وزير الأوقاف يكرم شركاء النجاح من الأئمة والواعظات ومديرى العموم    بالصور.. "تعليم القاهرة" تعلن جداول امتحانات نهاية العام لصفوف النقل والشهادة الإعدادية    القاصد يشهد اللقاء التعريفي لبرامج هيئة فولبرايت مصر للباحثين بجامعة المنوفية    وزير الأوقاف: إن كانت الناس لا تراك فيكفيك أن الله يراك    تفاصيل اجتماع وزير التموين بشأن أسعار الخبز السياحي    إزالة 130 حالة مخالفة وعوائق طرق حديدية وإزالة عدد 5 أكشاك عشوائية في شوارع ابشواي بالفيوم    هل يجوز العلاج في درجة تأمينية أعلى؟.. ضوابط علاج المؤمن عليه في التأمينات الاجتماعية    فصل التيار الكهربائي "الأسبوع المقبل" عن بعض المناطق بمدينة بني سويف 4 أيام للصيانة    رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط    سلوفاكيا تعارض انضمام أوكرانيا لحلف الناتو    «كولر» يجتمع مع «الخطيب» عقب مُباراتي مازيمبي بسبب تذبذب مستوى الأهلي    «متولي» يُفاضل بين العروض تمهيدًا للرحيل في الميركاتو الصيفي    «الأهلي مش بتاعك».. مدحت شلبي يوجه رسالة نارية ل كولر    فرج يواجه عسل وجوهر تصطدم بالأمريكية اوليفيا بنهائي بطولة بلاك بول للإسكواش    إحالة قاتل ابنته بالشرقية للمفتي    إيرادات الأفلام..«شقو» يواصل صدارة شباك التذاكر.. والحريفة في المركز الأخير    الأوبرا تحيي ذكرى الأبنودي وصلاح جاهين بالإسكندرية    توقعات برج الدلو في النصف الثاني من أبريل 2024: فرص غير متوقعة للحب    وصلنى صوته.. صالح الشادي يطمئن الجمهور على الحالة الصحية للفنان محمد عبده    فى ذكرى ميلاده.. تعرف على 6 أعمال غنى فيها عمار الشريعي بصوته    ترقية 24 عضوًا بهيئة التدريس وتعيين 7 مُعلمين بجامعة طنطا    هل تنقذ ميزانية الحكومة صحة الشعب؟| 25% ارتفاعا في الميزانية.. و14% زيادة بمخصصات التأمين الشامل.. ومطالب باستثمارات دوائية وتفعيل "مدينة الدواء"    وزير الصحة: 700 مليون جنيه تكلفة الخطة الوقائية لمرضى الهيموفيليا    4 أعشاب طبيعية تخفض نسبة الكوليسترول وتحميك من أمراض القلب.. تعرف عليها    هل يحصل على البراءة؟.. فيديو يفجر مفاجأة عن مصير قات ل حبيبة الشماع    "بعد السوبر هاتريك".. بالمر: أشكر تشيلسي على منحي فرصة التألق    جامعة الإسكندرية الأفضل عالميًا في 18 تخصصًا بتصنيف QS لعام 2024    توفير 319.1 ألف فرصة عمل.. مدبولي يتابع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر    إدارة الشواطئ بالغردقة تحذر: السباحة بالملابس الداخلية تتسبب في غرامة فورية    ضبط 7 آلاف قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة شروط تعاقد خلال 24 ساعة    الطب البيطرى بالجيزة يشن حملات تفتيشية على أسواق الأسماك    مستشار المفتي من سنغافورة: القيادة السياسية واجهت التحديات بحكمة وعقلانية.. ونصدر 1.5 مليون فتوى سنويا ب 12 لغة    وزارة الأوقاف تنشر بيانا بتحسين أحوال الأئمة المعينين منذ عام 2014    طلبها «سائق أوبر» المتهم في قضية حبيبة الشماع.. ما هي البشعة وما حكمها الشرعي؟    