لاتزال المباراة الفاصلة التي جرت بين مصر والجزائر للصعود إلي نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 واحتضنتها السودان وحوَّلها الجزائريون لحرب إرهابية محل اهتمام الصحف العالمية. وتباينت المواقف في الصحافة العالمية ما بين شماتة إسرائيلية في هزيمة المصريين ورصد دقيق في الصحافة البريطانية وانحياز واضح في بعض الصحف الفرنسية في محاولة لإرضاء الجالية الجزائرية الكبيرة هناك. صحيفة الإندبندنت البريطانية رصدت حالة التوتر التي انتابت العلاقات بين مصر والجزائر عقب أحداث الشغب الجزائري في السودان ومظاهرة المصريين أمام السفارة الجزائرية في القاهرة احتجاجاً علي التجاوزات الجزائرية. وقالت الإندبندنت إن المباراة كشفت حالة الحب والكبرياء التي يكنها المصريون للعلم الوطني.. واحتضن المصريون ألوان العلم الأحمر والأسود والأبيض ووضعوها عالية خفاقة علي المباني والسيارات وقاموا برسم علم مصر علي وجوه الأطفال. وأكدت التايمز البريطانية أيضا أن مدافع المنتخب الجزائري نذير بلحاج كان محظوظاً لعدم طرده من أرض الملعب بعد اعتدائه علي أحمد حسن. وذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية أن الاتحاد المصري لكرة القدم هدد بالانسحاب من الفيفا لمدة عامين إذا لم يتخذ الفيفا موقفاً جاداً لإعادة الأخلاق الرياضية إلي عالم كرة القدم. وأضافت لوفيحارو أن فوز الجزائر جاء كمساندة إلهية للرئيس الجزائري بوتفليقة الذي يعاني من تراجع حاد في شعبيته. وأكدت أن الجزائر مازالت تعاني من مشاكل الهوية علي الساحة العربية وزادت الفجوة بينها وبين العرب بينما جاءت تغطية اللوموند منحازة جداً للفريق الجزائري. وذكر موقع "soccer America Daily" أن الجزائريين حطموا نوافد المحال التجارية ومارسوا أعمال شغب كبيرة في مارسيليا إضافة للهجوم علي الشركات التجارية المصرية في الجزائر عقب المباراة. وبشماتة شديدة تناولت الصحف الإسرائيلية هزيمة المنتخب المصري وجاءت عناوين معاريف ويديعوت أحرونوت بأن ثعالب الصحراء فازوا علي مصر. المثير أن الصحف الجزائرية وصفت اللاعب الجزائري أمير سعيود الذي يلعب للنادي الأهلي بالخائن واتهموه بتسريب معلومات عن فريقه لنجم الأهلي ومصر محمد أبوتريكة. فيما اعتبرت بعض وسائل الإعلام التركية أن الأحداث التي وقعت عقب مباراة مصر والجزائر وأحداث الشغب التي قام بها الجمهو الجزائري مقدمة لأزمة حقيقية. وركزت وسائل الإعلام التركية علي أعمال السلب والنهب والاعتداءات التي قام بها الجزائريون علي الشركات المصرية التي تستثمر في الجزائر والتي أدت إلي تطورات سلبية كشفت عن أبعاد سياسية تتجاوز المباراة ونتيجتها من وجهة نظر الإعلام التركي. وقالت صحيفتا "راديكال" و"ميلليت" إن الجزائريين تحركوا بروح الانتقام والثأر لخروج منتخب بلادهم من تصفيات كأس العالم عام 1990 علي يد المنتخب المصري.