رغم أن السلطات السعودية قد حددت الأماكن الضيقة التي تسبب الزحام في مني أيام التشريق الثلاثة لم تفلح التدابير الاحترازية في تخفيف حدة الزحام من التغلب علي ضيق المساحات التي حددتها السلطات السعودية ب90 سم لكل فرد. وفي سياق متصل وصل اليوم عدد كبير من الحجاج المصريين إلي مكةالمكرمة بعد تعجلهم في يومين وعدم استطاعتهم المبيت وسط تكدس المخيمات في مني كما تردد أيضا عدد منهم علي فنادق مكة منذ اليوم الأول لاتمام طواف الافاضة وسط زحام شديد وتكدس في الطرق أيضا ووسط زيادة أجرة وسائل النقل من 2 ريال المتعارف عليها إلي 100 ريال للفرد الواحد للمسافة التي لا تزيد علي 5 كيلو مترات، كما منعت المحاور المرورية المغلقة الأتوبيسات المخصصة مجانا للحجاج من الوصول إليهم بعد أن خصصت جميع الطرق والانفاق لمسير الحجاج سيرا علي الأقدام. إلي ذلك اشتكي عدد من حجاج القرعة والجمعيات والسياحة من المساحات الضيقة في مشعر مني وضيق المساحات التي حددتها السلطات السعودية وجاء رفض النساء لتطبيق فتوي دار الافتاء المصرية بجواز عدم المبيت في مشعر مني والتوكيل في الرجم والبقاء في مكة ليزداد الوضع تعقيداً. الحجاج بخير ومن جانبه قال د.علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي ورئيس البعثة المصرية إنه من الصعب التغلب علي ضيق المساحات التي حددتها السلطات السعودية في مني خاصة في ظل إحجام الحجاج عن المبيت في مني الجديدة ظنا منهم بأنها خروج عن مناسك الحج. وأضاف الوزير أن الحجاج المصريين جميعهم بخير ولا توجد أية حالات اشتباه أو إصابة بأنفلونزا الخنازير إلي الآن، كما تراجعت أعداد المترددين علي العيادات الطبية لارتفاع درجة حرارتهم أثناء أداء المناسك وذلك لتحسن الأحوال الجوية وعدم تعرضهم لضربات الشمس. وفي ذات السياق وصل عدد حالات الوفيات بين الحجاج المصريين إلي 13 حالة بوفاة 3 حجاج، وتشير التقارير الواردة إلي انخفاض نسبة الوفيات بين الحجاج المصريين 50% مقارنة بالعام الماضي، وذلك بسبب قرار وزارة الصحة بمنع كبار السن من الحج هذا العام. من جانبه قال وكيل أول وزارة السياحة رئيس بعثة الحج السياحي أسامة العشري إن نفرة الحجيج تمت لكل التابعين لشركات السياحة في سلام، ولم يتم ابلاغ البعثة عن أية حوادث وأن الحجاج انتهوا من رمي جمرة العقبة الأولي والثانية وهناك بعض الحجاج رموا الجمرة الأولي وبقي في مني وجزء آخر توجه إلي مكة لأداء طواف الإفاضة والسعي قبل رمي الجمرة الأولي. الفوج الأول أشار العشري في تصريح أمس إلي أن رحلات العودة لحجاج السياحة بالنسبة للطيران تبدأ اليوم الأحد وتستمر حتي يوم 17 ذي الحجة فيما يبدأ حجاج البواخر يوم 17 ذي الحجة وحجاج البر تبدأ رحلات عودتهم من يوم 16 ذي الحجة وتنتهي 22 ذي الحجة. أضاف أن هناك عددا من المخيمات في حجاج البر تضررت نتيجة السيول الغزيرة والأمطار، وتم تدارك الموقف من خلال المطوفين، حيث تم إعداد مخيمات جديدة خلال أربع