بعد رحلة شاقة استغرقت 02 يوماً وبصوت يملؤه الحزن من مرارة المؤامرة عاد فاروق حسني وزير الثقافة الي مطار القاهرة ظهر امس قادماً من العاصمة الفرنسية باريس بعد خسارته امام المرشحة البلغارية علي رئاسة اليونسكو. وفور هبوطه من الطائرة الخاصة التي أقلته من باريس بعث وزير الثقافة برسالة شكر الي الرئيس حسني مبارك علي مساندته القوية له علي رئاسة اليونسكو، مؤكدا ان هذه المنافسات اكدت ان مصر قوية ورائعة وعظيمة وصوتها الدولي مسموع ومكانتها محفوظة بالرغم من المؤامرات التي حيكت ضدها. وأكد حسني ان تأثير الرئيس السياسي رائع والدور الذي قامت به وزارة الخارجية احترافي عظيم ونحن خضنا معركة رائعة أثارت انتباه العالم كله واضاف انه تلقي اتصالا هاتفيا من الرئيس مبارك فور اعلان خسارته وقال له الرئيس "ارمي وراء ظهرك" وردا علي سؤال ل "روز اليوسف" عما اذا كان سيتقدم حسني باستقالته من وزارة الثقافة اكد حسني انه لن يستقيل، مردداً: انا قاعد علي قلبهم واستطرد الوزير انني لدي مسئوليات كثيرة وثلاثة مشاريع قومية هي المتحف الكبير والحضارة والقاهرة الفاطمية، باعثاً برسالة الي معارضيه بانه سيظل وزيراً للثقافة وأعرب فاروق حسني عن أسفه لموقف الدول الأوروبية منه وعلي رأسهم السفير الامريكي الذي تصرف بكل ما لديه من امكانيات لاسقاطه حيث حرض الجميع ضدي وأضاف فاروق ان الاتهامات والهجوم كانت تكال لي كل صباح من الصحف الاوروبية بالاضافة للضغوط الصهيونية التي حفزت كل دول الشمال ضدي وأشار الوزير إلي ان المرشحين الآخرين كانت لديهم دول كثيرة تساندهم وقال: بصراحة لقد تجسدت كل دول الشمال لاسقاط مرشح الجنوب المتمثل في شخصية فاروق حسني واضاف: بهذا احتدم الصراع بين الشمال والجنوب بعد ان اعطتهم دول الجنوب الفرصة لذلك وبعث الوزير برسالة شكر لجمال مبارك امين السياسات بالحزب الوطني لمتابعته الدائمة خلال العشرين يوماً التي اقامها في باريس وفي اجابة عن احتمالية انسحاب مصر من منظمة اليونسكو اكد ان مصر لن تنسحب من المنظمة بالرغم من كل المؤامرات التي دبرت ضد المرشح المصري مشيرا الي ان معركة اليونسكو حددت لنا الصداقات الحقيقية والكلام الذي ينفذ والذي لا ينفذ وان مصر دائما تنفذ ما تقول. أكد الوزير ان مصر تمتلك من الإرث الثقافي والتاريخي ما يجعل منظمة اليونسكو تفتخر بالتعامل مع مصر. وأعرب الوزير عن تقديره الي "ماير" مدير اليونسكو عن أمنيته أن يفوز المرشح المصري باليونسكو لوقف انهيار المنظمة وأكد حسني أن الانهيار سيزداد وانه يتمني للمديرة الجديدة التوفيق. وفي رد فعل إيجابي أكد وزير الخارجية الإيطالي فارنكو فراتيني أن بلاده تجد صعوبة في تفسير دواعي إحباط فوز وزير الثقافة المصري بأعلي منصب في اليونسكو، وقال في تصريحات له في نيويورك: من الصعب الحكم علي الدواعي التي أسهمت في إحباط مسعي الوزير الذي ساندته إيطاليا. فيما سيطرت حالة من الهدوء علي وزارة الثقافة عقب إعلان نتيجة انتخابات اليونسكو. وكان حسام نصار مستشار وزير الثقافة للعلاقات الخارجية ومنسق حملة مرشح مصر لليونسكو قد قال في تصريحات ل"روزاليوسف" إنه سيتم الإعلان عن جميع تفاصيل المعركة حتي الجولة الأخيرة ولم يحدد هل سيتم الإعلان من خلال مؤتمر صحفي أم مقابلات تليفزيونية أو حوارات صحفية. من جانبه أغلق مرافق الوزير محمد غنيم وحسام نصار أجهزة المحمول منذ صباح أمس في حين توالت رسائل المحمول الداعية لمقاطعة حفلات السفارة الأمريكية عقب إعلان النتيجة كموقف من التعصب الأمريكي ضد المرشح العربي. وحفل موقع "Facebook" برسائل أشبه بالتعازي لخسارة المرشح المصري ووضع عدد من المشاركين صوراً للوزير بدلاً من صورهم تعبيراً عن حزنهم بخسارته وشن البعض هجوماً عنيفاً علي كل الفرحين والشامتين لخسارته المعركة.