واصل صقور المحافظين في ايران قمع قادة المعارضة الاصلاحية حيث كشفت تقارير في طهران أنه تم الحكم علي نائب الرئيس الإيراني السابق محمد علي أبطحي بالسجن ست سنوات علي خلفية تورطه في الاحتجاجات علي نتائج الانتخابات الرئاسية في يونيو الماضي. وسبق أن عمل أبطحي نائبا للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي بين عامي 1997 و 2006 ، كما كان مستشارا للمرشح الرئاسي المعتدل مهدي كروبي في انتخابات 12 يونيو الماضي. وتم القبض عليه بعد الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات واتهمته المحكمة الثورية في ايران بالتخطيط للإطاحة بالحكومة. وتوقع الكثيرون أن يحصل أبطحي علي حكم مخفف بعد الاعتراف الذي نقله التليفزيون الايراني وقال فيه إنه نادم علي ما فعل وأشاد بالأوضاع في السجن. لكن ذكرت صحيفة "جهان اقتصاد" الايرانية أنه جري ابلاغ أبطحي رسميا بالحكم الصادر عليه بالسجن ست سنوات امس الاول. ونقلت صحف ايرانية اخري عن ابنته فاطمة ابطحي قولها ان قوات الامن فتشت منزل والدها في طهران في وجوده امس الاول واخذوه بعدها الي محكمة حيث ابلغ بالحكم ثم عاد الي السجن. وفي سياق متصل، طالب رئيس حزب سياسي ايراني محافظ بمحاكمة مير حسين موسوي الزعيم الاصلاحي المعارض بتهمة "البهتان" بادعائه تزوير انتخابات الرئاسة الايرانية الاخيرة. ونقلت وكالة الأنباء الايرانية عن محمد نبي حبيبي الأمين العام لحزب التحالف الاسلامي المحافظ قوله انه يجب محاكمة موسوي وكل من روج لما اسماه ب" البهتان" . ومن جهته، ذكر موقع إصلاحي إيراني أن موسوي قال ان الحكومة الايرانية عليها التوقف عن ترويع الناس لمحاولة تغيير آرائهم السياسية. ونقل موقع "كلمة" عن موسوي قوله "يجب ألا تروع الحكومة الناس لكي يغيروا مسارهم هذه الحركة ستستمر ونحن مستعدون لدفع أي ثمن. أكد موسوي علي تعبئة القوات الأمنية في التاسع من نوفمبر الجاري لنشر الرعب بين الناس مشيرا الي ان البلد الذي يحكم باسم الإسلام، لا يمكن إدارته بإرهاب الشعب. وقال في حوار نقله راديو فردا "الغد" ان المتظاهرين في ذكري اقتحام السفارة الأمريكية في طهران تعرضوا للضرب والسب ، لكن شدد علي ان الشعب لا يخشي هذه الأعمال. وانتقد موسوي محاولات الغاء الدعم لما لها من آثار سلبية علي حياة الناس. وفي اشارة الي تعاظم تأثير المعارضة الاصلاحية علي الشارع الايراني، ذكرت صحيفة" نيويورك تايمز" الامريكية ان حسين علي منتظري المرجع الديني الذي ظل سنوات ينتقد القائد الاعلي في ايران وان الديمقراطية في ايران ليست اسلامية كما يدعي النظام ولم يجد من يسمعه اصبح يستمع اليه الان الكثير من الايرانيين وبعض زعماء الحكومة السابقين. واضافت الصحيفة الامريكية ان منتظري الذي ظهر بمثابة الزعيم الروحي للمعارضة ولم يستطع النظام الايراني اعتقاله او إسكاته بسبب مكانته الدينية الكبيرة ودوره في تأسيس الجمهورية الايراينة يستخدم حاليا الدين في مهاجمة شرعية الحكومة. ونقلت " نيويورك تايمز" عن مهدي خالجي الدارس السابق في قم والزميل البارز حاليا في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادني قوله: ان الكثير من الدارسين ينتقدون النظام الايراني فيما يتعلق بالديمقراطية. واضاف ان منتظري ينتقد النظام من وجهة نظر دينية . وتابع ان النظام الايراني يريد ان يقول انه اسلامي وليست معضلة ان لم يكن ديمقراطيا بالقدر الكافي. لكن منتظري يقول ان الحكومة ليست اسلامية. ويصدر منتظري مراسيمه الدينية الناقدة للنظام الايراني من منزله في قم التي تعتبر مركز التعليم الديني في ايران مما يساعد في تعاظم تاثير الحركة المعارضة. واشارت "نيويورك تايمز" إلي ان منتظري الذي وصفه المرشد الاعلي السابق في ايران الخميني بانه ثمرة حياته ينتقد الآن الدولة الي ساعد في تأسيسها واصبح بتأثيره الكبير علي الشارع الايراني يتحدي سلطة خامنئي. ومن ناحية اخري، غادر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد طهران لاجراء جولة في افريقيا وامريكا اللاتينية تشمل خصوصا البرازيل وفنزويلا اللتين تساندان البرنامج النووي الايراني. ونقلت وكالة الانباء الايرانية "ايرنا" عن نجاد قوله قبل مغادرته طهران ان بلادا مثل ايران والبرازيل وفنزويلا وبوليفيا وجامبيا والسنغال لديها القدرة علي ارساء نظام سياسي جديد في العالم.