في بداية احتفالات مصر بالعيد السادس والثلاثين لانتصارات السادس من اكتوبر قام الرئيس حسني مبارك امس بزيارة ميدانية لمحافظة بورسعيد الباسلة، تفقد خلالها اعمال الانشاء والتطوير بالمرحلة الثانية لميناء شرق بورسعيد، والتي تتضمن انشاء عدة محطات للحاويات والبضائع العامة والدحرجة، وقد حصل الميناء علي نجمة الاداء العالمي، كما انه يحتل المرتبة الرابعة بين موانئ البحر المتوسط ومن المتوقع ان يحقق المركز الثاني بنهاية العام الجاري. وعقب استماعه لشرح من وزير النقل المهندس محمد منصور، واللواء مصطفي عبداللطيف محافظ بورسعيد، تفقد الرئيس مبارك اعمال تفريغ احدي السفن العملاقة بالميناء كما حيا العاملين الذين احتشدوا بالميناء لتحية الرئيس مبارك رافعين اعلام مصر وصور الرئيس مبارك في الوقت الذي اطلقت فيه السفن نفيرها تحية للرئيس. رافق الرئيس مبارك خلال الزيارة الدكتور احمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ووزراء الدفاع والنقل والبترول والصناعة والتجارة والاسكان ود. زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية. وفي بداية الجولة استمع الرئيس مبارك الي شرح من اللواء ابراهيم صديق رئيس هيئة موانئ بورسعيد حول اعمال الانشاء والتطوير في ميناء بورسعيد علي ماكيت مجسم للمشروع، واوضح انه تم الانتهاء من اعداد المخطط العام لميناء شرق بورسعيد والذي يتضمن تطوير الميناء من خلال ثلاث مراحل سيتم الانتهاء منها عام 0302 وتشمل انشاء ارصفة جديدة للحاويات، وارصفة اخري للبضائع العامة، ومناطق تخزين وتموين السفن بالوقود، ومناطق استثمارية وصناعية واستكمال انشاء رصيف الميناء الذي سيكون اطول رصيف بحري مستقيم في العالم بطول 0042 متر، مشيرا الي ان ميناء بورسعيد يعد بمثابة مشروع المستقبل، حيث يستهدف توفير 002 الف فرصة عمل. ثم استمع الرئيس داخل قاعة الشرح التي اقيمت علي رصيف الميناء الي شرح من المهندس محمد لطفي منصور وزير النقل، الذي استعرض معدلات النمو في مجال النقل البحري، والتطور الذي شهدته الموانئ المصرية خلال السنوات الاخيرة، وركز منصور علي اعمال الانشاء والتطوير في ميناء شرق بورسعيد، واكد ان هذا الميناء يعد من اهم الموانئ المحورية بالبحر المتوسط، وانه سيحتل صدارة موانئ الحاويات بالبحر المتوسط خلال السنوات الثلاث المقبلة. واوضح الوزير ان ميناء شرق بورسعيد منذ افتتاحه في عام 4002 تطور تطورا كبيرا، حيث ارتفعت معدلات نقل الحاويات لينقل الميناء نحو 06٪ من اجمالي الحاويات المتداولة بالموانئ المصرية حاليا. واضاف ان ميناء شرق بورسعيد حقق معدل تداول بلغ 04 حاوية في الساعة، وهو ما يعتبر اعلي معدل في العالم، متفوقا علي العديد من الموانئ الكبري في العالم، مشيرا الي ان الميناء يحتل حاليا المرتبة الرابعة بين موانئ البحر المتوسط من حيث حركة التداول، ومن المتوقع ان يحتل الميناء المركز الثاني بنهاية العام الحالي، متفوقا علي موانئ فرنسا واليونان وشمال افريقيا، كما انه من المتوقع ان يقفز تصنيف الميناء من المرتبة 53 عالميا ليكون بين الموانئ العشرة الكبري خلال السنوات الثلاث المقبلة. واوضح الوزير ان ميناء شرق بورسعيد حصل علي نجمة الاداء العالمي، كما وضعته مؤسسة لويدز العالمية في المركز الثالث ضمن افضل 5 موانئ في العالم من حيث التشغيل حيث زادت معدل تداول الحاويات بنسبة 33٪ عام 7002 - 8002 ومن المتوقع ان يصل معدل الزيادة هذا العام الي 51٪. واستعرض الوزير المزايا التنافسية ا لتي يتميز بها ميناء شرق بورسعيد وفي مقدمتها انعدام