بمجرد أن تطأ قدماك منطقة الزهور بالمرج الجديدة تكتشف الكارثة التي يعيش فيها سكان المنطقة فالشوارع غارقة في مياه الصرف الصحي حتي تحولت إلي مستنقع كبير مليء بالديدان والثعابين والناموس. اضطر السكان لإقامة الحواجز أمام منازلهم لمنع دخول مياه الصرف إليهم بعد أن بح صوتهم من كثرة الشكوي بلا مجيب وآخرون هجروا منازلهم ليقيموا عند ذويهم بعد أن أصيب أطفالهم بالأمراض الجلدية والصدرية المختلفة. أحمد رضوان من سكان المنطقة يقول نحن نعيش مثل الحيوانات ونعاني منذ أكثر من سنة من تهالك شبكة الصرف الصحي التي أنشأناها بالجهود الذاتية وتعبنا من كثرة الاتصال والشكوي بالحي لإصلاحها أو استبدالها بشبكة أخري مثلما وعدنا المسئولون مضيفاً: يئسنا لدرجة أننا قمنا بعمل أكثر من محضر ضد رئيس الحي ولكن بلا فائدة. هاني بخيت صاحب ورشة نجارة بالمنطقة يقول: توقفت أعمالنا بعد أن أغلق مدخل الشارع الرئيسي بسبب مياه الصرف الصحي التي تجمعت لتصبح بركة صغيرة فأصبحنا محاصرين بها ولا تستطيع عربات تحميل الخشب أو الأثاث الدخول إلي المكان وجاءت منذ بضعة أيام مجموعة من العمال وقاموا بالحفر في الأرض استعداداً لتركيب مواسير جديدة إلا أننا فوجئنا أن هذه المواسير بلاستيكية وصغيرة وسيكون مصيرها مثل تلك التي قمنا بإدخالها بالجهود الذاتية. بينما وصف سامح محمود ما يقوم به العمال بأنه مثل الحقنة المسكنة ويقول سمعنا أنهم سيقومون بتشغيل الصرفين القديم والجديد الذي يتم تركيبه الآن ولكن بسبب سوء التركيب ومواصفات المواسير فإنه سرعان ما ستعود المشكلة للظهور مرة أخري متسائلاً لماذا لا يتم استخدام أدوات جيدة وعالية المستوي بدلا من تكرار حدوث المشكلة والذي يكلف أيضا أموالاً كثيرة؟ وأضاف محمود عبدالواحد نحن مهددون من كل ناحية فالأمراض تصيب أطفالنا وبيوتنا مهددة بالسقوط بعد أن أكلت مياه الصرف الصحي الأساسات رغم أننا ندفع مصاريف للصرف الصحي مع فاتورة المياه كل شهر ولا نعرف أين تذهب هذه الفلوس التي من المفترض أن تذهب للصيانة ويستطرد: تحولت هذه المياه إلي برك تمتلئ بالديدان والثعابين الصغيرة والناموس ولم يفكر المسئولون في الحي بإرسال عربة رش الناموس حتي تحمينا من لدغاته التي تنقل الأمراض. ويشير محمد إبراهيم إلي لجوئه لزيادة ارتفاع عتبة المنازل حتي تمنع المياه التي أغرقت الشوارع بالدخول ولكن هذا الحل لم يمنع زحفها إلي المنازل ويقول: في كثير من الأحيان نستيقظ لنجد الشقق قد امتلأت بمياه الصرف فنقوم بنزحها بالجرادل إلي الشوارع ونتصل بالحي حتي يأتي العمال لتسليك البلاعات إلا أنهم لا يأتون إلا بعد أن يأخذوا منا الفلوس وفي إحدي المرات جاء العامل ليري المشكلة واشترط أجره وبعد أن أخذه غادر علي وعد أنه يأتي بعد نصف ساعة ولم يأت بعدها. فيما بدأ مصطفي رضوان الحديث مازحًا: نقترح إنشاء منتجع سياحي للصرف الصحي بالمنطقة وتغيير اسمها من الزهور إلي جزيرة الأمراض وقال: رئيس الحي مكبر دماغه ولا نراه أبدًا وانقسم مدخل المنطقة إلي جزءين أحدهما امتلأ بالمياه الملوثة والثاني أخذته شركة المقاولون العرب لحين الانتهاء من مشروع الصرف الصحي الذي بدأ منذ سنتين ولم ينته حتي الآن وأضاف عندما ذهبنا للشكوي قال لي أحد المهندسين بالحي أنتم منطقة عشوائية ولا يحق لكم المطالبة بأي شيء فلماذا إذا يطالبون بدفع الفلوس لصيانة الصرف وجمع القمامة؟! وأوضح: أصبحنا محاصرين فالشارع الرئيسي الذي يؤدي إلي موقف المرج ومحطة المترو مغلق لأن المياه به حتي الركب. وقالت أم عبدالله ابني لديه ارتكاريا جلدية وتكلفة علاجه تصل إلي أكثر من 200 جنيه شهريا بسبب الحشرات التي تملأ المكان ولذلك أرسلته ليقيم مع جدته توفيرا لهذا المبلغ إضافة إلي بكائه المستمر من شدة الألم نتيجة هذه الحساسية وأضافت: ليست مشكلة المجاري فقط ولكننا نشكو أيضا من مياه الشرب بعد أن تغير لونها ورائحتها وطعمها وكثرت الشائعات حول وجود الرشاح بجانب مواسير المياه واختلاطه بها، والتسبب في إصابة الكثير بالفشل الكلوي.