شهدت التصفيات الأوروبية المؤهلة إلي نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، نتائج لافتة ضمنت وصول إنجلتراوإسبانيا إلي البطولة العالمية واقتراب كل من إيطاليا وألمانيا منها، فيما تعقدت مهمة المنتخب الفرنسي وبات قاب قوسين أو أدني من الإقصاء عنها. فقد بلغ المنتخب الإنجليزي النهائيات العالمية بعد تحقيقه فوزاً كبيراً علي ضيفه الكرواتي (5-1) في لندن، ليحقق انتصاره الثامن في التصفيات حاصلاً بذلك علي جميع النقاط الممكنة حتي الآن، من المجموعة السادسة. سجل فرانك لامبارد (7 من ركلة جزاء و59) وستيفن جيرارد (18 و67) أهداف إنجلترا، وادواردو سيلفا (72) هدف كرواتيا. وباتت إنجلترا ثاني منتخب عن القارة العجوز يضمن تأهله إلي النهائيات بعد هولندا بطلة المجموعة التاسعة، وتاسع منتخب يحجز بطاقته إلي العرس العالمي بعد جنوب أفريقيا المضيفة وغانا (أفريقيا) وهولندا (أوروبا) والبرازيل (أميركا الجنوبية) وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية واستراليا واليابان (آسيا). وتابع منتخب "الأسود الثلاثة" مشواره الرائع في التصفيات بقيادة مدربه الإيطالي فابيو كابيللو وانتزع بطاقته إلي كاس العالم وتوّج بلقب واحد في العام 1966 علي أرضه علي حساب ألمانيا. وعززت إنجلترا موقعها في صدارة المجموعة برصيد 24 نقطة من 8 مباريات مقابل 17 نقطة من 9 مباريات لكرواتيا الثانية، و15 نقطة من 8 مباريات لأوكرانيا التي سقطت في فخ التعادل السلبي أمام مضيفتها بيلاروسيا، بيد أنها تملك أفضلية مباراة علي كرواتيا في حال نجحت في كسب نقاطها الثلاث ستظفر ببطاقة الملحق. وتبقي لكرواتيا مباراة واحدة أمام كازاخستان في 14 أكتوبر المقبل، في حين تبقي لأوكرانيا مباراتان أمام ضيفتها إنجلترا ومضيفتها اندورا في 10 و14 من الشهر ذاته. وكانت إنجلترا صاحبة الأفضلية منذ البداية وأثمر ضغطها هدفاً مبكراً عندما حصلت علي ركلة جزاء اثر عرقلة ارون لينون داخل المنطقة من قبل المدافع يوزيب سيمونيتش فانبري لها لامبارد بنجاح علي يمين الحارس فيدران رونيي (7). ووصلت الكرة في الدقيقة 18 إلي لينون في الجهة اليمني فرفعها داخل المنطقة وتابعها جيرارد غير المراقب برأسه وأسكنها علي يسار الحارس رونيي. وحاولت كرواتيا تدارك الموقف مع بداية الشوط الثاني بيد أن إكلترا وجهت لها ضربة قاضية عندما أضاف لامبارد هدفه الشخصي الثاني والثالث لمنتخب بلاده بعد هجمة منسقة قادها لينون الذي تعرض للعرقلة بيد أن الكرة وصلت إلي جيرارد الذي مررها إلي زميله في ليفربول المدافع غلين جونسون في الجهة اليمني فتوغل قبل أن يمررها عرضية تابعها لاعب وسط تشلسي لامبارد برأسه علي يمين رونيي (59) وهو الهدف العشرون للامبارد مع منتخب بلاده. وحذا جيرارد حذو لامبارد وسجل هدفه الشخصي الثاني والرابع لمنتخب بلاده بضربة رأسية من مسافة قريبة إثر كرة عرضية من واين روني علي يسار رونيي 67. ونجحت كرواتيا في تسجيل هدف الشرف عبر مهاجم ارسنال ادواردو سيلفا عندما استغل كرة مرتدة من الحارس غرين (72). وأعاد مهاجم مانشستر يونايتد روني الفارق إلي سابق عهده عندما اختتم المهرجان بهدف خامس