شن الرئيس الايراني هجوما جديدا علي مسئولي المعارضة مؤكدا أنهم يجب أن يحاسبوا بسبب الاضطرابات التي قادوها في البلاد. وأضاف في مؤتمر صحفي أمس أنه لا يمكن اثارة اضطرابات وتكسير الواجهات والسيارات بدون التعرض للملاحقة. وفي محاولة لتهدئة الأجواء مع المجتمع الدولي، اعلن نجاد استعداده لاجراء "مناظرة ونقاش" مع الرئيس الامريكي باراك اوباما امام وسائل الاعلام الدولية. وقال "قلتها من قبل في عهد بوش وفي عهد اوباما واقولها مجددا اليوم. اننا مستعدون لاجراء مناظرة وحوار حول المسائل الدولية امام وسائل الاعلام، وهي افضل وسيلة لتسوية مشكلات العالم". يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ أعضاء مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعهم أمس لمناقشة البرنامج النووي الإيراني واعتبر نجاد ان الملف النووي الايراني "اغلق" مؤكدا ان بلاده غير مستعدة لمناقشة حقوقها "الثابتة" في الطاقة النووية. وقال "ان المسألة النووية اغلقت من وجهة نظرنا .. لن نناقش حقوقنا الثابتة" في الطاقة النووية، مضيفا ان طهران تطالب بايجاد فرص لاستخدام الطاقة النووية لاهداف سلمية ومنع تطوير اسلحة دمار شامل نووية. وأشار إلي أنه سوف يحضر جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة التي سوف تعقد في وقت لاحق من هذا الشهر وأبدي استعداده لمناظرة الرئيس الامريكي باراك أوباما. من ناحيته، دعا الرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا القوي الغربية إلي التوقف عن معاقبة إيران بسبب برنامجها النووي، وطالبها بالحوار معها بدلا من ذلك، وذلك قبل بدء زيارة الرئيس الفرنسي الي البرازيل. من جهة أخري، وصفت وزارة الخارجية الإيرانية موقف دول مجلس التعاون الخليجي المطالب بإعادة جزر طنب الكبري وطنب الصغري وأبو موسي إلي سيادة الإمارات بأنه تدخل في شئون إيران الداخلية، معتبرة أن حل هذه المسألة لا يتم إلا بالحوار الثنائي. وقال حسن قشقاوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "طرح الادعاءات التي لا اساس لها حول الجزر الإيرانية في البيان الأخير لاجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج يعد تدخلا سافرا في شئون إيران الداخلية ومرفوض من قبل إيران".. علي الصعيد الداخلي، وفي الوقت الذي بدأت فيه الجامعات الإيرانية إجراءات لملاحقة وتأديب الطلبة الذين شاركوا في الاحتجاجات التي اجتاحت الشوارع في يونيو الماضي في أعقاب الانتخابات الرئاسية المتنازع علي نتيجتها، أكدت إيران أمس أنها ستقوم بمراجعة برامجها الجامعية في مواد العلوم الإنسانية بهدف أسلمتها أكثر وذلك ردا علي انتقادات صدرت في الآونة الأخيرة عن المرشد الأعلي علي خامنئي أشار فيها إلي ما اعتبره الطابع الغربي لهذه المواد. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية "إرنا" "إن معهد الدراسات الإنثروبولوجية والثقافية كلف بمراجعة محتوي برامج العلوم الإنسانية" بسبب عدم تطابق كثير من مضمون البرنامج مع الثقافة الاسلامية الايرانية كما قال مدير المعهد حميد رضا آية الله. وعلي الرغم من أن اللجنة تشكلت قبل عام، فانها لم تبدأ العمل إلا بعد الدعوات الأخيرة بتطهير الجامعات من الأساتذة والمناهج التي تُعتبر "غير إسلامية" علي أساس أن تدريس المبادئ العلمانية ساعد علي إزكاء الاضطراب السياسي عقب الانتخابات. وفي سياق متصل، تأجلت جلسة المحكمة للبت في التهم الموجهة لمعتقلي الاضطرابات التي اندلعت احتجاجا علي نتائج الانتخابات الرئاسية التي كان من المفترض أن تنعقد أمس دون أن يعلن عن موعد انعقادها لاحقا. وذكرت قناة "العربية" أن مسئولين كبيرين في وزارة الداخلية الايرانية هما ادريس آريا شكوه مدير عام المعلومات والأخبار، وضياء الدين صبوري المسئول في لجنة الأمن العليا المشرفة علي الانتخابات اعتقلوا منذ 80 يوماً لصلتهما بتسريب معلومات عن تزوير الانتخابات. من جانبه، عين الرئيس الإيراني النائبة الإيرانية فاطمة عليا وزيرة للتربية عوضا عن فاطمة أجورلو التي رفض البرلمان ترشيحها لهذا المنصب، كما ذكرت وكالة مهر للأنباء. كما قدم الرئيس الإيراني للبرلمان مرشحا جديدا لتولي حقيبة الطاقة هو علي ذبيحي. ومن المقرر أن يجتمع البرلمان الإيراني منتصف هذا الشهر للموافقة علي الترشيحين الجديدين. ومن المعروف أن فاطمة عليا معروفة بقربها من نجاد في حين أن ذبيحي يتولي إدارة المنظمة الإيرانية للضمان الاجتماعي المكلفة خصوصا شئون التقاعد. وكان البرلمان الإيراني قد وافق علي تعيين مرضية وحيد دستجردي لحقيبة الصحة لتصبح بذلك أول امرأة تشارك في حكومة إيرانية منذ قيام الثورة. من ناحية أخري، قالت إيران إنها تمكنت من تطوير نظام قادر علي اعتراض الصواريخ التي تنطلق علي ارتفاع منخفض والتي لا يتمكن الرادار من رصدها. ونقلت وكالة مهر للأنباء عن العميد طيار أحمد ميقاني قائد الدفاع الجوي قوله أمس الأول ان بلاده طورت المنظومات الموجودة ونجحت في تصنيع العشرات من بطاريات المدفعية المحلية المنافسة لمثيلاتها الأجنبية وصواريخ مضادة للطائرات وأنظمة رادار، مضيفا "إننا قادرون في الوقت الحاضر علي اكتشاف وتدمير صواريخ كروز التي لا يرصدها الرادار".