ساعات، كما تم تسكين الحجاج داخل مخيماتهم في عرفة وهي المشكلة الوحيدة التي حدثت حتي الآن لحجاج السياحة وهي خارجة عن إرادتنا. أشار إلي أن البعثة تلقت شكاوي بوجود أطعمة لم ترض حجاج البر في عرفة، وتم تدارك الموقف من جانب الشركات وتقديم أطعمة جديدة تتلاءم وذوق المصريين وطبيعتهم. قلت كثافة المخيمات ونوه إلي اقتراب معسكرات الحجاج من نفق المشاة الذي يؤدي إلي جسر الجمرات مباشر ميزة قللت الكثافة في المخيمات من 23 حاجا إلي 16 حاجا في الخيمة الواحدة بالإضافة إلي زيادة دورات المياه والمراوح والسجاد والوجبات الجافة والساخنة التي يتم تقديمها إلي الحجاج، مشيرا إلي أن مخيمات الطيران لم يزد عدد الحجاج في الخيمة الواحدة علي 14 حاجا، وفي بعض المخيمات يتراجع العدد إلي ستة حجاج فقط حسب مستوي برنامج الحج. وأوضح العشري أنه تلقي اتصالا هاتفيا أمس من وزير السياحة زهير جرانة استمع خلاله إلي تقرير مفصل عن أحوال الحجاج وصحتهم وأماكن معيشتهم والنفرة بصفة عامة، وطلب أن يتم موافاته بتقرير يومي عن أحوال الحجاج حتي عودتهم إلي مصر. وأضاف: أن هناك تسعة آلاف حاج سيتوجهون إلي المدينةالمنورة بعد انتهاء أيام التشريق لمدة أربعة أيام ثم يغادرون منها إلي مصر.. والباقي حضر إلي المدينة قبل المناسك ويتوجه مباشرة إلي مصر بعد انتهاء المناسك في مكةالمكرمة. الشكاوي بسيطة وأشار إلي أن معظم الشكاوي كانت بسيطة جدا وتم التعامل معها علي الفور وبصورة سريعة وجميع الأخطاء التي كانت غير مقصودة وكان أغلبها بسبب الأحوال الجوية السيئة التي تسببت في قطع الطرق والإنارة وغيرها وكلها خارج إرادة الشركات السياحية. وأوضح أن هناك توعية للحجاج دائمة حفاظا وتلبية للإجراءات والضوابط التي تفرضها السلطات السعودية بالنسبة لعدم دخول الأتوبيسات بالقرب من المخيمات في منطقة مني وهو الأمر الذي يستدعي أن يسير الحجاج مسافة طويلة وتم توعية الحجاج بذلك حتي لا يكون الأمر مفاجأة بالنسبة لهم عند السير لمسافة طويلة. ووسط إجراءات طبية مشددة يستقبل ميناء سفاجا البحري يوم الجمعة المقبل أولي رحلات عودة الحجاج القامين علي متن العبارة محبة والذي يصل عددهم إلي 1000 حاج من حجاج القرعة لمحافظات الصعيد. اللواء عاطف إمام مدير ميناء سفاجا البحري قال إنه تم تجهيز 4 عبارات لنقل الحجاج العائدين من ميناءي جدة وينبع بالسعودية وهي محبة ودهب والقاهرة ووادي النيل حيث قامت إدارة التفتيش البحري بفحص العبارات والتأكد من سلامتها والتزامها بالاشتراطات التي تتضمن سلامة الركاب. فيما أكد اللواء إبراهيم منصور رئيس مدينة سفاجا أنه تم رفع حالة الاستعداد القصوي داخل الحجر الصحي بالميناء وفي قرية الحجاج لفحص العائدين الذين يصل عددهم إلي أكثر من 6 آلاف حاج لافتا إلي أنه تم التنسيق مع مديريتي الصحة والطب الوقائي لزيادة الأطباء والعاملين بالحجر الصحي وسيارات الإسعاف والتأكد من سلامة أجهزة المسح الحراري للكشف عن أي حالات للإصابة.