في الدقيقة 77 . أبطال العالم يقتربون من جنوب أفريقيا وحقق المنتخب الإيطالي فوزاً مهمًا وضعه علي مسافة خطوة واحدة من التأهل لنهائيات كأس العالم، وجاء علي حساب نظيره البلغاري (2-0)، وذلك ضمن منافسات المجموعة الأوروبية الثامنة. وبات أبطال العالم بحاجة إلي التعادل في المباراة القادمة مع ايرلندا صاحب المركز الثاني (16 نقطة)، لضمان تأهله إلي جنوب أفريقيا. أشرك المدير الفني للمنتخب الإيطالي مارشيللو ليبي سبعة لاعبين من نادي يوفنتوس ما انعكس تنسيقاً واضحاً بين خطوط المنتخب، وأداءً مقنعاً ما أثمر عن فوز مستحق لأبطال العالم، جاء عبر هدفين للاعبين في صفوف السيدة العجوز. استهل أصحاب الأرض المباراة بالضغط علي مرمي ضيوفهم، بغية تسجيل هدف يريح أعصابهم ويقربهم من التأهل لجنوب أفريقيا، وكان التهديد الأول في الدقيقة 3 عندما سدد لاعب يوفنتوس كلاوديو ماركيزيو كرة تمكن الحارس ايفانكوف من إيقافها، قبل أن تلامس شباكه. ونجح جروسو في الدقيقة 11 من افتتاح التسجيل لأبطال العالم، بعد كرة متبادلة مع أندريا بيرلو سدد علي أثرها بقوة لترتطم كرته بالعارضة وتتابع طريقها نحو المرمي، ليكسر بهذا الهدف صياماً إيطالياً عن التهديف في المباريات الأربع الأخيرة، ودام لأكثر من لنحو 3 أشهر، أي منذ 15 حزيران/يونيو الماضي عندما سجل جوسيبي روسي الهدف الثالث لبلاده في الدقيقة الأخيرة ليفوزوا علي الولاياتالمتحدةالأمريكية (3-1)، في بطولة كأس القارات التي أقيمت في جنوب أفريقيا، علماً بأن هدفي إيطاليا في المباراة الماضية أمام جورجيا في التصفيات نفسها جاء عبر قائد المنتخب الجورجي ونادي آي سي ميلان الإيطالي كاخا كالادزه عن طريق الخطأ في مرمي بلاده. وكاد الضيوف يحققون التعادل في الدقيقة 26، لكن الحارس الفذ جيانلويجي بوفون أنقذ الموقف بإبعاده الكرة التي سددها البلغاري ستيليان بيتروف من علي خط المرمي، بانقضاضه عليها بحركة رائعة. وتحسن مستوي الضيوف بشكل ملحوظ، مع تراجع أبطال العالم نحو منطقتهم والاكتفاء بوجود ياكوينتا وجيلاردينو في المقدمة، اللذين تشاركا في الدقيقة 39 في صنع وتسجيل الهدف الثاني، عندما تبادلا الكرة بطريقة فنية غاية في الروعة، أنهاها الأول بتسديدة قوية بعد انفراده بالحارس البلغاري (2-0)، مكررين سيناريو الهدف الأول. وواصل الإيطاليون أفضليتهم في مطلع الشوط الثاني مع بعض المحاولات البلغارية التي تحطمت أمام الحصن الدفاعي المنيع للمنتخب الإيطالي قبل اكتمالها. وأجري المدرب الإيطالي تبديلاً تكتيكياً في الدقيقة 58، بإنزاله جوسيبي روسي مكان جيلاردينيو، فكاد الأول يعطي بلاده الهدف الثالث ما إن وطأت قدماه أرض الملعب، لكن تسديدته لم تصب المرمي، وكرر روسي فعلته مرة أخري بعد دقيقة واحدة، وسدد من خارج منطقة الجزاء لكن الحارس البلغاري انقض عليها بنجاح. ومالت السيطرة للضيوف مع انتصاف الشوط الثاني، مع قيامهم بعدة هجمات لم تكتمل بفضل تألق الحارس العملاق بوفون الذي أنقذ مرماه من هدف محقق. وخلّص القائم الأيمن المرمي الإيطالي من هدف أكيد، بعدما صد تسديدة اللاعب فاليري بوزينوف الذي خطف الكرة من الدفاع الإيطالي بعد سوء تنسيق