خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية التي أقيمت في البرتغال عام 2004 وردا علي سؤال للبرلمان البريطاني أدان توني بلير رئيس وزراء بريطانيا العنف الذي يقوم به مايسمون بالهوليجانز من أنصار المنتخب الإنجليزي لكرة القدم في بطولة الأمم الأوربية بالبرتغال ووصفهم قائلا إن مثل هؤلاء المشاغبين جلبوا الخزي والعار للأمة البريطانية ولأوروبا كلها مضيفا بأن هؤلاء المشاغبين سواء في انجلترا أو خارجها هم قلة صغيرة جدا من الناس ولاأعتقد بأنهم انصار حقيقيون لكرة القدم أو للمنتخب الإنجليزي وما يقومون به يجلب الخزي للأغلبية العاشقة والصادقة في مساندة المنتخب الإنجليزي والتي تطمح في ان تتابع الألعاب الرياضية دون أية عراقيل . هكذا لخص رئيس الوزراء البريطاني سنوات طويلة من المعاناة الحقيقة لشعوب دخلت عصوراً من التحضر نبذت خلاله كل أعمال العنف ومظاهر التخلف لتدخل إلي عصور التقدم في جميع المجالات لتبقي قلة صغيرة من متعصبي كرة القدم هم العنوان الأبرز لبقايا عصور التخلف والتي تبقي رغم محاولات السيطرة عليها تظهر هنا وهناك من حين إلي أخر دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلي اتخاذ مواقف متشددة وقوانين هي الأكثر صرامة في تاريخ اللعبة بالتعاون مع الجهات الأمنية في القارة العجوز حتي تمكنوا من إجهاض الظاهرة التي تقف جنبا إلي جنب مع بعض التصرفات العنصرية هي العار والخزي الذي يلطخ جبين الدول الأوروبية المتحضرة .. كتاب " Euro Trashed " يستعرض تاريخ تلك المواجهات المؤلمة والدموية والتي بقيت في ذاكرة الاوروبيين والعالم كأكثر الذكريات السيئة في تاريخ رياضة كرة القدم التي تفوقت فيها الدول الأوروبية كإستكمال لنجاحاتها في جميع المجالات التنموية والسياسية ، أبرز تلك الحوادث هي حادثة ملعب هيسيلزل ببلجيكا في نهائي دوري أبطال أوروبا بالتاسع والعشرين من شهر مايو لعام 1985 عندما قابل فريق يوفنتوس الإيطالي فريق ليفربول الإنجليزي قام حينها مشجعو ليفربول بشغب أدي لمأساة حقيقية ومقتل العشرات وإصابة المئات في وقت وصف بأسوأ ساعه بتاريخ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تم علي أثرها منع الفرق الإنجليزية من اللعب في البطولات القارية لسنوات .. ويتناول الكتاب بالإضافة للحادثة الشهيرة المئات من الصدامات والعنف في البطولات المختلفة والتي يتسبب فيها بالغالب المشجعون المخمورون غائبي العقل خارج الملاعب كما يتناول الكتاب طرق مكافحة الظاهرة والتي أنتهجتها أجهزة الأمن في أوروبا بالتعاون مع وسائل الإعلام لضرب ظاهرة شغب الملاعب وإظهار الوجه الحضاري لأي لعبة رياضية وهو ما حقق نجاحات بالفعل في بطولات كأس العالم الأخيرة وتحديدا كأس العالم في فرنسا عام 1998 وبطولة أوروبا للأمم منذ عام 2000 في بلجيكا وهولندا ويشير مؤلفو الكتاب مؤلف الكتاب إلي بعض الحساسيات السياسية بين الدول والتي تؤدي لشغب الملاعب في بعض الأحيان كما هو الحال بين إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا وبين تركيا وألمانيا وغيرها .