إنها أسئلة تحتاج إلي إجابات قاطعة من شيخ أزهرنا الشريف د. محمد سيد طنطاوي حول توزيع مجلة "الأزهر" لكتاب د.محمد عمارة الأخير، الذي صدر تحت عنوان (تقرير علمي) حيث تم توزيعه مجاناً مع مجلة "الأزهر"، حيث تضمن العديد من العبارات والأفكار والأحكام التي تندرج تحت تهمة ازدراء الدين المسيحي.. بعد أن جاوز المدي من الرد علي الشبهات حسب وصفه إلي الهجوم المنظم علي الدين المسيحي. وسوف تضمن رسالتي لشيخ الأزهر الشريف رصداً لبعض الملاحظات، منها: - عودنا د. محمد عمارة منذ عدة سنوات علي أن يتسبب في توتر طائفي فكري كل سنة تقريباً، وهو في ذلك يستخدم الأزهر الشريف من خلال مجلته تارة، ومجمع البحوث الإسلامية من خلال إصداراته تارة أخري. - إن الكتاب الأخير الذي يقول محمد عمارة إنه يرد عليه، والذي ذكر أن عنوانه (مستعدين للمجاوبة) هو كتاب وهمي ليس له دار نشر محددة، وليس له رقم إيداع، وليس له مؤلف معروف.. وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول الهدف من الكتابة عن ذلك الكتاب والرد عليه بهذا الشكل الرسمي من المؤسسة الإسلامية في مصر.. خاصة أن الكتاب غير منتشر في المكتبات، ولا نعرف من الأصل كيف حصل عليه د. محمد عمارة؟!. - ماذا يعني أن يصدر كتاب كملحق لمجلة "الأزهر".. يهاجم فيه الدين المسيحي ويزدريه.. بما يسمح للبعض باستغلال ذلك الأمر لاتهام المؤسسة الدينية الإسلامية بما هو ليس لها؟!. وتري، ألا يراجع أحد علي ما يكتبه محمد عمارة.. خاصة أن تجاوزاته واعتذاراته وتبريراته السابقة قد (ورطت) وزارة الأوقاف قبل ذلك في كتابه (فتنة التكفير) الذي كفر فيه المسيحيين صراحة؟. وهل يوافق شيخ الأزهر علي أن يستغل محمد عمارة الأزهر الشريف.. كمظلة للهجوم علي الدين المسيحي وازدرائه؟. - ألا تشعر المؤسسة الدينية الإسلامية برجالها العظماء وشيوخها الأجلاء وفقهائها المتميزين.. أن ما يفعله محمد عمارة هو نوع من تأجيج مناخ التوتر الطائفي بشكل لا يمكن السكوت عنه من اجل استقرار المجتمع والحفاظ علي أمنه الاجتماعي؟.. خاصة أن ما يقوم به محمد عمارة يمثل شكلاًَ من أشكال العبث بثوابت الأزهر وتاريخه وقيمه.. في التسامح وقبول الاختلاف. - أعتب هنا علي صمت بعض علمائنا وشيوخنا وفقهائنا علي (انحرافات) محمد عمارة الوطنية، وذلك علي غرار كل من: د. محمود حمدي زقزوق، ود. عبد المعطي بيومي، ود. سالم عبد الجليل، ود. عبد الله النجار.. خاصة أنهم يمثلون الوسطية الإسلامية الحقيقية الآن؟. وبعد، أتوقع أن يقوم محمد عمارة بتبريراته المعهودة واعتذاراته الوهمية.. بدون أن يتراجع أو يكف عن كتاباته التي تسمم المناخ الفكري المشترك بين أبناء مصر من المسيحيين والمسلمين. إنها رسالة إلي شيخ الأزهر الشريف د. محمد سيد طنطاوي قبل أن نندم علي ما نتركه الآن يحدث.. في وقت لا ينفع فيه الندم علي أمن هذا الوطن.