(وربما أستطيع أن (أتنبأ) و أقرأ (الطالع) و(الفنجان).. طبقاً للخبرة مع محمد عمارة.. بأنه سيخرج علينا قريباً.. بكتابات طائفية جديدة علي غرار أسلوبه المعتاد).. كان هذا نص ما كتبته علي صفحات "روز اليوسف" اليومية في 5 سبتمبر 2007. واليوم.. يتحقق ما توقعته مرة أخري ضمن مرات عديدة.. جاوز فيها محمد عمارة المدي من خلال ما نشره تحت مسمي تقرير علمي تم توزيعه مجاناً مع مجلة "الأزهر" لشهر ديسمبر الجاري للرد علي كتاب (مستعدين للمجاوبة)، لمؤلف غير معروف، والكتاب - كما أكد محمد عمارة نفسه - غير مدون به دار النشر أو تاريخ النشر ولا يحمل رقم إيداع. يعتبر محمد عمارة الكتاب المذكور - أو المنشور التنصيري حسب وصفه تنفيذاً لتوصيات أخطر مؤتمرات التنصير - وهو المؤتمر الذي عقد في 15 مايو سنة 1978 بمدينة كلن إير في ولاية كولورادو بالولايات المتحدةالأمريكية. والطريف أن محمد عمارة يكتب ما دار في المؤتمر نقلاً عن مصادر مشبوهة وغير علمية للترويج لفكرة طائفية مشبوهة تؤكد علي أن المؤتمر قد اقر اختراق القرآن الكريم والثقافة الإسلامية ليكون الإسلام بابا لعقائد نصرانية. علي أي الأحوال يتضمن الكتاب العديد مما يندرج تحت بند ازدراء الأديان، وعلي سبيل المثال لا الحصر.. لأن الكتاب وما يتضمنه من (إساءات) قد جاوزت عشرات الأمثلة، ومنها بعض العبارات علي غرار: - الأدلة علي تحريف التوراة. - الأدلة علي تحريف الإنجيل.. حيث يذكر أن الموسوعة البريطانية قررت أن هناك 150 ألف تناقض فيما بين الأناجيل الأربعة الشهيرة. - .. فنحن أمام نصوص دينية لا تمتلك شيئاً من شروط النص التي تعارف عليها علماء النصوص.. - .. مصدر عقائد المسيحية في ألوهية المسيح.. مصدرها الأناجيل، التي ثبت - بالعقل والنقل واستقراء واقعها - افتقارها للشروط الضرورية التي تجعلها مصدر صدق.. - لكن الشذوذ الذي أوقع المسيحيين في تأليه المسيح - عليه السلام - قد جاء من الإنجيل الوحيد.. ثم ينتهي محمد عمارة كتابه بتوصيتين، أولاهما عدم تداول كتاب (مستعدين للمجاوبة) لما يثيره من فتنة وكراهية للنصاري بسبب تكذيبه للقرآن وافترائه علي علماء الإسلام وازدرائه بالأنبياء والمرسلين.. وذلك رغم عدم وجود مصدر واضح صدر منه هذا الكتاب ولا يتم تداوله كما يدعي. وبالطبع لا يبرر كل تجاوزاته حرصه الظاهري علي العلاقات بين أبناء الوطن الواحد. أما ثاني التوصيات، فقد برر بها نشره كملحق لمجلة "الأزهر" لانتشار الكتاب بين الناس، وهو ما يجعل الرد عليه واجباً لتحصين العقول ضد الأكاذيب والافتراءات.. كما يقر بأن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف قائم علي حراسة الشأن الديني لإحقاق الحق ولإشاعة التوافق بين المتدينين بكل ديانات السماء. وللحديث بقية..