بعد يوم واحد من انطلاق فاعليات الدورة الثلاثين من مهرجان تورنتو السينمائي الدولي والتي بدأت مساء أمس الخميس وتستمر إلي 19 الشهر الجاري، لاتزال احتجاجات السينمائيين وصناع الافلام في العالم مستمرة بعد اختيار إدارة المهرجان لتل أبيب لتكون محور تظاهرة مدينة لمدينة والتي يعرض فيها ما يقرب من تسعة أفلام إسرائيلية حيث كان قد قام أكثر من خمسة وعشرين مخرجاً من جميع أنحاء العالم بكتابة بيانات يعلنون فيها رفضهم المشاركة في مهرجان يحتفي بإسرائيل التي ارتكبت جرائم انسانية لا تغتفر وفي مقدمة هؤلاء المخرجين يسري نصرالله الذي يشارك بفيلم احكي ياشهرزاد والمخرج أحمد عبدالله مؤلف ومخرج فيلم هليوبوليس وفي المقابل قام شريف مندور منتج فيلم هليوبوليس بإصدار بيان علي لسانه تحت عنوان اختيار واعتذار يعتذر فيه لكل من المخرجين نصرالله وعبدالله خاصة أنه أعلن رفضه مشاركة فيلمه هليوبوليس في المهرجان. وأكد في بيانه الذي اختص به روزاليوسف أنه وقع في حيرة بين موقفين إما قبول المشاركة في الفيلم ويصبح في مواجهة مع إسرائيل وإيصال صوت العرب وعدم الانسحاب من المحافل الدولية، وهو نفس الموقف الذي أيده أحمد عبدالله لكن مندور كما أكد في بيانه لنا أنه اختار الانسحاب من المهرجان وعدم المشاركة فيه رغم الخسارة التي يتعرض لها، معللاً رفضه بأن مجرد مشاركته تعتبر مساهمة في التلميع الإعلامي لاسرائيل وبداية تنفيذ الحملة الدعائية لتغيير الصورة الذهنية لإسرائيل عند العالم الغربي، وأكد مندور أنه رغم نغمة التراجع المتزامنة من كل الاطراف والبيانات الجديدة التي صدرت من المخرج الكندي جون جريس ومن الكاتبة المعرفة نعومي حكين فإنه اختار مقاطعة مهرجان تورنتو هذا العام. ومقابل البيانات المتوالية من المخرجين فإن إدارة المهرجان لاتزال تبيع تذاكر الافلام المشاركة، رغم أن المخرج الكندي جون جريس والذي قام بسحب فيلمه القصير Covered من المهرجان قد أعلن في بيانه الاخير أن إدارة المهرجان تلقت مساعدات من مؤسسات يهودية حيث دفعت أكثر من مليون دولار لولاية كندا التي يقام فيها المهرجان، مقابل جزء من حملة دعائية وإعلامية تساهم في تلميع صورة إسرائيل أمام العالم بعد الحرب علي غزة. الجدير بالذكر أن مهرجان تورنتو تشارك فيه خمسة أفلام عربية منها المسافر اخراج أحمد ماهر وبالتالي فإن هذه الافلام سوف تعرض بجانب تسعة أفلام إسرائيلية انتاج مشترك مع ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.