حالة من الغليان انتابت الكنيسة القبطية عقب اعلان الأنبا بطرس الأسقف العام بتعيينه سكرتيراً خاصاً للبابا بجوار الأنبا يؤانس والأنبا أرميا إذ أن عدداً من الأساقفة صرحوا بعدم معرفتهم بهذا القرار في حين الآخر أكد أن القرار صحيح. الأنبا بطرس أكد في تصريحات خاصة ل "روز اليوسف" أن البابا كلفه رسمياً بأن يكون سكرتيراً خاصاً له وقال "انني لم أعلن عن شيء إلا بعد علم البابا وموافقته وأي أسقف يقول غير ذلك هو مبيعرفش". في حين قال الأنبا يؤانس السكرتير الخاص للبابا في تصريحات خاصة ل "روز اليوسف" أن البطريرك لم يعلن عن وجود قرار بابوي بتعيين الأنبا بطرس سكرتيرا خاصاً ولكن يعتبر الأنبا بطرس مساعداً للبطريرك ومن الممكن تكليفه ببعض الأعمال المناوبة للبابا. وعلمت "روز اليوسف" أن البابا شنودة اجتمع بالأنبا يؤانس والأنبا أرميا أمس لإبلاغهما بأنه ينوي اصدار قرار بابوي بتعيين الأنبا بطرس سكرتيرا له، الأمر الذي أثار جدلاً بين الأساقفة والكهنة. ومن المتوقع أن يحسم البابا شنودة خلال عظته الأسبوعية اليوم بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية حالة الجدل القائمة عقب اختيار الأنبا بطرس سكرتيراً. وعلمت "روز اليوسف" ان تكليف البابا للأنبا بطرس بتعيينه سكرتيراً سانده الأنبا بيشوي حسب ما أكدت مصادر كنسية في حين اعتبرته قيادات داخل الكنيسة صفعة قوية لكل المتصارعين علي الكرسي البابوي. وتبادل الأساقفة الاتصالات الهاتفية أمس للاستفسار عن حقيقة قرار البابا الذي وصفوه بغير المتوقع خاصة ان اختيار الأنبا بطرس سيقدمه كنسياً علي السكرتارية الموجودة وتحديد يؤانس وأرميا باعتبارهما الأقدم داخل الكنيسة. وفي أول رد فعل هاجم أنصار الأنبا يؤانس السكرتير الجديد واتهموه بالتشدد وعدم القدرة علي التعبير عن رأي شعب الكنيسة ومواقف البابا المعتدلة والتي تميل لأسلوب الحوار الهادئ. وطالبوا في نفس الوقت بضرورة اصدار البابا بياناً يوضح اسباب اتخاذ مثل هذا القرار وفي هذا الوقت بالتحديد خاصة بعد حرب الاتهامات بين يؤانس وارميا وبيشوي سكرتير المجمع المقدس. وفي المقابل اعتبر بعض الاساقفة اختيار بطرس انه رغبة من البابا في تهدئة حدة الصراع التي اشتعلت مبكراً في الكنيسة باعتباره غير محسوب علي اتجاه بعينه. بينما رجح عدد من انصار الأنبا بيشوي ظهور تحالف بين أرميا وبيشوي ضد يؤانس في اطار الصراع الدائر حول خلافة البطريرك. ومن جانبه، علق كمال زاخر منسق فريق العلمانيين الأقباط "نتمني ألا تشغلنا الكنيسة بقضايا فرعية وهامشية مثل الصراع بين الأساقفة أو استبدال السكرتارية الخاصة للبابا عن الهدف الرئيسي وهو تعديل لائحة انتخاب البطريرك حتي لا يظل استقرار الكنيسة مرهوناً ببقاء البابا شنودة، وفسر زاخر اختيار الأنبا بطرس لحياديته وعدم ميله لأي اتجاهات معلنة معتبرا ذلك أمراً سلبياً لعدم تماشيه مع أزمة الصراعات التي تمر بها الكنيسة. أضاف: نتمني أن يكون للسكرتارية الجديدة دور مهم في توصيل آراء وأفكار واتجاهات جموع الأقباط للبابا منتقدا عدم قيام يؤانس بهذه المهمة بحجب أمور بعينها عن البابا. ورجح أن يكون اختيار بطرس نوعا من احداث التوازن داخل الكنيسة لتكون قادرة علي استيعاب المشاكل.