بحضور وزير الخارجية أحمد أبو الغيط التقي الرئيس حسني مبارك صباح أمس ميجل موراتينوس وزير خارجية اسبانيا والوفد المرافق له. صرح أبو الغيط بأن الزيارة تعكس حجم العلاقات الطيبة بين مصر واسبانيا، مشيراً إلي ان اسبانيا هي الرئيس القادم للاتحاد الأوروبي من أول شهر يناير المقبل ولها تأثيرها الكبير. اشار إلي أن اللقاء تطرق لعدد من المسائل علي رأسها السلام في الشرق الأوسط وكيف يمكن لاسبانيا ومصر المساهمة في تحقيق بدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما تطرق الحديث إلي الوضع العربي بصفة عامة خاصة المسألة الشائكة بين سوريا والعراق وكيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يساهم في هذا الصدد. وأضاف أن نقاشاً دار حول الاتحاد من أجل المتوسط خاصة ان اسبانيا ستتولي رئاسة الاتحاد بدء من منتصف العام المقبل حيث تم الاتفاق علي عقد القمة الثانية للاتحاد منتصف العام المقبل بمدينة برشلونة برئاسة مصرية- إسبانية- فرنسية.. وأشار أبو الغيط إلي انه تم الاتفاق علي عقد لقاء قمة بين الرئيس مبارك والترويكا الأوروبية في إسبانيا علي هامش قمة الاتحاد من أجل المتوسط. وقال أبو الغيط إن مباحثات الرئيس مبارك مع موراتينوس كانت مثمرة وستفتح طريق التعاون المثمر والتعاون المصري الأوروبي الأكثر اتساعا في ظل الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي. من جانبه وجه وزير الخارجية الإسباني التهنئة للرئيس حسني مبارك والشعب المصري بمناسبة شهر رمضان المبارك وقال إن زيارتي للقاهرة تأتي في اطار دعم مساعي السلام وتسوية مشكلة الشرق الأوسط.. وأشار إلي انه التقي المبعوث الأمريكي جورج ميتشل الأحد الماضي حيث اطلعه ميتشل علي الجهود والمساعي الحالية لدفع عملية السلام خاصة ما يتعلق بالتزام اسرائيل بتجميد المستوطنات واعرب عن ثقته في أن تدفع هذه الجهود المبذولة عملية السلام إلي الأمام بشكل جيد. وأضاف موراتينوس أن زيارته تندرج أيضاً في اطار الترتيبات للإعداد للزيارة القادمة التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسباني ثاباتيرو للقاهرة في الخريف المقبل. واشار إلي ان اسبانيا ترغب ان تكون لاعباً جيداً وايجابياً في عملية السلام بالتعاون مع مصر والدول الأخري الداعمة لعملية السلام.. وأوضح انه سيتوجه من مصر لزيارة سوريا والأراضي الفلسطينية واسرائيل وانه يأمل انطلاقة جديدة لعملية السلام برعاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما. كما أشار موراتينوس إلي ان زيارته لمصر تأتي أيضاً في اطار التنسيق بين اسبانيا باعتبارها الرئيس القادم للاتحاد الأوروبي وأنها ترغب في العمل مع مصر لدفع التعاون في اطار دول الاتحاد في قمته الثانية التي تعقد في برشلونة. وقال موراتينوس انه خلال الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اكدوا رغبتهم في دعم مساعي مبعوث السلام الأمريكي لتجميد بناء المستوطنات وانه في حالة التزام اسرائيل بهذا الأمر فإننا نرغب في ان يكون هناك اتجاه من الدول العربية بشأن تحسين علاقاتها مع إسرائيل. وعما إذا كان وقف الاستيطان يقابله التطبيع مع اسرائيل قال أحمد أبو الغيط إن الاجابة الأكيدة هي “لا” ولكن علينا أن نفكر في كيفية التعامل مع الوضع الذي نواجهه حالياً فهناك عمليات مستمرة للاستيطان علي الأراضي الفلسطينية وعمليات تآكل لهذه الأراضي وعدم التوصل لعملية تسوية وانقسام فلسطيني واضح واحتمال بزوغ كيانين فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. واشار إلي ان الدول العربية وجامعة الدول العربية ومصر مطالبون بالعمل علي الإمساك بالموقف أكثر من أي وقت مضي والسعي لتحقيق هدف الدولة الفلسطينية. شدد أبو الغيط علي ان مصر تطالب بنهاية للطريق وليس بخارطة الطريق وأن يأتي هذا من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي كموقف واضح يتعلق بالتسوية النهائية التي يمكن أن تتم عليها المفاوضات، وقال إنه إذا ما تحركت إسرائيل بخطوة تعكس مصداقية الموقف والاستعداد الإسرائيلي للتفاوض الجاد والحقيقي بما يقودنا إلي نهاية الطريق أو الهدف النهائي الذي يريده الفلسطينيون في الدولة، وإذا ما تحركت بعض الأطراف العربية من وجهة نظرها وطبقا لقدراتها وايقاع الموقف طبقا لهذا الموقف فلن نستطيع أن نختلف معها، مشيرا إلي أن هذا لن يكون غريبا حيث إن الجامعة العربية وفي الاجتماع الوزاري الأخير أقر الوزراء استعداد الدول العربية للنظر والبحث في الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الدول في مواجهة خطوات إسرائيلية في هذا الصدد.