مؤتمر كين: ندرك مدى خطورة أرسنال.. وتعلمنا دروس لقاء الذهاب    وزير الخارجية يزور أنقرة ويلتقي نظيره التركي.. نهاية الأسبوع    تفاصيل المرحلة الثانية من قافلة المساعدات السادسة ل "التحالف الوطني" المصري إلى قطاع غزة    ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار والعواصف وصواعق البرق فى باكستان ل 41 قتيلا    "التعليم" تخاطب المديريات بشأن المراجعات المجانية للطلاب.. و4 إجراءات للتنظيم (تفاصيل)    تجديد حبس 3 أشخاص بتهمة تزوير محررات رسمية بعابدين    ربنا مش كل الناس اتفقت عليه.. تعليق ريهام حجاج على منتقدي «صدفة»    المؤبد لمتهم و10 سنوات لآخر بتهمة الإتجار بالمخدرات ومقاومة السلطات بسوهاج    موعد مباراة سيدات يد الأهلى أمام بطل الكونغو لحسم برونزية السوبر الأفريقى    بمعدل نمو 48%.. بنك فيصل يربح 6 مليارات جنيه في 3 شهور    رئيس جهاز العبور يتفقد مشروع التغذية الكهربائية لعددٍ من الموزعات بالشيخ زايد    امتى هنغير الساعة؟| موعد عودة التوقيت الصيفي وانتهاء الشتوي    ميكنة الصيدليات.. "الرعاية الصحية" تعلن خارطة طريق عملها لعام 2024    بعد تصديق الرئيس، 5 حقوق وإعفاءات للمسنين فى القانون الجديد    ننشر قواعد التقديم للطلاب الجدد في المدارس المصرية اليابانية 2025    الصين تؤكد على ضرورة حل القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين    جوتيريش: بعد عام من الحرب يجب ألا ينسى العالم شعب السودان    الرئيس الصيني يدعو إلى تعزيز التعاون مع ألمانيا    «الصحة» تطلق البرنامج الإلكتروني المُحدث لترصد العدوى في المنشآت الصحية    مصر تستعد لموجة حارة وأجواء مغبرة: توقعات الأرصاد ليوم غد واليوم الحالي    دعاء ليلة الزواج لمنع السحر والحسد.. «حصنوا أنفسكم»    أحمد كريمة: تعاطي المسكرات بكافة أنواعها حرام شرعاً    أيمن دجيش: كريم نيدفيد كان يستحق الطرد بالحصول على إنذار ثانٍ    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اختفاء مذكرات المشير عامر!
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 15 - 12 - 2009

تقوم دنيا الصحافة والفضائيات ولا تقعد إذا عثرت علي وثيقة لم تنشر من عينة: شعبان عبدالرحيم لم يحصل علي الدكتوراه! أو الموسيقار سيد درويش وأسباب رفضه التلحين لهيفاء وهبي! أو طه حسين ضحك علينا ولم يكن يعاني فقدان البصر!! الخ.. الخ.
مثل هذا الكلام الفارغ والكاذب كان سيجد له مكانا ومساحة سواء في خناقات الصحافة أو برامج الفضائيات!
لكن الوثيقة السياسية أو الوصية التي كتبها المشير عبدالحكيم عامر قبل 42 سنة ونشرتها مجلة لايف الأمريكية عام 1967، وأعادت الزميلة الجمهورية نشرها في 26 نوفمبر الماضي فلا حس ولا خبر فقط الصمت.
كان المشير عامر ملء السمع والبصر منذ قيام ثورة يوليو 1952 وحتي نهاية مشواره في سبتمبر 1967، فقد كان الرجل الأول مكرراً في مصر ولم تكن علاقته وصداقته وزمالته بجمال عبدالناصر القائد والزعيم تخفي علي أحد سواء في مصر أو خارج مصر! وجاءت هزيمة 1967 لتنهي هذه الصداقة الأسطورية والعلاقة التاريخية بين الرئيس والمشير تماما!
ولعل أخطر وأهم ما جاء في وصية أو وثيقة المشير عامر هي السطور الأخيرة من وصيته، أنها الأهم والأخطر من حيث الدلالة والأهمية والخطورة!
السطور الأخيرة للوثيقة التي كتبها المشير عامر كانت تقول بالحرف الواحد: وإذا كانت هذه الوصية قد كتبت في عجالة فذلك لأنني أخشي ما يخبئه لي القدر، فلقد فقدت الثقة في صديقي وأخي جمال ولم أعد أشعر بأنني آمن منه وأنا أتلقي تهديدات لأنني طلبت محاكمة علنية ومنذ حوالي ساعتين زارني ضابط المخابرات لم أكن لأتكبد عناء النظر إليه أيام مجدي وهدد بإسكاتي للأبد إذا غامرت بالتكلم، وحين قلت له إن أريد الاتصال بالرئيس قال:
إذا كنت تحسب أن صداقتك مع الرئيس سوف تحميك فأنت مخطئ!!
