كعادته وهو منتج وحتي بعدما تحول للإخراج، يواصل هاني جرجس فوزي صداماته مع من يطلق عليهم تيار السينما النظيفة الذي فرض نفسه خلال السنوات السابقة، مع ظهور موجة السينما الشبابية الجديدة، ويخوض صراعا جديدًا وهو مخرج للمرة الثانية من خلال فيلمه الجديد (أحاسيس) الذي يناقش فيه مشكلة قد تكون الأكثر جرأة عما قدمه من قبل، حيث يقول هاني إن الفيلم يناقش مشاكل المرأة الجنسية في العالم العربي، وهي المشاكل التي لا تستطيع المرأة التحدث فيها لأنه عيب وحرام، فالثقافة الجنسية عند البنات ممنوعة، حتي تفاجأ بعد الزواج بأشياء لا تفهمها، ولذلك لا تستطيع الاستمتاع بحياتها الزوجية الشرعية التي حللها الله، وذلك من خلال علا غانم المرأة التي شعرت بأحاسيس قوية مع خطيبها السابق من خلال بعض العلاقات الجنسية الخفيفة بينهما، وبعدما تزوجت لم تشعر بهذه الأحاسيس مع زوجها، فتحاول أثناء إجراء علاقة مع زوجها تخيل حبيبها الأول، ولكنها تشعر بأن ذلك خيانة له، فتطلب منه الطلاق، أيضًا شخصية أحمد عزمي الذي تعود علي طريقة شاذة في الجنس مع العاهرات في علاقاته قبل الزواج، فيطلب من زوجته أمورا خاصة وشاذة في الجنس، ترفض الزوجة بداعي (العيب والقرف)، فهي تعرف فقط العلاقة العادية، فتحاول طبيبة نفسية والتي تقوم بدورها عبير صبري بإيصال فكرة أن ما يطلبه الزوج والز وجة في العلاقات الجنسية ليس عيبًا ولا حرامًا، حتي لا يضطر الزوج إلي اللجوء لامرأة أخري. ويحاول هاني من خلال فيلمه أن يبتعد عما قد تمنعه الرقابة، فيؤكد أنه يصنعه في حدود ما تقبله الرقابة المصرية، علي الرغم من أن أساس الفيلم هو رؤية أحاسيس البطلة في علاقتها الجنسية مع زوجها ومع حبيبها، والفرق بين متعتها في كلتا الطريقتين، وهو الفارق بينه وبين فيلمي (بدون رقابة) الذي كان جريئا ولكن لم يكن به مشاهد جنسية لم يحتجها. وأضاف هاني: دراما فيلم أحاسيس هنا تلزمني بإظهار هذه العلاقة، وهو ما قمت بتصويره بالفعل، مشيرًا إلي أن هذا الفيلم ليس أجرأ من بدون رقابة، ولكنه من نوعية أخري غيره، فالحوار كان جريئًا جدًا، ولكن بدون مشاهد جنسية، وعما إذا كان هاني مغرمًا بتقديم نوعية من السينما قد تكون مثيرة للجدل هذه الأيام يقول (أنا لا أقدم شيئًا لأول مرة، ففي السبعينيات والثمانينيات لم يكن هناك ما يسمي السينما النظيفة، وقدمت أفلامًا جريئة للغاية مثل (حمام الملاطيلي، وثرثرة فوق النيل، والمذنبون، وزوجتي والكلب)، أما الآن فأنا أشعر أننا نتأخر ولا نتقدم، نتقيد ولا نتحرر، الفن من المفترض أن يكون بلا حدود في كل شيء، ولا يجب أن نرجع كل شيء للدين فلو نظرنا للدين في كل أفعالنا، فلن نصنع سينما أساسًا، فأنا لا أري أنه يجب أن نلتزم بالدين في السينما). ويؤكد هاني لم يكن في نيتي أن يكون فيلم (أحاسيس) هو ثاني أفلامي كمخرج، فقد كنت أقوم بتحضير مشروعين آخرين مختلفين تمامًا عنه، واضطررت أن أنتظر بعض الممثلين المنشغلين في أعمال أخري، ووقتها عرض علي هذا السيناريو، فأعجبتني فكرته وخاصة مع الجرأة الشديدة التي يتميز بها السيناريو، مع حبي الشديد لتقديم سينما مختلفة لم تقدم كثيرًا من قبل، كما إنني لست مصرًا علي تقديم هذه النوعية من الأفلام، فهي مجرد مصادفة، ولكني أريد فقط أن زقاوم تيار الترهيب الذي يمارس من الإعلام ضد هذه الأفلام، فعندما عرض بدون رقابة واجهت كل أنواع الترهيب، وفهمت وقتها أن هذا مقصود حتي لا أقوم أنا أو غيري بعمل هذه النوعية من الأفلام، وأنا أري أنني كسينمائي يجب علي مقاومة هذا التيار، خاصة بعد أن نجحوا في ترهيب عدد كبير من الفنانات، فمثلاً غادة عبدالرازق وسمية الخشاب بعدما شاركتا في فيلمي (حين ميسرة، الريس عمر حرب) قطعوهم وعندما أرسل إليهما أفلاما يرفضون ، حتي الفنانين الذكور الآن يخافون أن يشاركوا في هذه الأفلام، فوجدت أن الوضع أصبح صعبا، ولكن لن أستسلم لهذا التيار. وعن تغيير اسم الفيلم من (صرخات عاشقة) إلي (أحاسيس) يقول هاني إنه وجد أن الاسم الأول تقليدي وفج وقديم، ولا يشرح إلا علاقة واحدة في الفيلم، وعلي الرغم من أن الاسم تم الموافقة عليه رقابيًا، إلا أنني فضلت تغييره، وكنت أتمني أن أسميه (أحاسيس محرمة) ولكني تراجعت عنه. وعن رفض وتراجع العديد من البطلات عن المشاركة في الفيلم يؤكد هاني أن هذا حدث بالفعل، ولكنه لا يريد أن يذكر أسماء فنانات، ولكن أيضًا الكثير من الفنانات وافقن عليه وأعجبهن ولكن رفضن المشاركة فيه، وهناك من الفنانات ما وافقن، ولكن تراجعن قبل تصوير الفيلم، واستقر الطاقم الأخير علي باسم سمرة وأحمد عزمي وإدوارد ونبيل عيسي، وعلا غانم وماريا ومروة اللبنانيتين وراندا البحيري وعبير صبري وإيناس النجار ودنيا، وهو من تأليف دكتور أشرف حسن في أولي تجاربه في الكتابة والإنتاج للشركة العربية بالمشاركة مع شركة جديدة أنشأها المخرج إيهاب لمعي والمنتج هاني وليم تحت اسم (سوتير).