لم نتوقف عند قرار شراء تليفزيون مصر لحقوق مباراة مصر والجزائر، خاصة أن القرار جاء وسط ضوضاء فضائي رياضي مزعج.. الدلالة من هذه الصفقة أن العلاقة بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري واتحاد كرة القدم والأندية عادت إلي طبيعتها المستقرة! اختفت مساحة التوتر بعد أن نجح أنس الفقي وزير الإعلام في تفجير الألغام التي حاول البعض من اتحاد الكرة أو الأندية زرعها وتفجير طريق الاستقرار وبث الكراهية تجاه التليفزيون المصري وتشويه صورته أمام جماهير الكرة المصرية. في هدوء تام دفع تليفزيون مصر 3 ملايين جنيه مقابل مباراة رسمية + عدد من المباريات الودية للمنتخب، هذا الموقف يؤكد أن التعامل باحترام واختيار لغة العقل هي أفضل الطرق للوصول إلي الحلول.. وقد انعكس هذا الموقف علي صفقة بيع "حزمة" حقوق اتحاد الكرة والأندية في كرة القدم للتليفزيون مقابل 34 مليون جنيه.. عندما حاول الأهلي والزمالك حرق الجسور مع التليفزيون لكن أنس الفقي كان شجاعاً وواضحا في حلوله، الأمر الذي نجح من خلال هذا الموقف في كشف عورات هواة البيزنس والسمسرة ولا داعي لإعادة فتح الملف. كنت قد هاجمت التليفزيون في بداية التفاوض ولكن أعلن احترامي وتقديري لمن قاد عملية التفاوض والتزم بها ونجح باقتدار في تحقيق المعادلة: تعويض عادل للأندية مع الالتزام بحق المواطن لمشاهدة مباريات كرة القدم مجانا. تليفزيون مصر وافق علي الدفع لاتحاد الكرة مقابل إذاعة مباريات المنتخب دون ضغوط أو "لي" ذراع أو تهديد بعدم البث وحرمان البشر من مشاهدة فريق مصر علي شاشة تليفزيون مصر.. ولم يخضع لتهديدات زاهر أو حمدي وعباس ولكنه تحرك بمفهوم وطني واضح وهو مساعدة اتحاد الكرة بقدر الامكانات الموجودة، من هنا نجحت المفاوضات بعد توفير رغبة مشتركة ولغة احترام متبادل. م.أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون لعب دوراً مهما في حل المشاكل المعلقة بين التليفزيون والأندية واتحاد الكرة لأنه ابن "بلد" و"فاهم" وأعتقد أن خبرته في مجال بيع وشراء الحقوق أمر وراء نجاحه في تلك الصفقة، لقد شكل مع أنس الفقي وزير الإعلام جبهة للدفاع عن مصالح التليفزيون وحقوق المشاهد المصري في الداخل والخارج في نفس الوقت المحافظة علي أموال التليفزيون. محمود طاهر عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم كان وراء سرعة الاتفاق مع التليفزيون المصري لبيع مباراة مصر والجزائر وعدد من المباريات الودية.. كانت الجزيرة الرياضية قد تقدمت بعرض لشراء المباراة حصريا مقابل 100 ألف دولار ومودرن ب140 ألف دولار والحياة ب50 ألف دولار، وعندما تأكد أن محاولات القطاع الخاص والفضائيات هي "تمويت" فرصة البيع اتجه إلي التليفزيون ونجح ببراعة في المفاوضات وأسامة الشيخ.. في الوقت الذي طلب منه أسامة الشيخ أن يكون هو المفاوض في أي حقوق لإتحاد الكرة نظراً لخبرته وطبيعة شخصيته التي تميل للصمت. بالمناسبة لم يكن لأحد باتحاد الكرة مساهمة في هذه الصفقة بل ولم يطلع عليها أحد لأن الأوراق والعقد في خزينة محمود طاهر.. أعضاء اتحاد الكرة علموا عن الصفقة من الجرائد! التليفزيون المصري هزم الفضائيات الرياضية وفاز بصفقة المباراة وهي بداية للتوجه الجديد للتليفزيون بأن يكون مشترياً عادلاً دون إرهاب.