أصبح سيناريو غرق الدلتا يطل علي المجتمع السكندري بين الفترة والأخري خاصة في ظل التأكيد علي وقوعه والتي كان آخرها مركز التنمية العالمية بواشنطن والذي وضع مدينتي الإسكندرية وبورسعيد علي رأس قائمة تضم 20 مدينة هي الأكثر عرضة للغرق خلال السنوات القادمة مما دفع المستثمرين واصحاب رءوس الاموال العاملة في الثغر الي القلق والتفكير في الهروب باستثماراتهم الي المناطق الصناعية الاخري التي تبعد عن هذا الخطر الامر الذي بات يهدد بضياع 200 مليار جنيه هي قيمة الاستثمارات الصناعية بعروس البحر. "روز اليوسف" التقت بالمستثمرين والمتخصصين في مجال حماية الشواطئ والتنفيذيين لرصد تأثير سيناريو الغرق علي استثمارات الثغر. المهندس محمد فرج عامر رئيس جمعية مستثمري برج العرب يؤكد ان المنطقة الصناعية في برج العرب تضم استثمارات قيمتها 20 مليار جنيه مشيراً الي ان عددًا كبيرًا من المستثمرين اصيبوا بالصدمة بعد ان سمعوا باحتمالية غرق الإسكندرية. وتساءل "رئيس الجمعية": من سيفكر في بناء مصنع ويستثمر أمواله في مدينة سوف تغرق قريبا مؤكداً ان الاستثمارات سوف تهرب من عروس البحر وخاصة رءوس الاموال التي يملكها المستثمرون صغار السن والذين سيفكرون ألف مرة قبل البدء في اقامة مشروعاتهم بالإسكندرية. وطالب "عامر" الحكومة بالاسراع في اتخاذ اجراءات حماية الثغر من خطر الغرق حتي يطمئن رجال الاعمال ويستمرون في تشغيل مشروعاتهم علي ارض المحافظة. أما نبيل ابو حمده رئيس جمعية مستثمري ميرغم فأشار الي ان تأكيدات الحكومه بغرق الاسكندرية لامبرر لها خاصة وانها اصابت الكثير بالصدمة مؤكداً انه كان من الافضل ان يتم اتخاذ اجراءات لحماية الدلتا من الخطر دون اثارة فزع المواطنين والمستثمرين. ويضيف "ابو حمدة" ان استثمارات منطقة ميرغم تقدر بنحو 8 مليارات جنيه مشيرًا الي انها لن تتوقف بين ليله وضحاها ولكن لن يفكر احد بعد الاعلان عن هذا الخطر في زيادة حجم استثماراته والتوسع في نشاطه. فيما يؤكد الدكتور ابراهيم الشناوي مدير معهد بحوث الشواطئ بالإسكندرية ان سيناريو غرق الدلتا أعدته اللجنة الدولية للتغيرات المناخية (I.p.c.c) ضمن مجموع سيناريوهات غريبة وضعت دون النظر الي الواقع الفعلي لكل منطقة حيث اعتبر واضعوها ان الارض منبسطة فلو حدث ارتفاع في منسوب البحر ستغرق. وأشار "الشناوي" الي ان الواقع يكذب هذه الادعاءات حيث يوجد في مصر حماية طبيعية تتمثل في الكثافة الرملية والبحيرات الشمالية تستوعب أي زيادة في منسوب المياه هذا بجانب حائط محمد والمتاخم لخليج ابوقير والقادر علي حماية الاراضي المنخفضة لافتا الي ان الارتفاعات المتوقعة تصل الي 16 سنتمتراً في الإسكندرية و32 سنتيمتراً في البرلس و50 في بورسعيد وذلك حتي عام 2100 . ويرفض الدكتور ابراهيم معيزة رئيس شعبة البيئة البحرية بالمعهد العالي لعلوم البحار سيناريو غرق الدلتا ووصفه ب"المؤامره" مؤكداً ان الغرب يروج حاليا لهذه النظرية ويسعي لعقد اتفاقيات لغلق المصانع التي تستخدم مواد معينة في تصنيع منتجاتها بدعوي تسبب هذه المواد في زيادة الاحتباس الحراري وذلك من اجل فتح اسواق لانواع جديدة من المنتجات التي لا تستخدم هذه المواد. ويشير الدكتور سيد شرف الدين استاذ الطبيعة البحرية بكلية العلوم جامعة الاسكندرية الي احتمالية زيادة ارتفاع منسوب البحر المتوسط خلال الخمسين عاما القادمة بنحو 15 سنتيمتراً مؤكداً ان اعمال التطوير والتي تم تنفيذها بمنطقة الكورنيش خلال السنوات الماضية وتضمنت اقامة حواجز للأمواج لم تنفذ وفق أسس علمية . ويلفت الدكتور محمد شرف العباسي الرئيس التنفيذي لمركز الدراسات العمرانية والتخطيطية بالاسكندرية ورئيس جمعية خريجي كلية الهندسة الي انه يتم الاعداد لمؤتمر قومي بالتعاون مع وزارة الري لبحث طرق حماية الإسكندرية والدلتا من خطر الغرق مشيراً الي أن البناء بعيدًا عن الشاطئ بمسافة 200 متر مع عمل حوائط حماية مناسبة تعد حلولاً بسيطة لتجنب هذا الخطر. من جانبه اكد المحافظ اللواء عادل لبيب انه تم البدء في تنفيذ استراتيجية جديدة لحماية الثغر من خلال مشروع الحواجز الغاطسة الذي تصل تكلفته الي مليار جنيه مشيراً الي ان هذه الحواجز تعمل علي كسر الامواج المرتفعة وتساعد علي ترسيب الرمال خلفها لاستعادة كورنيش الاسكندرية الذي أضاعته عوامل البحر خلال السنوات الماضية. واوضح "لبيب" ان ما يتردد عن غرق الاسكندرية لم يؤثر مطلقا علي الاستثمارات العربية والاجنبية بالمحافظة وخاصة في منطقة برج العرب الجديد وغيرها من المناطق الصناعية.