بين دي روسي وكيلليني، وسدد بقوة من خارج منطقة الجزاء. وأفلت المرمي البلغاري في الدقيقة 81، من الهدف الثالث بعدما أبعد الحارس تسديدة قوية لروسي إلي ركلة ركنية لم تثمر. وفي مباراة أخري فاز منتخب تشيكيا لكرة القدم علي ضيفه من سان مارينو بسبعة أهداف دون مقابل في هراديتشي ضمن منافسات المجموعة الثالثة. وسجل ميلان باروش أربعة من أهداف (28 و44 و45 من ركلة جزاء و66)، وأضاف فاكلاف سفركوس الخامس والسابع (47 و90+3 من ركلة جزاء) وتوماس نيتشيد السادس 68. وشارك العقل المفكر في منتخب تشيكيا وصانع ألعابه توماس روسيكي لأول مرة بعد غياب 20 شهراً بداعي الإصابة. ولعب سان مارينو الدقائق الثماني الأخيرة بعشرة أفراد بعد طرد المدافع سيموني باتشوكي لنيله الإنذار الثاني 28. منتخب تشيكيا رصيده إلي 12 نقطة في المركز الثالث مؤقتاً، فيما بقي رصيد سان مارينو خالياً من النقاط في المركز الأخير. ولا يزال بصيص الأمل يلوح في أفق فريق روسيكي، لكن يمكن القول إنه يلزمهم شبه معجزة للوصول إلي جنوب أفريقيا. كما تأهل منتخب إسبانيا لكرة القدم إلي نهائيات مونديال 2010 في جنوب افريقيا إثر فوزه علي نظيره الاستوني 3-0 في ميريدا ضمن منافسات المجموعة الخامسة من تصفيات أوروبا. وسجل فرانسيسك فابريجاس (33) وسانتي كازورلا (82) وخوان مانويل جارسيا ماتا (90+2) الاهداف. وحققت إسبانيا التي لعبت لأول مرة علي "استاديو رومانو" في ميريدا الذي يتسع ل14 الف متفرج فقط فوزها الثامن علي التوالي ورفعت رصيدها إلي 24 نقطة فابتعدت 8 نقاط عن البوسنة التي اكتفت بالتعادل مع ضيفتها تركيا 1-1. وافتتح فابريجاس التسجيل بعد ان تناقل الكرة مع دافيد سيلفا وأنهاها الاول في الشباك (33)، ثم اضاف كازورلا الهدف الثاني (79) بعد 13 دقيقة من نزوله ارض الملعب بدلا من فيا، وعزز ماتا، بديل سيلفا، بالهدف الثالث في الوقت بدل الضائع. كما انعش المنتخبان البرتغالي والسويدي لكرة القدم امالهما في التأهل الي المونديال بفوزيهما علي مضيفيهما المجر ومالطا علي التوالي بنتيجة واحدة 1-0 ضمن منافسات المجموعة الاولي من تصفيات اوروبا وارتقي المنتخبان البرتغالي والسويدي الي المركزين الثالث والثاني علي التوالي في المجموعة برصيد 13 نقطة للاول و15 نقطة للثاني، فيما تراجعت المجر من المركز الثاني الي الرابع برصيد 13 نقطة بفارق الاهداف خلف البرتغال. في المباراة الاولي، تدين البرتغال بفوزها الي مدافع ريال مدريد الاسباني بيبي الذي سجل الهدف الوحيد في الدقيقة العاشرة. وفي الثانية، عانت السويد الأمرين للفوز علي مالطا وانتظرت هدية مدافع الاخيرة يان اتزوباردي الذي سجل في مرمي منتخب بلاده في الدقيقة 81 . وشددت البرتغال والسويد الخناق علي الدنمارك المتصدرة والتي سقطت في فخ التعادل امام مضيفتها البانيا بهدف لنيكلاس بندتنر (40) مقابل هدف لاريون بوجداني (50). وانتزع المنتخب الفرنسي لكرة القدم بعشرة لاعبين تعادلا ثمينا من مضيفته صربيا 1-1 وحرمها من التأهل المبكر الي نهائيات مونديال 2010 في جنوب افريقيا في بلجراد ضمن تصفيات المجموعة الاوروبية السابعة. وتلقت فرنسا ضربة قوية في بداية المباراة