منذ أكثر من سنة كتبت.. مستغيثاً.. راجياً.. متوسلاً.. لمحافظ الجيزة اللواء سيد عبدالعزيز.. أن يضع "صناديق قمامة" في شوارع الهرم حتي يتسني لهؤلاء المواطنين التعساء أن يضعوا المخلفات اليومية فيها.. بدلاً من نقلها إلي محافظة أخري قبل الذهاب إلي أعمالهم كل صباح. ورجوت المحافظ أن يزور مناطق المحافظة بدون كاميرات وهرج ومرج.. حتي يشاهد بأم عينيه ماذا يدور في محافظته من فوضي.. وتمنيت من محافظ الجيزة وهو المدير الفعلي والتنفيذي للمحافظة.. حل مشاكل الجماهير والمواطنين البؤساء.. والخروج من المكاتب المكيفة والمقاعد الوثيرة.. واقترحت عليه وهذا أضعف الإيمان أن يخصص لكل حي من أحيائه أسبوعاً يقيم فيه بشكل دائم ليتعرف علي مشاكل الناس بشكل واقعي دون الرجوع إلي تقارير رؤساء الأحياء، ولكني فوجئت بعد هذا المقال المنشور منذ شهور بأن المحافظ طلب من د.نظيف رئيس الوزراء زيادة عدد الأحياء من ثمانية أحياء إلي أربعة عشر حياً نظراً لضخامة حجم الأحياء ومشاكلها.. "وبالطبع لم يرد رئيس الحكومة علي سيادة المحافظ لأسباب لا يعلمها إلا الاثنان فقط". المهم.. تعجبت من الأمر كيف يطلب المحافظ زيادة عدد الأحياء.. وهو يرفض زيارة هذه الأحياء القليلة.. والمعدودة علي أصابع اليد الواحدة.. ويرتبط بمشاكلها عملياً وتنفيذياً. ورجوت السماء أن أشاهد الوزير المحافظ اللواء سيد عبدالعزيز ولو مرة واحدة في شوارع الجيزة بعيداً عن جنود التشريفة المحيطين بديوان المحافظة والأطقم المرافقة له ذهاباً وإياباً من منزله الخاص. ورجوت السماء أيضاً.. أن أري أو أسمع ولو نفراً قليلاً من مواطني الجيزة التعساء أنهم رأوا السيد المحافظ في منطقتهم أو سمعوا أنه زار مناطقهم البائسة. وازداد فضولي أكثر لأسأل المحافظ اللواء سيد عبدالعزيز.. هل ينام قرير العين.. ومواطنو محافظته يتألمون ليلاً.. ويعضون أصابع الندم نهاراً.. علي حظهم التعيس وقدرهم المحتوم بسكنهم في هذه المحافظة؟! هل يستطيع اللواء المحافظ سيد عبدالعزيز.. أن يجلس مع نفسه قليلاً ويحاول إعادة ترتيب أوراقه من جديد لأحوال محافظته البائسة.. هل يمكن للواء المحافظ سيد عبدالعزيز أن يستغني عن مستشاريه الحاليين أو يستبدل بهم قوماً آخرين.. لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟! أتمني من السماء أن أري خريطة واضحة "منورة" علي مدخل ديوانك العاجي في شارع الهرم.. عليها خطة أو برنامج بمواعيد حملة كبيرة لإعادة الانضباط في المحافظة علي كل المستويات.. من رصف الطرق وإنارة الشوارع وإزالة أكوام الزبالة المنتشرة في أنحاء محافظتك التاريخية والسياحية.. ليعرف كل مواطن جيزاوي متي سيأتي "فرج الله" علي شارعه أو مدينته. وأتمني أن يشعر المواطنون في محافظتك ولو بأقل القليل من تنفيذ قانون فتح الجراجات والباعة الجائلين وابتلاع الرصيف من قبل أصحاب المحلات.. وخضوع امبراطورية الميكروباص والتوك توك لقانون البلاد. وأخيراً.. وأتمني أيضاً من السماء أن تكف المحافظة أيديها عن هدم الجزيرة الواقعة بين نهري شارع الهرم للمرة العشرين في أقل من عدة سنوات قليلة وأن تتجول خارج مقر المحافظة.. وليعلم أيضاًَ أن شارع الهرم ليس هو محافظة الجيزة فقط. السيد اللواء سيد عبدالعزيز.. محافظ الجيزة.. أرجوك لا تغضب علينا.