لا أحد في الإسماعيلية لا يعرف شزام أو محمد محمد محمود خليفة شيخ الفدائيين وقائد مجموعات المقاومة الشعبية بمدن القناة! شزام الذي شارك تقريبا في كل المعارك الحربية التي شهدتها مصر ابتداء من حرب 8491 وانتهاء بحرب أكتوبر 3791. ولد في 4 يناير 8291 أي أن عمره الآن تجاوز الثمانين عاما! بدأت قصة شزام مع المقاومة الشعبية في سن صغير (31 عاما)، كان حينها يتجول بأحد شوارع الإسماعيلية بحي الافرنج عندما لاحظ اثنين من جنود الاحتلال الانجليزي يعتمدين علي رجل وزوجته.. وكانا يريدان اغتصاب المرأة، هنا تدخل شزام وقتل الجندين نجح في تهريب الرجل وزجته لينضم بعد ذلك لكتائب التحرير والمقاومة الشعبية!. شزام تعني الطائر الجارح وهو لقب حصل عليه حينما قام بنصب أحد الاكمنة لعربات القوات الانجليزية مستخدما الأغنام كوسيلة اعاقة لتلك العربات، وعند توقفها قفز من علي إحدي الأشجار لينقض علي العربة ويقتل ما بها من جنود، وعندما رأي ضابط انجليزي هذا الموقف ناداه بشزام، وخلال العدوان الإسرائيلي علي سيناء انضم شزام لقوات الصاعقة وشارك في أسر 7 من الجنود إسرائيليين وتم احضارهم للضفة الغربية من القناة. ومن عملية قتل القائد الانجليزي اكسهام ونسف كوبري سالا إلي قلب الجبهة في 3791 يقول شزام: في الساعة من مساء 6 أكتوبر كانت هناك بعض القوات المصرية لا تتمكن من عبور قناة السويس نظرا للقصف الشديد للمدفعية الإسرائيلية، الذي تركز عند نقطتي الفردان والقنطرة شرق وكنت وقتها الفدائي الوحيد الذي عبر القناة مع القوات المصرية، وكنت أقف مترجلا مع قوات المشاة في مواجهة نيران العدو، ووقتها أمر قائد إحدي فرق المشاة بعض القوات الخاصة بالتسلل عبر مياه القناة حاملين عبوات البنزين لإشعال موقع المدفعية الإسرائيلية. وفي الظلام كنت أزحف علي التبة المرتفعة دون أن يشعر الجنود الإسرائيليون وتمكنت من الوصول إلي فتحات التهوية أو أفرغت بها عبوات البنزين وما هي إلا دقائق حتي كانت قاذفات اللهب تعبر القناة ليشتعل الموقع الحصين الذي استولينا عليه فيما بعد وأقمنا به دشمة حصينة. سألنا شزام: ما أشهر العمليات الفدائية التي تذكرها خلال حرب أكتوبر 3791؟ فقال: العمليات عديدة تتعدي 15 عملية وأذكر منها عملية جبل المر يوم 9 أكتوبر ففي فجر ذلك اليوم صدرت الأوامر بالاستيلاء علي جبل المر ذلك الجبل الذي أذاق مدينة السويس خلال حرب الاستنزاف 1968-1970 الويل والدمار فكانت المدينة تحترق يومياً تقريباً بسبب ما تصبه عليها القوات والمدرعات الإسرائيلية التي كانت تخرج لتضرب المدينة ثم تعود للاختباء بحصونها المنيعة بالجبل. وعندما بدأت الحرب استخدمته القوات الإسرائيلية للسيطرة علي الجيش الثالث وكان الجبل منيعاً لكننا بالفعل بدأنا في مهاجمته وبعد وقت عصيب وصلنا إلي مقر الجنود الإسرائيليين وتمكنت بعد معركة شرسة من تدمير دبابة بسلاح آر. بي. جي وبدأت أهلل الله أكبر الله أكبر ثم قمت بمطاردة 12 دبابة أخري هربت. والحقيقية أن اللواء الفاتح منحني فرصة القتال حيث كنت الفدائي الوحيد الذي يعبر القناة مع الجنود وقال لي: لو لدي سلطة لرقيتك لرتبة العقيد ولكن سوف أرقيك لرتبة الرقيب ثم سمي الجبل بعد ذلك باسم جبل الفاتح نسبة إلي اللواء الفاتح وكنت من أول من طالب بإطلاق اسم الفاتح علي جبل المر. يقول شزام مازلت أعتبر نفسي في فترة حرب.. وأنا أقود حملات لمقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية لموقفها المنحاز للكيان الصهيوني ولم أخلع الزي العسكري رغم بلوغي هذه السن البعيدة! * متي تزوجت؟ - منذ 20 عاما تقريبا وكان عمري يقترب من 60 عاماً ولدي ولد اسمه عبدالله 13 عاماً وهاجر 10سنوات..والحقيقة لم تكن لدي نية للزواج حتي إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة ولكن أحد أصدقائي الفدائيين نصحني بالزواج حتي أجد من يرعاني في شيخوختي وأصر علي أن يزوجني ابنته بمهر 25 قرشاً فقط ورحبت بهذه الهدية المباركة من صديقي الفدائي القديم فتزوجتها. حصل شزام علي أكثر من65 شهادة تقدير من كبار رجال الدولة وأحبها إلي قلبه وسام صقر قريش الذي حصل عليه 1993 لدوره في معركة الشرطة ضد الإنجليز عام 1591. لكن الغريب أن شزام لايزال يحلم بمعركة جديدة مع إسرائيل رغم أنه يتجاوز الثمانين لازال يري أن المعمعة لم تضع أوزارها بعد! فهو يرغب في معركة لتحرير فلسطين!