ينتظر محمد بديع عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المحظورة بعد ايام وربما ساعات اعلان تنصيبه رسميا مرشدًا عامًا للجماعة، تلك اللحظة التي لم تكن تخطر له ببال قبل أن يقدمها له محمود عزت أمين التنظيم القوي علي طبق من فضة في ظل غياب خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد ورغبة عزت مواصلة ادارة الامور من طرف خفي. بديع من مواليد أغسطس 1943 في المحلة الكبري ورغم عدم امتلاكه أي من مقومات قيادة جماعة دينية إلا أنه علي وشك نيل المنصب لحسابات تنظيمية وتاريخية .. وهو يعمل أستاذاً متفرغا بقسم الباثولوجيا بكلية الطب البيطري جامعة بني سويف. يؤمن بديع أن أفكار منظر الجماعة الراحل سيد قطب هي التطور الطبيعي لافكار حسن البنا مؤسس الجماعة وهو ما اهله لقيادة قسم التربية بالجماعة وأدي ايضا لالقاء القبض عليه عام 1965م مع من احب وهو سيد قطب نفسه ليحكم عليه بخمسة عشر عامًا، قَضي منها 9 سنوات، داخل السجن وخرج في4/4/4791م، ليكون واحدا ممن ساهموا مع محمود عزت ومصطفي مشهور المرشد الاسبق للجماعة في اقامة اعمدة التنظيم التي تمكنت اخيرا في الوصول لاعلي مستوي تنظيمي في الجماعة. خرج بديع من السجن ليعود لعمله بجامعة أسيوط، ثم نُقل إلي جامعة الزقازيق، وسافر بعدها لليمن لمدة أربع سنوات علي سبيل الإعارة من 1982 إلي 1986 وعاد من هناك إلي جامعة بني سويف، وهي انتقالات لا تحكمها اسباب ودوافع مهنية وجامعية بقدر ما كانت تحكمها اسباب إخوانية. سجن بديع لمدة 75 يومًا في قضية جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف عام 1998م؛ حيث كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة الجمعية بعد اعتقال الحاج حسن جودة عضو مكتب الإرشاد وقتها، وكان أبرز أنشطة الجمعية إلي جانب دورها في نشر فكر المحظورة تبعية مدراس الدعوة الخاصة لها، حيث ربي الحاج "حسن" جيلاً طوال هذه السنوات، استطاع أن يحمل مسئولية التنظيم بإخلاص، وكون له قاعدة كبيرة هناك. حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن خمس سنوات، في قضية النقابيين سنة 1999م، قضي منها ثلاث سنوات وثلاثة أرباع السنة وخرج بأول حكم بثلاثة أرباع المدة سنة 2003م، ومن ثم يأتي التنصيب بمثابة تكريم علي المشوار الطويل في خدمة التنظيم.