بطرد حارس مرماها هوجو لوريس لتسببه في ركلة جزاء سجل منها اصحاب الارض هدف التقدم في الدقيقة 13 بواسطة نيناد ميليياس، بيد انها نجحت في ادراك التعادل بواسطة قائدها مهاجم برشلونة الاسباني تييري هنري في الدقيقة 31 رافعا رصيده الي 50 هدفا دوليا. وأبقت فرنسا علي آمالها في التاهل المباشر الي النهائيات لانها ابقت علي فارق النقاط الاربع بينها وبين صربيا المتصدرة قبل جولتين من نهاية التصفيات، بيد أن ذلك يتوقف علي فوزها في المباراتين الاخيرتين علي ضيفتيها جزر فارو والنمسا في 10 و14 اكتوبر المقبل وتعثر صربيا في مباراتيها الاخيرتين امام ضيفتها رومانيا ومضيفتها ليتوانيا في 10 و14 اكتوبر. في المقابل، تحتاج صربيا الي الفوز علي رومانيا في الجولة المقبلة لضمان تأهلها الي النهائيات بغض النظر عن نتيجتي المباراتين الاخيرتين لفرنسا. ويعتبر التعادل مخيبا بالنسبة الي صربيا التي كانت تمني النفس بحجز بطاقتها الي النهائيات للمرة الاولي في تاريخها منذ استقلالها عن مونتينيغرو عام 2006، كما أنها كانت تسعي الي الثأر من فرنسا التي تغلبت عليها 2-1 ذهابا في باريس. وأخيرا في أوروبا انتزع المنتخب السويسري تعادلا ثمينا ومتأخرا 2/2 مع مضيفه اللاتفي حافظ به علي صدارة المجموعة الثانية. وحافظ المنتخب السويسري علي فارق النقاط الثلاث التي تفصله عن نظيره اليوناني مستغلا سقوط الاخير في فخ التعادل 1/1 مع مضيفه منتخب مولدوفا. وكان المنتخب السويسري علي وشك فقدان الصدارة لصالح نظيره اليوناني لكن مهاجمه الشاب ايرين ديرديوك سجل هدف التعادل الثمين في الدقيقة 80 لينقذ الفريق من الهزيمة ويحصد له نقطة غالية رفعت رصيده في صدارة المجموعة الي 17 نقطة بفارق ثلاث نقاط امام اليونان. بينما رفع منتخب لاتفيا رصيده الي 14 نقطة في المركز الثالث بفارق نقطتين أمام نظيره الاسرائيلي الذي اكتسح لوكسمبورج بسبعة أهداف نظيفة في مباراة سابقة اليوم. وفي المباراة الثانية كان المنتخب اليوناني في طريقه لاستعادة انتصاراته في المجموعة وتضييق الفارق مع المنتخب السويسري لكن الدقائق الاخيرة لعبت دورها ايضا في سقوط الفريق في فخ التعادل حيث سجل فاليريو اندرونيتش هدف التعادل لمولدوفا في الدقيقة 90 بعدما تقدم تيوفانيس جيكاس لليونان في الدقيقة 33 . وبذلك رفع المنتخب اليوناني رصيده الي 14 نقطة في المركز الثاني بفارق الاهداف فقط امام لاتفيا بينما رفع منتخب مولدوفا رصيده الي ثلاث نقاط وظل في المركز السادس الأخير بفارق. وفي أفريقيا جدد منتخب الكاميرون فوزه علي ضيفه الجابوني (2-1) في ياوندي في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الأولي في الدور الثالث الحاسم للتصفيات. وسجل جان ماكون (24) وصامويل ايتو (64) هدفي الكاميرون، ودافيد كوزان (90) هدف الجابون. وكانت الكاميرون قد هزمت الجابون في عقر دارها (2-0) السبت في الجولة الرابعة، علماً بأن مباراة اليوم كانت مقررة أصلاً في يونيو الماضي لكن وفاة الرئيس الجابوني عمر بونجو حالت دون إقامتها في ذلك الموعد. وتصدرت الكاميرون الترتيب برصيد 7 نقاط مقابل 6 نقاط للجابون و5 نقاط لتوجو و3 نقاط للمغرب.