وحاولت الاتصال بالرئيس هاتفياً ولمدة ثلاثة أيام، وحاولت أن أتصل به ولكن قيل لي أنه مشغول وأنا علي يقين أن ثمة مؤامرة تحاك ضدي وقمت بكتابة هذه الوصية، وتأكدت أنها ستصل إلي أصدقاء موثوق فيهم عند الضرورة، وأنا لا أعرف علي وجه التحديد ما الذي يحاك ضدي ولكن الأمر أيا كان فأنا أدعو الله أن يحمي بلدنا وأن يعيد إليه الحياة بعد هذه النكسة، وأدعو الله أن يلهم هؤلاء الذين سيتقلدون الحكم في المستقبل الصواب للعمل من أجل كرامة وشرف شعبنا ودولتنا.
وأخيرا أطلب من الله المغفرة وأدعوه أن يلهم عائلات الشهداء الصبر والسلوان، الله أكبر والمجد لمصر.
انتهي ما كتبه المشير عامر بتاريخ 7 سبتمبر 1967 لكن لن تنتهي دلالات مهمة جاءت في سياق الوصية الوثيقة!
ولن تكتمل أبعاد الصورة وفهم ما جري في الأيام الأخيرة للمشير عامر خاصة بعد تحديد إقامته واعتقاله إلا بالنبش والتقليب في أوراق مهمة واعترافات خطيرة لأشخاص عاشوا بالقرب من عبدالحكيم وكانوا شهودا علي دور مهم وخطير قام به الاستاذ محمد حسنين هيكل في أزمة الرئيس والمشير!
ففي حديث الرئيس جمال عبدالناصر أمام اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي العربي جلسة 3 أغسطس 1967 اعترف بأن المشير عامر بعد أن سافر غضبان إلي المنيا اتصل بهيكل وأبلغه استنكاره التام لجميع تصرفاته! يقصد تصرفات عبدالناصر بالطبع.
وفي مذكرات الدكتور ثروت عكاشة روي وقائع تلك الأيام وكما سمعها عكاشة من عبدالناصر الذي قال له: وعند الساعة الثالثة اتصل بي حسنين هيكل وأخبرني بأن المشير قد اتصل به وأنه يرغب في أن يلتقي وإياه في بيتي بعد قليل!
وأخبر عبدالناصر الدكتور ثروت عكاشة بأن هيكل حضر جانبا كبيرا مما دار بين الرئيس والمشير من حوارات ومناقشات.
اللافت للانتباه أن الأستاذ هيكل في كتابه الوثائقي الانفجار روي بالتفصيل المناقشات التي دارت بين الرئيس والمشير في حضوره.
والأغرب - حسب رواية هيكل - أن عبدالناصر طلب منه إبداء رأيه فيما سمعه من مناقشات وهنا يقول هيكل: ويبدو أن جمال عبدالناصر لم يعجبه ما قلت ولم يستطع أن يخفي مشاعره فقال لي علي الفور بضيق ظاهر: إنك خذلتني!!
وكان تعليقي أن خذلاني له في هذا الموقف مشكلة نستطيع أن نبحثها فيما بعد! ولن تكتمل تلك الصورة إلا بإعادة رواية السيدة برلنتي عبدالحميد الزوجة الثانية للمشير، ومن أهم ما قالته إن المشير كان يقاوم كل الإغراءات وفشلت كل محاولات إقناعه بالعودة إلي القاهرة وفي النهاية أرسل له جمال عبدالناصر محمد حسنين هيكل فعاد به إلي القاهرة. لكن الأخطر هو قول السيدة برلنتي: إن عبدالناصر حاصر المشير أولا بالمودة العائلية فأرسل لزيارته زوجته وأولاده وكلمه في التليفون معاتبا، وقائلا إنه أرسل أبناءه، ولو كنت تريد أن آتي بنفسي لترجع معي فسوف آتي إليك!
وواصل عبدالناصر كلامه في التليفون قائلا للمشير: حابعت لك هيكل يمثلني وأرجو انك ما تكسفنيش المرة دي!
وفعلا جاء هيكل فشكا له المشير من أن جمال يريد أن يحول كل من حوله إلي طراطير! وتقول برلنتي:إن أمين حسين عامر - ابن شقيق المشير - أبلغها بأن الوحيد الذي كان مسموحا له بزيارة المشير هو هيكل.
وتضيف: إن القوة التي جاءت للقبض علي المشير في تلك الليلة عثروا علي مذكرات المشير عن أسرار حرب يونيو 1967، ولم يظهر لهذه المذكرات أثر بعد ذلك، كما عثروا علي شريط مسجل عليه كل ما دار قبل وأثناء حرب يونيو!
أما كيف ذهبت مذكرات المشير عامر إلي الأستاذ هيكل فتلك حكاية أخري فيها ما فيها من تفاصيل وأسرار!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.