الانحراف الملاحي، فضلا عن الموقع الاستراتيجي، وتمتعه بأكبر ظهير داخلي بين الموانئ المصرية، ويقدر بنحو 02 كيلو مترا، وتسعي الوزارة الي زيادة هذا الظهير الي 75 كيلو مترا.. ومن المتوقع ان تصل المساحة الاجمالية لميناء بورسعيد بعد انتهاء مراحل الانشاء الي ضعف مساحة مدينة بورسعيد مرة ونصف المرة. وأكد الوزير ان النقل البحري في مصر يقوم بنقل 79٪ من اجمالي تجارة مصر الخارجية، وان الوزارة انطلاقا من تلك الاهمية اعدت خطة استراتيجية للنهوض بهذا القطاع ترتكز علي تحقيق التكامل بين الموانئ المصرية وفقا للاحتياجات القومية، ومتطلبات التجارة العالمية، فضلا عن تعظيم موارد تلك الموانئ من خلال الاعتماد علي التمويل الذاتي، وخلق مصادر تمويل غير تقليدية، وتخفيف العبء عن موازنة الدولة، كما تركز تلك الاستراتيجية علي جذب الاستثمارات المحلية والعربية والعالمية، حيث تنتقل الدولة من دور المالك المشغل، الي دور المالك المنظم، مع تطبيق نظم الادارة الحديثة والادارة الاليكترونية.. وتسعي تلك الخطة الي زيادة الناتج القومي، وتسهيل حركة التجارة العالمية، وجذب الخطوط الملاحية العالمية للعمل في الموانئ المصرية بعد التطوير الذي شهدته خلال السنوات الاخيرة. واشار منصور الي ان مساهمة قطاع النقل البحري في الناتج القومي شهدت نموا خلال السنوات الخمس الاخيرة من 6٪ عام 4002 الي 1،8 عام 8002 كما استعرض الوزير حجم التداول المتوقع بالموانئ المصرية، والذي سيشهد نموا كبيرا خلال السنوات المقبلة، حيث زاد حجم التداول من عام 2002 الي 8002 بنحو 101٪ ومن المتوقع ان يزيد هذا المعدل بنسبة 8،44٪ اضافية حتي عام 2102 وتضاف نسبة 2،25 حتي عام 7102. واكد وزير النقل ان حجم تداول الحاويات بالموانئ المصرية ارتفع بنسبة 062٪ خلال السنوات الخمس الماضية، ليرتفع من 2،3 مليون حاوية مكافئة عام 3002 الي 2،6 مليون حاوية حتي اول اكتوبر 9002، ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه الموانئ العالمية تراجعا كبيرا في حجم تداول الحاويات بها بسبب الازمة المالية العالمية، مشيرا الي ان الموانئ المصرية لم تتأثر بتلك الازمة بل شهدت زيادة في حجم التداول بنسبة 4٪، مرجعا ذلك الي سياسات التطوير التي اتخذتها الوزارة، والتي تمثلت في اعادة بناء البنية الاساسية بكافة الموانئ المصرية، وفي مقدمتها دمياط والدخيلة والاسكندرية. واشاد وزير النقل بنجاح الموانئ المصرية في اجتذاب كبري الشركات العالمية المشغلة للموانئ الملاحية، وخطوط الملاحة العالمية للعمل في مصر، مشيرا الي ان الموانئ المصرية شهدت ارتفاعا في عدد السفن التي تستقبلها بمعدل 3،1٪ لتصل الي 58202 سفينة عام 8002 - 9002. واستعرض الوزير اعمال التطوير بعدد الموانئ المصرية، ومنها ميناء الاسكندرية الذي ينقل 35٪ من اجمالي تجارة مصر الخارجية، ويقوم بضخ 4،6 مليار جنيه لخزينة الدولة في صورة جمارك وضرائب مبيعات، فضلا عن مبلغ 1،1 مليار جنيه اجمالي ايرادات الميناء، واشار الي ان الميناء شهد اعادة بناء بالكامل. وفي نهاية عرض وزير النقل امام الرئيس مبارك، اكد المهندس محمد منصور ان من بين المشروعات الطموحة للوزارة خلال السنوات المقبلة ببورسعيد انشاء نفق للسيارات اسفل قناة السويس، جنوب مدينة بورسعيد، يستهدف زيادة معدلات التنمية بالمدينة وبشمال سيناء، وان دراسات المشروع بدأت منذ عام 8002 ومتواصلة حاليا، من المتوقع ان تصل تكلفة المشروع الي ملياري جنيه، ويستغرق تنفيذه 3 سنوات بالتعاون مع اسبانيا في اطار مشروعات الاتحاد من اجل المتوسط.