في عيد الأضحي المبارك تزداد أسعار اللحوم زيادة كبيرة ولكن ذلك لا يأتي بسبب الزيادة في سعر الأضحية وإنما يأتي من بائعي اللحوم أنفسهم، وفي الأسطر التالية نعرض روشتة إسلامية لمواجهة ارتفاع أسعار اللحوم وحكم الشرع علي من يزيد الأسعار. يقول دكتور حامد أبو طالب عميد كلية الشريعة والقانون إن انتهاز بعض التجار فرصة زيادة الطلب علي اللحوم في عيد الأضحي ورفعهم الأسعار بدون مبرر أمر يجرمه الشرع وينذرهم بأنهم سيلقون جزاءً شديداً في الدنيا والآخرة وذلك من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم من احتكر علي المسلمين طعاماً ليغليه عليهم ضربه الله بالجزام صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهذا تهديد واضح بأن من يحتكر الطعام ويتسبب في رفع أسعاره سيجازيه الله بالأمراض في الدنيا وسيلقي عقابه في الآخرة كما أن ارتكاب مثل هذا الفعل المشين الذي يؤدي إلي عدم قيام المسلمين بهذه الشعيرة فإن الله سينتقم منه أشد انتقام ويهيب جميع المسلمين محاولة مقاومة هذا الغلاء قدر المستطاع. ويضيف دكتور أحمد علي ليل استاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية المساعد بكلية الدراسات الإسلامية بنات (الزقازيق) أن الله عزو وجل ورسوله (صلي الله عليه وسلم) أعطيا لنا في القرآن والسنة ما يتعلق بمثل هذه القضايا فأمرنا الله عز وجل في كتابه الكريم كلوا وأشربوا ولا تسرفوا وفي هذه الآية أمر بالتمتع بطيبات الحياة بدون إسراف وعلمتنا السنة كما في قول رسول الله لا تسرفوا في الماء ولو كنتم علي نهر جار ويمكن أن نقيس من خلال هذا ألا نسرف في الأشياء ولو كانت كثيرة، وأيضاً في قول رسول الله أنتم أعلم بشئون دنياكم أي أنه إذا وجدنا ارتفاعاً في أسعار اللحوم فليس هناك ضرورة لها لأن إقبالنا عليها سيتسبب لنا في ضائقة مالية أي بما يضر في المصلحة العامة وفي هذا يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم المسلم الكيس هو الذي يعمل لما يحتاجه أو الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، فإذا كانت مدنية الإنسان التي هي طبيعة فيه سوف تضره فليس لهذه المدنية ضرورة. وأكد أن الغش والتلاعب في الأمور التي تهم الناس تبعد من يدلس ويغش عن منهج الإسلام ويغضب الله عليه وتحدث بينه وبين المسلمين قطيعة، وفي هذا يضرب مثلاً بموقف من تخلط اللبن بالماء يوم القيامة عندما يسألها رب العزة بأن تقوم بفصل اللبن عن الماء، كما أنه كيف للفقير أن يعيش ومن الذي يغيث حاجة الملهوف ومن سيعطيه، مشيرًا أن الحل الأول والسريع هو مقاطعة ارتفاع أسعار اللحوم حتي يصبيها الركود.