علي الرغم من المفاجآت التي شهدتها بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 سنة والتي تمثلت في خروج منتخبات كبيرة مثل أسبانيا، وألمانيا ، وانجلترا ، وايطاليا ، وباراجواي ونيجيريا وغياب الأرجنتين نجد أن منتخبي البرازايل و غانا رفضا الاستسلام لتلك المفاجآت و استطاعا أن يقهرا الجميع ويصعدا الي المباراة النهائية ليؤكدا أنهما كبار في مونديال الصغار . وأفرز مشوار البطولة مجموعة لاعبين علي مستوي عال من الفريقين ففي غانا تألق المهاجم دومينيك أدياه بشدة في المباريات ، مسجلا ثمانية أهداف تصدر بها قائمة الهدافين قبل اللقاء النهائي إضافة إلي أدياه قدم أندريه أيوا قائد الفريق ولاعب الوسط أداء مبهراً ، كذلك رانسفورد أوسي المهاجم الخطير الذي سجل أربعة أهداف . أما منتخب البرازيل فكان بمثابة محطة لضخ النجوم يأتي في مقدمتهم قائد الفريق جوليانو دي سانتوس والمهاجم الهداف ألان كارديك الذي ينافس علي لقب أفضل لاعب في البطولة . وبالنظر الي مشوار الفريقين نجد أن النجوم السوداء أثبتت أنها أحد أفضل المنتخبات المشاركة في البطولة فبدأت مشوارها بالفوز علي أوزبكستان ثم اكتسحت إنجلترا بأربعة أهداف وختمت مباريات المجموعة الرابعة بالتعادل مع أوروجواي بهدفين لكل منهما. وفي دور ال16فازت غانا علي جنوب إفريقيا بهدفين مقابل هدف ثم تخطت كوريا الجنوبية بثلاثة أهداف مقابل هدفين في دور الثمانية وأخيرا أطاحت بأحلام المنتخب المجري بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الدور قبل النهائي . أما المنتخب البرازيلي فقد افتتح مشواره في البطولة بخماسية نظيفة في شباك كوستاريكا و تعادل مع التشيك و تغلب علي استراليا بثلاثية . وفي دور ال 16 عبر نجوم السلساو المجر أوروجواي بثلاثية ثم تغلبوا علي الماكينات الألمانية في دور الثمانية بثنائية ..وأخيرا دمروا الحلم الكوستاريكي بهدف نظيف . وسبق للبرازيل التأهل للمباراة النهائية ست مرات من قبل نجحت في الفوز بالبطولة أربع مرات وخسرت مرتين ، فيما سبق للمنتخب الغاني الصعود للمباراة النهائية مرتين ولكنه خسر أمام البرازيل في المرة الأولي عام 1993 والأرجنتين عام 2001 . من جانبه أكد سيلاس تيتيه المدير الفني لمنتخب غانا أن بلوغ فريقه نهائي مونديال الشباب ليس مفاجأة له، مشيرا إلي أن هذا الجيل من اللاعبين سيدعم حتما فرص الفريق الأول في كأس العالم 2010. النهائي هو الثاني لغانا في هذه المرحلة السنية في السنوات الثماني الأخيرة، بعد بلوغ كأس العالم 2001 قبل الخسارة أمام الأرجنتين. وقال تيتيه " بلوغ النهائي ليس مفاجأة لي، لأن الفريق يقدم مستويات جيدة منذ كأس الأمم الإفريقية في رواندا ". وتابع " هذا الفريق لايزال يضم 70٪ من اللاعبين الذين لعبوا في رواندا، وبالتالي يتمتعون بتجانس كبير فيما بينهم ". وأضاف تيتيه أن هؤلاء اللاعبين سيكونون مفيدين للغاية للمنتخب الأول في جنوب إفريقيا 2010 إلا أنه لم يفصح عن هوية من يعتقد أنهم يصلحون للعب في المونديال الكبير . علي جانب آخر عبر روجيريو المدير الفني لمنتخب البرازيل عن فخره الشديد بلاعبيه، الذين قدموا أداء متميزا طوال الطريق نحو المباراة النهائية مشيرا الي أنه يتوقع أن يكون معظم لاعبيه نجوم المستقبل في عالم كرة القدم . وشدد روجيرو علي صعوبة مواجهة غانا حيث قال: " المنتخب الغاني قدم عروضا قوية خلال مشواره في البطولة واثبت أنه يملك لاعبين علي مستوي عال لذا فإن المباراة النهائية ستكون حتما صعبة علي نجوم السامبا " جميع المؤشرات تؤكد أن المباراة النهائية التي ستجمع بين غانا والبرازيل الجمعة القادم ستكون معركة كروية من العيار الثقيل سيستخدم فيها كلا الفريقين جميع الأسلحة المتمثلة في القوة و المهارة و اللياقة لحسم تلك الموقعة التي ستحظي بمتابعة جماهيرية كبيرة من كل أنحاء العالم . وتعد تلك المباراة تكرارا لنهائي 1993 في أستراليا، وهو اللقاء الذي فازت به البرازيل 2 / 1 . وتمتلك البرازيل فرصة في الفوز بالبطولة للمرة الخامسة في تاريخها، إذ انتزعت الذهب في أربع مناسبات ماضية آخرها عام 2003 في الإمارات .