مع الثورة الاجتماعية الأمريكية التي انطلقت في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وهي الثورة التي غزت العالم أجمع مما أدي لانتشار الثقافة الأمريكية علي كل الأصعدة من فن وموضة وغيرها ظهرت رموزا أمريكية حفرت اسمها كأيقونات عالمية وصل بعضها إلي حد الأسطورة مثل ألفيس بريسلي ومارلين مونرو إلا أن الأمر لم يقف فقط عند حد الشخصيات البشرية فقط بل امتد إلي رموز أخري ربما وصلت إلي حد أكثر عظمة من الشخصيات وهي التي تتمثل بوضوح في " الجينز " الزي الأكثر شهرة وانتشارا في العالم منذ ظهوره في عام 1950 علي يد المصممين ليفي شتيوارت التاجر اليهودي الألماني الأصل بالإضافة إلي رانجلر مما وضعهم في مكانة خاصة كأبرز المروجين للثقافة الأمريكية وتقديمها للعالم خاصة ثقافة الغرب الأمريكي القديم . كتاب " الجينز رمز الثقافة الأمريكية " يؤرخ بوضوح لصناعة الجينز وتطروها وكيف ساهم ليفي وغيره في إثرائها وتطورها بقوة كأبرز وأكثر زي شهرة وانتشارا علي المستوي العالمي وقد تطور الجينز عبر السنوات الستين الماضية متأثرة بتطور الموضة بشكل عام بدءاً من إدخال ألوان أخري غير الجينز الأزرق الشهير والذي ظل لفترة طويلة هو اللون الأوحد للجينر إلي أن تطور شكله فظهر الجينز الواسع بجيوبه المتعددة والضيق، والضيق من أسفل والواسع وغيرها من الأنماط المتعددة بأشكال وألوان ومختلفة . وكلمة جينز هي كلمة فرنسية الأصل bleu de Gênes وتعود إلي نوع الأقمشة المستخدمة في صنعه وهي تعود أيضا لمدينة جنوة الإيطالية حيث كانت تشتهر بهذا النوع من الأقمشة وقد اشتهر بها رعاة البقر حتي ظهروا علي إعلانات الجينز بأنواعه المختلفة كرمز للقوة واعترافا بأصول الجينز التي تعود إلي الغرب الأمريكي . وتشير الإحصاءات إلي أن تجارة الجينز في الولاياتالمتحدة فقط تبلغ سنويا أربعة عشر مليون دولار وهو ما يدل علي انتشاره كواحد من أكثر الأزياء عملية وسهولة في الارتداء والتعامل اليومي مما جعله الزي الرسمي للعاملين في بعض المجالات التي تحتاج لزي أكثر عملية ويتيح الحرية في الأداء والتحرك مثل العمال في المصانع والبحارة علي السفن وغيرها إلا أن هذا لم يكف فقط للتعبير عن شعبية الجينز فأصبح رمزا وأيقونة لتمرد الشباب والمراهقين علي العادات الاجتماعية السائدة خاصة في فترة الستينيات والسبعينيات كونه يمثل حيوية الشباب ورمزا للبساطة والأناقة والتواضع وللجاذبية الجنسية أيضا .