رفضت أقطاب المعارضة اللبنانية التشكيلة الحكومية التي قدمها رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري أمس الأول إلي الرئيس اللبناني ميشال سليمان وسط مخاوف من احتدام الأزمة السياسية في البلاد. واعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن التشكيلة الحريرية تعقد أزمة لبنان بدلا من حلها مؤكدا أن حزبه لن يقبل أن يقوم الحريري بتسمية وزرائه. وقال نصرالله في حفل إفطار اللجنة النسائية لهيئة دعم المقاومة إن من حق كل كتلة نيابية أن تسمي الوزراء والحقائب مضيفا إن المعارضة “ستتصرف مع التدبير الجديد غير المناسب للرئيس المكلف بشأن الحكومة بتضامن كامل”. وتابع أن الأغلبية النيابية لم تقدم أي تنازلات منذ بداية البحث في تشكيل الحكومة نافيا تدخل ايران وسوريا في تشكيل الحكومة. من جانبه ابدي رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس حركة أمل انزعاجه من الطريقة التي عبر عنها الحريري لإعلان تشكيل الحريري. فيما اعتبر تكتل “التغيير والاصلاح” بزعامة النائب ميشال عون ما قام به الحريري من رفع مرسوم تأليف الحكومة إلي رئيس الجمهورية وفرض الحقائب والأسماء علي حصص المعارضة دون أخذ موافقتها عليها “أمرا خارجا عن المبادئ الديمقراطية والأصول الدستورية والأعراف المتبعة في تأليف الحكومات” و”ضربا للديمقراطية اللبنانية ومبادئ الوحدة الوطنية والتوافق والشراكة”. ورفض عون خطوة الحريري شكلا ومضمونا مؤكدا أنه لا يمكن القبول بالتعاطي مع الصيغة الحكومية كأمر واقع داعيا الشخصيات الواردة اسماؤها في هذه التشكيلة والمحسوبة علي المعارضة كل بشخصه إلي رفض المشاركة فيها. وفي المقابل أبدي رئيس حزب الكتائب أمين الجميل المنتمي للأكثرية النيابية عن تأييده لخطوة الحريري معتبرا أن “اطالة أمد الأزمة يعني استنزافا لموقع رئاسة الجمهورية ولدور الرئيس المكلف ومن شأنه أن يترك البلد من دون سلطة تنفيذية فاعلة تواجه الاستحقاقات الداهمة التي تتهدده وعلي رأسها التوطين”. وكان سعد الحريري قد قدم إلي رئيس الجمهورية ميشال تشكيلة الحكومة أمس الأول وتضم 30 وزيرا بعد 69 يوما من تكليفه بتأليفها ووعد الأخير بدراستها. وقال الحريري الذي فاز بغالبية مقاعد البرلمان في 7 يونيو الماضي إن تشكيل الحكومة المقترح يحترم ترتيب اقتسام السلطة الذي تم الاتفاق عليه مع المعارضة ويعطي لتحالف 14 آذار الذي يتزعمه 15 مقعدا وزاريا وتحالف 8 آذار عشرة مقاعد وخمسة مقاعد للرئيس سليمان ورفض الحريري مطالب المعارضة من بينها مطلب عون بأن يحتفظ صهره جبران باسيل الذي لم يفز في الانتخابات بمنصب وزير الاتصالات وأحل مكانه غازي العريضي النائب عن كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلي جانب اتباعه مبدأ المداورة في الحقائب الوزارية وهو ما يعني تغيير الحقائب الوزارية التي كانت بيد المعارضة في الحكومة السابقة وهو أمر ترفضه 8 آذار.