في الماضي كان حلم العمل في الإسكندرية يراود الجميع وخاصة أبناء الصعيد فقد كان الميناء عامل جذب قويا للعمل والكسب مما ادي الي انتشار مهنة "الحمال " والتي عمل فيها المئات من ابناء المحافظات الاخري وتحول الكثير منهم الي رجال اعمال فيما بعد ومنهم رشاد عثمان رجل الاعمال السوهاجي الذي بدأ حياته"حمالا" إلا ان السنوات الاخيرة شهدت تراجع هذه المهنة بعد ان اصبح الميناء طاردا لبعض المهن القديمة مما ادي الي مواجهة الحمالين للعديد من المشاكل منها قلة عدد السفن والركاب التي تصل الي الميناء وعدم وجود نقابة وفشل العديد منهم في الدخول تحت مظلة التأمين الاجتماعي . روزاليوسف التقت مع عدد من الحمالين لرصد المشاكل التي واجهتهم في السنوات الاخيرة خاصة في ظل اصرار ادارة الميناء علي انهاء تصاريح عملهم. احمد النحاس "من الحمالين" يقول انه كان يشرف علي 40 عاملاً و10 سيارات في السنوات الماضية ولكن الوضع اختلف بعد قلة عدد الركاب والسفن بسبب الرسوم الجديدة التي فرضها الميناء علي سفن الركاب. وأضاف "النحاس" ان الميناء كان يستقبل يومياً اكثر من 15 سفينة ركاب حيث كان العمال يحملون امتعة الركاب والسياح ويحصلون علي مبالغ كبيرة منهم إلا ان الحال تغير كثيراً الآن وانحصرت السفن القادمة الي العاملة في مجال سياحة الجمعيات والتي تنظم رحلاتها لكبار السن بعد التقاعد عن العمل والذين يأتون بأمتعة قليلة. وأشار الي معاناة الحمالين بسبب اصرار الميناء علي انهاء تصاريح عملهم في شهر ديسمبر من العام القادم للتعاقد مع عمال شركات النقل الخاصة ورفض المسئولين تجديد هذه التصريحات لاكثر من 500 حمال سيواجهون خطر التشرد خاصة وانهم يعتمدون علي هذه المهنة بشكل رئيسي. ويقول صفوت سكران "حمال" انه كان يعمل بنظام "اليومية" ومنذ عامين اصيب بمرض في الصدر واحتجز بالمستشفي وانتهي تصريح العمل الخاص به منذ هذا التاريخ ولم يستطع تجديده مشيراً الي انه اصبح غير قادر علي توفير نفقات علاجه خاصة في ظل عدم دخوله في مظلة التأمين الصحي. وطالب "سكران" باستمرار العمل بالقرار رقم 107 الذي يسمح للحمالين بالعمل داخل الميناء من خلال تراخيص سنوية موضحاً ان العمال يعانون في ظل عدم وجود نقابة تدافع عن مطالبهم وتتبني مشاكلهم وتشرف علي عملية التأمينات والمعاشات حيث يسدد العامل 18 جنيهاً شهرياً ويفاجأ بعد وصوله لسن المعاش بحصوله علي مبلغ لا يتجاوز ال60 جنيها شهرياً! ويؤكد هاشم شحاتة "حمال" انه لم يعد يستطيع تحمل شقاء العمل بعد ان تجاوز سنه الستين عاماً مشيراً الي انه حاول منذ 6 سنوات الدخول تحت مظلة التأمينات الاجتماعية إلا انه لم يستطع مما دفعه الي عدم تكرار المحاولة والاستمرار في العمل. ويضيف سعيد السيد "حمال" انه يحصل علي مبلغ 30 جنيهاً بعد عمله يوماً كاملاً في الوقت الذي يعول فيه زوجه و 3 ابناء في مراحل التعليم المختلفه لافتاً الي انه حاول ممرات عديدة ادراج اسمه بالتأمينات الاجتماعية في فرع المنشية ولكن دون جدوي بسبب تجاهل الموظفين للسير في طلبه . وقال : اشتركت منذ 4 سنوات في النقابة العامة لعمال التجارة الا انني لم استفد منها شيئا سوي بطاقة عضوية ولا ادري من اين انفق علي اولادي بعد وصولي لسن الستين وانا لا احصل علي معاش.