يتوجه الملايين في شهر رمضان لقراءة القرآن وختمه عدة مرات لما في ذلك من فضل وثواب فالحسنة بعشرة أمثالها، فلا تكاد تدخل أي جهة عمل أو تركب وسيلة مواصلات حتي تجد الناس يقرأون القرآن سواء من المصاحف أو من علي التليفون المحمول أو عن طريق بعض برامج الكمبيوتر والمتوافرة علي مواقع الإنترنت، ولكن كثيراً منا قد يجهل آداب قراءة القرآن الكريم في شهر الصوم والقرآن. بداية يوضح د. مصباح حماد وكيل كلية الشريعة والقانون الأسبق بجامعة الأزهر أن الله تعالي أنزل القرآن علي نبيه ليكون للعالمين نذيرا فهو دستور الإسلام المشتمل علي الأحكام الشرعية وعلي القصص والمواعظ المتعلقة بالدنيا والآخرة، وقد أمرنا الله تعالي بتدبر القرآن الكريم فقال: أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها كما أمر بترتيله في قوله: ورتل القرآن ترتيلاً، ومن المشاهد والمعروف أن المسلمين في شهر رمضان يعطون للقرآن أهمية كبري لاتمام عبادة الصوم. ويضيف قائلا: ولأن القرآن كانت بداية نزوله في شهر رمضان يزداد اهتمام المسلم الصائم به فيقرأه في المسجد وفي البيت وفي العمل إذا وجد وقتا وفي المواصلات إذا أمكن، وفي أي مكان يكون الإنسان فيه علي طهارة وأمكن له قراءة القرآن وتدبر ما فيه حيث لا حرج في هذا فهي من وجهة نظره تعتبر إظهارا لشعيرة من شعائر الإسلام لشهر كريم، ولكن هناك تحفظاً يجب التأكيد عليه فيجب ألا تتسبب القراءة في مضايقة الغير لكون الوقت غير مناسب أول لزحام أو نحو ذلك من الأمور التي يتعارض معها قراءة القرآن، كأن يكون هناك أصوات مرتفعة يتعذر معها تدبر ما يقرأ. كما يحذر د. مصباح من الرياء فلا يقرأ الإنسان في المواصلات علي سبيل المثال ليراه الناس فيثنون عليه، لأن الرياء يبطل الأعمال ويبطل الحسنات، فإذا كان المسلم يرائي الناس فهنا يحرم عليه قراءة القرآن في أماكن العمل والمواصلات. القرآن كلام الله المقدس من تمسك به نجا ومن حاد عنه هلك بهذه الكلمات بدأ د. عبدالمقصود باشا عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية حديثه موضحا أن قراءة القرآن لا يجب أن تقتصر علي شهر رمضان فقط بل يجب أن تستمر طوال العام، فصحيح أن بعض الناس يختمون القرآن في رمضان أكثر من مرة ولكن الأصح أن يكون للمسلم ورد قرآني عدد محدد يومي وليكن حزبا أو نصف حزب أو حتي جزء من إحدي السور وهو أمر لا يستغرق وقتا طويلا وفي نفس الوقت تحل البركة بالبيت لأن الملائكة تطوف دائما بالبيت الذي يقرأ فيه القرآن. وعن آداب قراءة القرآن يوضح عبدالمقصود أنه لابد أن يكون المرء علي طهارة كاملة من الحديث الأصغر والأكبر ولا يمس كتاب الله إلا وهو طاهر منهما، كما يجب أن تكون القراءة صحيحة ومن كانت في قراءته لعثمة بمعني الصعوبة في إخراج الحرف من مخرجه الصحيح قل أجره أيضا، ولكن يجب أن يفهم القارئ أن المراد ليس القراءة باللسان فقط فلابد أن نعيه بقلوبنا ليكون دستورا قلبيا ومهنيا في جميع مناحي حياة الفرد القارئ. ويضيف أن المسلم إذا مر بالحدث الأصغر وردد القرآن خلف التليفون المحمول أو استمع إليه عبر الكمبيوتر أو التليفون فلا حرج في ذلك إذا لم يكن لديه الوقت للتطهر، ويختتم حديثه مؤكدا ضرورة أن يستمع المؤمن للقرآن بكل جوارحه فالإسلام لم ينتشر في بقاع الأرض إلا عن طريق تطبيق كتاب الله قراءة ومنهجا ودستورا وتوضح د. عفاف النجار عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر أن التلاوة هي قراءة القرآن قراءة صحيحة وهو أمر لا يكتسب بالدراسة بقدر ما يكتسب بالممارسة والتمرين فضلا عن محاكاة من يجيد القراءة، ولمن يحاول الأجر بإذن الله والأفضل الاستماع للقراءة الصحيحة فقد يكون قراءة كلمة غير صحيحة تؤدي لمعني آخر، لذلك فمن الأفضل محاولة تعلم الأصول الصحيحة للقراءة. كما تؤكد أن الطهارة المقصودة ليكون الإنسان مؤهلا لقراءة القرآن لا تقتصر علي الوضوء فقط فلابد أن يكون الإنسان فمه نظيف وأسنانه أيضا حتي يتمكن من قراءة الحروف بطريقة سليمة، وتشير إلي أهمية الاستفادة في بداية القراءة والمحافظة علي البسملة عند قراءة جميع السور ماعدا سورة التوبة. وتكمل د. عفاف آداب القراءة مؤكدة أن القراءة يجب أن تكون ترتيلا بأن يعطي القارئ للحروف حقها ويتدبر معانيها، فالختم وحده ليس غرضا فالأهم أن يشغل الإنسان قلبه بالتفكير في معني ما يقرأه ويتجاوب مع كل آية عملا بقوله تعالي كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته فيحزن ويبكي لآيات الوعيد، كما تنصح بالقراءة بصوت مرتفع إذا اختلي الإنسان بنفسه لما في ذلك من إيقاظ للقلب والمشاعر.