النقاش الذي دار داخل أروقة المؤتمر السنوي السادس للحزب الوطني.. لم يتوقف عند حدود معينة.. ولم يعترف بألوان الخطوط.. واتضح أن الحزب الوطني أصبح أكثر قوة وشجاعة وقد تأكد ذلك من خلال النقاش في الموضوعات التي تواجه المواطن. لاحظت أيضًا أن قيادات الحزب منحت الكوادر المختلطة بالمواطن الفرصة الكبري لشرح الأحوال المعيشة.. الحزب لم يخش أن تتهمه المعارضة بأن مساحة الفقر واسعة وشاسعة وقد كان من الملفت أنه تحرك لتنفيذ خطة تغيير خريطة 1000 قرية فقيرة إلي واقع أفضل لم يكتف بتوسيع مساحة الدراسة.. بل كان جاهزًا ليعلن لأعضاء المؤتمر أنه شرع في التنفيذ وسط برنامج محدد وإمكانيات لا تُرهق الميزانية.. أيضًا كان من الملفت استنفار الحزب لمواجهة مشاكل الفلاح وهو هنا أراد التدخل الجراحي للعلاج في ظل مساعدات موسمية للفلاح مثل قرارات مبارك رئيس الحزب بإعفاء المتعثرين من فوائد قروض بنك التسليف الزراعي والسيطرة علي أسعار أو دعم السماد وغيرها.. لكن الملفت أن الحزب الوطني هذه المرة كان شجاعا أولا في كشفه عن المشاكل المزمنة التي تواجه الفلاح في الأرض القديمة والعلاج هنا وفقا لرؤية شاملة بدءا من حل قضية المياه والصرف المغطي.. وأسعار المحاصيل والأسمدة وغيرها.. وهي كتلة من المشاكل ليست سهلة.. وتحتاج إلي مليارات من الجنيهات.. وهو مبلغ ضخم من الصعوبة توفيره بعيدا عن المتطلبات المالية للتنمية. لقد لاحظت أن إصرار الحزب الوطني علي الدخول في معمعة مشاكل الفلاح المصري بكل أبعادها أمر غير تقليدي وهي مهمة ثقيلة وأعتقد أنها سوف تفتح نار جهنم علي الحزب وقياداته كانوا في غني عنه. ولأن الموضوع معقد وبدون شك أن المعارضة ستحاول الدخول علي الخط واستثمار أي سلبية قد تظهر نتيجة الحلول. شجاعة الحزب الوطني تجسدت في الدخول بقوة في علاج مشاكل مزمنة أفرزت طبقات وأصابت العديد من المصريين في مقتل وأعتقد أن إصرار جمال مبارك ومجموعة الوزراء علي التواصل مع الأعضاء والرد علي كل ما يثار حول الموضوع الواحد والتدخل بالشرح لبعض المناطق التي يتعرض لها المجتمعون هي أمور توضح رغبة الحزب الوطني وحكومته علي أن تكون هناك حلول لما تتم مناقشته من مشاكل وقضايا. مقاومة الفقر ومساعدة الفقراء أمر بات هدفًا وفلسفة. برغم أن العملية كما قلت معقدة وصعبة إلا أن التدقيق في التفاصيل ومشاركة أكثر من وزير في النقاش دليل علي الرغبة الأكيدة للحزب الوطني التصدي للحلول. التعليم والصحة والرياضة والشباب والاستثمار والإسكان بنفس الإصرار والوضوح والقوة دخل جمال مبارك وأحمد عز ود. محمود محيي الدين ورشيد محمد رشيد وأحمد المغربي وسامح فهمي ويونس ومشيرة خطاب وحاتم الجبلي وغيرهم في حوار ساخن مع أعضاء المؤتمر.. الأعضاء يحملون الهموم والمشاكل والوطني لديه الرغبة.. والرغبة غير كافية للتنفيذ لكن هناك عوامل أخري يجب أن تتوافر بجانب الإرادة أقلها الإمكانيات مرورًا بالخطط. الحزب الوطني يقود ثورة بالمعني الحقيقي للقضاء علي الفقر وهو هنا لا يلجأ إلي الإعانات المؤقتة لكنه يعيد النبض لعناصر الحياة.. الحزب وحكومته من السهل أن يقوما ببناء أو صناعة حياة جديدة ولكن إعادة الحياة لقطاعات من أهلنا وتطوير كل أوجه الحياة عملية في غاية الصعوبة لأن الحزب عليه أن تكون خططه لتنمية هذه القطاعات متوازية وشاملة بدءًا من الأفكار مرورًا بالمساكن والصرف الصحي والتعليم وغيرها. الحزب الوطني في مؤتمره السادس ظهر قويا واثقًا من قدرته لتنفيذ وعوده برغم ما رأيته إلا أن قيادات الحزب لم تمنح الموجودين وعودًا زائفة. بل وقد أعجبني كلمات جمال مبارك بضرورة أن يقوم الحزب عن طريق كوادره بالرد علي الهجوم غير المبرر من المعارضة. والدفاع عما تحقق من إنجاز واضح للعين في الكثير من أوجه الحياة. لن أقول إن هناك نجاحًا مطلقًا فهذا أمر صعبة إذا كان العمل مع دولة وشعب وصناعة وزراعة وصحة واستثمار وبترول وكهرباء وتجارة وإسكان هذه الأمور حتي لو امتلكت أموالاً لحل مشاكلها فالخوف من المتغيرات الدولية التي قد تهدد كل خطط التنمية كما حدث في الأزمة المالية العالمية أو ارتفاع أسعار المحاصيل والبترول وغيرها. أنا بدوري أشفق علي قيادات الحزب الوطني لأنهم وبعد ما شاهدته من مناقشات في لجانه المختلفة أصبح يعد إلزامًا واضحا تجاه ما يعانيه المجتمع من مشاكل وهموم. وكان يمكن أن يقللوا من المسئولية الملقاة علي عاتقهم بطرح نصف الحلول أو المسكنات. لكن يظهر أنهم قيادات بالمعني البسيط غاوية وجع قلب. وعليهم أن يتحملوا المحاسبة والصوت العالي فيما لو فقدوا حماسهم أو لم يلاحظ الناس التغيير الموعود وهم هنا اختاروا الطريق الصعب. وإذا كانت قيادات وكوادر الحزب قد عادوا إلي بيوتهم إلا أن مجموعة سوف تظل في طوارئ كل الأيام وعلي رأس هذه المجموعة صفوت الشريف الأمين العام وجمال مبارك الأمين العام المساعد ود.زكريا عزمي وأحمد عز ود.علي الدين هلال ود.محمد كمال وغيرهم من ناحيتها نجحت أمانة السياسات ولجان السياسات في بلورة كل المصاعب والمشاكل التي تواجه المجتمع. طرحت الأوراق ودخلت كوادر الحزب معها في سلسلة طويلة من المناقشات المهم أن المشاكل تم تحديدها. ووصفنا الحلول ومازال الناس ينتظرون التنفيذ.