زعمت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أمس أن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز التقي سرا بكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الأسبوع الماضي في مسعي لتمهيد الطريق أمام إمكانية عقد لقاء ثلاثي يجمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وذلك علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر الجاري. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية ومصادر دبلوماسية غربية قولها إن بيريز دعا عريقات الأسبوع الماضي إلي القدس لإجراء محادثات، مشيرة إلي أن اللقاء جري في مقر الرئاسة لمدة ساعتين، وشدد بيريز خلال اللقاء علي ضرورة بذل كل ممكن لتمهيد الطريق لاستئناف المفاوضات قبل نهاية الشهر الجاري. وقال بيريز لعريقات: "يجب عدم إضاعة هذه الفرصة.. وأطلب منك أن تبلغ عباس بضرورة حضور اجتماع الأممالمتحدة". واعترف الرئيس الإسرائيلي باحتمال وجود خلافات فيما يتعلق بالمستوطنات أو قضايا أخري، ولكن سيتم حلها، الأمر الأهم الآن هو استئناف المحادثات في أسرع وقت ممكن. غير أن مصدرا دبلوماسيا تحدث إلي مسئولين كبار في السلطة الفلسطينية، ومن بينهم عريقات أبلغ الصحيفة بأن عباس مصر علي رفض لقاء نتانياهو قبل تعلن إسرائيل تجميدا كاملا للبناء في المستوطنات والقدسالشرقية. بدوره عقد المبعوث الأمريكي الخاص إلي الشرق الأوسط جورج ميتشل أمس لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في إطار الجهود الأمريكية الرامية إلي تحريك المفاوضات بين الفلسطينيين بالرغم من الخلاف حول الاستيطان. وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي فإن نتانياهو غير مستعد سوي "لخفض محدود" لعدد الوحدات السكنية قيد الإنشاء في الضفة الغربية، حيث يقيم حوالي 300 ألف إسرائيلي، ويرفض أي قيود في القدسالشرقية، حيث يقيم 200 ألف إسرائيلي. من جانبه قال النائب عوفير اكونيس المقرب من نتانياهو أن شروط استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين لم تحدد بعد، مضيفاً من الواضح جدا أن بناء آلاف المساكن والمباني العامة في الضفة الغربية سيستمر وهو ما يمكن أن يبدد قلق الإسرائيليين المقيمين فيها. أردنيا.. أعلن الملك عبدالله الثاني رفضه لأي "إجراءات أحادية" تقوم بها إسرائيل في القدسالشرقية وتعهد باستمرار بلاده في اتخاذ الخطوات للحفاظ علي الهوية العربية للمدينة التي استولت عليها إسرائيل خلال حرب عام 1967. وذكر بيان صدر عن البلاط الملكي الأردني أن الملك أعرب عن "رفضه لأي إجراءات أحادية تقوم بها إسرائيل من أجل تغيير المعالم التاريخية وهوية المقدسات وتفريغها من سكانها العرب المسلمين والمسيحيين". وأشار إلي إصرار الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة علي المضي قدما في النشاط الاستيطاني في القدسالشرقية وهدم المباني التي يقيمها الفلسطينيون بزعم أنها بدون ترخيص. من جانبه طالب طاهر المصري رئيس الوزراء الأردني الأسبق الذي يعود إلي أصول فلسطينية بدور عربي واسع من أجل مواجهة المخططات اليهودية وتثبيت سكان المدينة وتعزيز صمودهم.