أثارت الخطوة التى اتخذها رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريرى بعرض تشكيلته الحكومية على رئيس الجمهورية العماد ميشيل سليمان دون موافقة قوى (8 آزار) المعارضة عليها ردود فعل غاضبة فى أوساط المعارضة، فيما اعتبر الرئيس أن التشكيلة الحكومية مجرد «مسودة اقتراح» تحتاج للدراسة، بحسب مصادر لبنانية مطلعة. وأكد وزير الاتصالات فى حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل عضو كتلة ميشال عون المعارضة بعد لقائه ووفد المعارضة المؤلف منه ومن الحاج حسين خليل المعاون السياسى لأمين عام «حزب الله» والنائب على حسن خليل الموفد عن نبيه برى رئيس حركة أمل الشيعية ورئيس مجلس النواب. رئيس الجمهورية فى قصر بيت الدين «إبلاغ سليمان مواقف المعارضة الرافضة لما حصل شكلا ومضمونا»، لافتا إلى أن ما حصل بالأمس (تقديم الرئيس المكلف سعد الحريرى لتشكيلته الحكومية) يُشّكل سابقة». وأضاف: «طرح الأمور بهذا الشكل سيأخذ البلاد إلى المزيد من التأزم». وجدد باسيل التأكيد أن «المعارضة سهلت الأمور وما زالت تسهل»، مشيرا إلى أن «ما حصل من قبل الرئيس المكلف غير لائق ولا يتفق مع ديمقراطيتنا، كما أننا أبدينا كل الاستعداد للاستمرار فى النقاش والحوار». وفيما لم يفصح ياسيل عن الرد الذى تلقاه من رئيس الجمهورية، إلا أن أوساط مقربة من «حزب الله» وحركة «امل» قالت إن الرئيس طمأن وفد المعارضة بأنه يعتبر التشكيلة التى قدمها الحريرى «مسودة اقتراح وأنها لا تزال فى طور الإعداد والنقاش ولم تصل إلى شكلها النهائى بعد». وكان زعيم الغالبية النيابية سعد الحريرى قدم إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان تشكيلة الحكومة أمس وتضم ثلاثين وزيرا بعد 69 يوما من تكليفه بتأليفها ووعد الأخير بدراستها. وقال الحريرى الذى فاز بغالبية مقاعد البرلمان فى 7 يونيو الماضى إن تشكيل الحكومة المقترح يحترم ترتيب اقتسام السلطة الذى تم الاتفاق عليه مع المعارضة وهو يعطى لتحالف 14 آذار الذى يتزعمه الحريرى 15 مقعدا وزاريا من المقاعد الثلاثين فى الحكومة الجديدة وتحالف 8 آذار عشرة مقاعد. ورفض الحريرى مطلب عون بأن يحتفظ صهره جبران باسيل بمنصب وزير الاتصالات وأحل مكانه غازى العريضى النائب عن كتلة الزعيم الدرزى وليد جنبلاط. من جانبه، اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن طريقة الإعلان عن التشكيلة الحكومية «تعقد أزمة لبنان بدلا من حلها». وأوضح نصر الله أن أى كتلة فى المعارضة لن تقبل أن يقوم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريرى بتسمية وزرائها معتبرا أن الطرف الآخر لم يقدم أى تنازل منذ بدء التفاوض على الحقائب الوزارية. وكان زعيم تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون قد أعرب عن رفضه لهذه التشكيلة واعتبر الخطوة ضربا لمبادئ الوحدة الوطنية. ودعا بيان صادر عن التكتل الشخصيات الواردة أسماؤها فى التشكيلة المقترحة والمحسوبة على المعارضة إلى المبادرة، كل بشخصه، برفض المشاركة فى الحكومة. من جانبه، أشار رئيس «اللقاء الديمقراطى» النائب وليد جنبلاط إلى أنه «يرحب بخطوة الحريرى إذا كانت تحت سقف التوافق والوحدة الوطنية وعلى قاعدة 15+10+5»، لافتا إلى أن «هذا هو فى الأساس توجه الرئيس المكلف». وقال: «الحريرى شعر بأنه يراوح فى مكانه، فاقترح إعادة توزيع الحقائب بحثا عن مخرج، ويبدو أن جزءا من المشكلة هو فى الحقائب السيادية».