هل بات الانحطاط أمرا واقعا، المجتمع مجبر علي قبوله كإحدي المسلمات البديهية غير القابلة للرفض أو النقاش.. وما سر المناعة المكتسبة لدي شرفاء المهن ضد التصدي للخارجين علي آدابها ومواثيقها.. الشرفاء يتراجعون خلف خطوط اللا مواجهة والمنفلتون يتقدمون لاحتلال أرض جديدة تمكنهم من السيطرة علي مساحات أوسع من العقول والتبشير بمذهبهم اللا أخلاقي. النماذج والشواهد عديدة وصارخة فالمعركة المستعرة بين الكابتن شوبير والمستشار مرتضي منصور تجاوزت حد اللياقة والحوار والخلاف لتنطلق قذائف من الألفاظ الخادشة للحياء تتفجر في آذان أسر وعائلات محترمة كانت تجلس في بيوتها آمنة قبل أن يعتلي هؤلاء منابر الفضائيات.. من أجلس هذا الكابتن متقمصاً دور الإعلامي بينما يصفي حسابات خاصة ويدافع عن مصالحه ويهاجم خصومة بأسلوب بلغ حد التلميح باتهامات لا أخلاقية بحق خصمه الذي يبادله نفس الاتهامات، ثم يأتي في يوم تال ليجلس تحت قبة البرلمان ممثلا للأمة.. أي إعلام هذا الذي يتخلي عن كوادره ودوره التنويري ليعتليه الخارجون علي المعاش ومعتزلو مهنهم، مال أحمد آدم وشعبان عبدالرحيم وتقديم البرامج.. لاشك أنه إعلام الريادة! ثم أي قانون هذا الذي درسه مرتضي منصور ويتحدث به مدافعًا عن حقوق الغير، وهو من سمح لنفسه بأن يهذأ من صحفي زميل واصفا إياه بعبده كفتة زاعما علي الهواء في إحدي الفضائيات أن سائقه الخاص ضرب الزميل بالجذمة، تلك إهانة لا ينبغي للجماعة الصحفية أن تقبلها نهائيا مهما كان حجم الخلاف المهني والفكري مع الزميل فالرأي العام المشاهد للبرنامج لا يعرف عبده مغربي رئيس تحرير البلاغ بقدر ما سيلصق بذهنه هذا الزعم المشين بأنه حدث لصحفي. أين آداب مهنة المحاماة وهل الفنان القدير نور الشريف لجأ إلي مرتضي كمحام يدافع عنه بالقانون أم لجأ ل...؟، وأين نقابة الصحفيين؟ وكثيرا ما حذرنا من أن تعطيلها لميثاق الشرف الصحفي وآليات الحماية والمحاسبة للأعضاء سيسفر حتما عن طعنات تسدد إلي صدر المهنة بأيدي أبنائها. يا أساتذة يرحمكم الله ارحموا سمعة مهنة القلم - الذي أقسم الله به عز وجل في كتابه الكريم من الاغتيال المعنوي.. ما هذا الصمت المريب الذي تلتزمونه؟ فتاة تحمل صفة صحفية تورطت في تسجيل صوتي منسوب لشوبير يحمل عبارات وألفاظًا جنسية صريحة تستمع إليها تلك الفتاة ببهجة وسعادة ثم ينشر التسجيل علي المواقع الالكترونية فتخرج علي شاشة إحدي الفضائيات وتؤكد أنها صحفية وتشدد علي أن الصوت صوتها والتسجيل صحيح بل وتزيد أن هذه الألفاظ متداولة في الوسط الصحفي والإعلامي، ومتعودة تسمعها كشيء عادي والمؤسف أن الزميلين سيد علي ووفاء سمري محاوريها في البرنامج لم يعترضا علي هذا الزعم الكاذب بتداول هذه الألفاظ في الوسط الصحفي والإعلامي بل قالت وفاء : ما علينا ليس هذا موضوعنا .. بينما سأل سيد الفتاة هل متداولة في صحيفتك الفجر أم الوسط فقالت الوسط الصحفي والإعلامي فلم يعترض كل هذا علي مرأي ومسمع من الجماهير أي رسالة تلك التي تصلهم وأي صورة ذهنية عن المهنة تشكل لديهم والمؤسف أن النقيب مكرم محمد أحمد ومجلسه لم يحركوا ساكنا بل اكتفوا بالقول فيما بينهم أنها ليست صحفية لأنها لا تحمل كارنيه النقابة متجاهلين أنها تمارس المهنة وتزيل موضوعات صحفية باسمها وغيرها من الميكانيكية وزعماء الفتنة يفعلون نفس الشيء . مطلوب مؤتمر عام لمناقشة التردي المهني وبحث شروط القيد والالتحاق بالمهنة ووضع برامج للتدريب المهني والاخلاقي وتطهير جداول القيد لحماية المهنة.. أين أقلام الشرفاء وحناجر الحنجوريين لا أسكت الله لكم صوتاً.