتخاذ الكنيسة الارثوذكسية موقفاًً تجاه ما أسماه "فوضي الحديث عن تجلي العذراء" وأضاف في تصريحات خاصة ل"روزاليوسف" هذه الظاهرة لها ضوابط في الكتاب المقدس ولا يجب أن تتم بهذا الشكل الفوضوي لأن الكنيسة يجب أن تحسم مدي صحة هذا الظهور". وقال "قد يكون الحديث المتكرر عن الظهور مجرد حالة نفسية لدي الأقباط تحتاج لضبط لأن الأمر ليس بهذه الخفة والبساطة والتكرار وطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق لتأكيد ظهور العذراء.