فعلها شباب غانا.. وهم في الحقيقة مجموعة رجال أشداء أقوياء يستحقون ألف تحية وألف قبلة، فعلها الشباب الذين نطلق عليهم لقب عيال.. لأنهم لم يصلوا في السن لمرحلة منتخبات الرجال.. لكنهم في الواقع بألف رجل. شباب غانا قدموا درسا متكاملا في العطاء والإخلاص في الفن واللعب، في التفاني والتألق، في الإصرار والتحدي حتي آخر لحظة، ميزة هذا الفريق أنه لا ييأس، دائمًا لديه أمل، وهذا الأمل هو سر الحياة وإكسير الحياة، لعبوا بعشرة لاعبين من الشوط الأول وكانوا ندًا قويا للبرازيل ملوك الكرة، الفريق ظن أن طرد اللاعب سيزيد من فرصتها، لكن شباب غانا نجح في إنهاء المباراة بشوطيها الأصليين، وبشوطيها الثالث والرابع بالتعادل ليدخل ضربات الجزاء ويفشل في أول ضربتين، لكنه فريق النجوم السوداء الذي لا ييأس أبدًا.. فحول التأخر إلي تقدم، واليأس إلي أمل يدعمه جمهور مصر الذي ساند ممثل الكرة الأفريقية حتي النهاية.. فاستحق الفوز بجدارة، هذا الفريق فعل كل شيء، صنع كل شيء حول كرة القدم إلي متعة جماهيرية، تشعر أن اللاعبين يقدمون أحلي ما عندهم، أجمل ما فيهم المدرب الذكي الذي لا ينفعل، بل يدير المباراة من علي الخط بذكاء شديد وبهدوء يحسد عليه! يعرف كيف يحرك اللاعبين ويستغل طاقاتهم داخل الملعب.. ويعرف أيضًا أن أدواته من اللاعبين علي كفاءة عالية.. لذلك استحق الفريق البطولة وعوض القارة الأفريقية عن إخفاقه من قبل أمام البرازيل والأرجنتين في مونديالين سابقين. هذا الفريق نموذج يحتذي في كل شيء.. ولا أنكر أن منتخب مصر الأول الذي يستعد للجزائر يسعي لتقليد عيال غانا.. فلو لعب بتلك الروح والعطاء والتضحية لحقق ما نتمناه وصعد لكأس العالم.. نحن لا نحتاج في مصر سوي لفريق لديه هدف واحد هو الفوز، ولديه أمل واحد هو تسجيل ثلاثة أهداف نظيفة، ولديه دفاع قوي يحافظ علي الأهداف الثلاثة.. وجمهور وفي يزحف إلي الاستاد ويساند ويدعم حتي آخر دقيقة.. نحن لسنا أقل من عيال غانا يا رجال مصر!