"عمير جولدمان " - 19 عاما ابنة نائب الرئيس السابق للموساد تروي تجربتها القاسية في السجن الذي اختارته بدلا من التجنيد في الجيش الإسرائيلي "... دخلت السجن للمرة الأولي في حياتي في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 2008 لمدة 35 يوما وعدت مرة أخري إليه في نوفمبر لمدة 21 يوما وستظل السلطات تطاردتي عندما يكون عمري 21عاما والسبب أنني رفضت أداء الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي بسبب الاحتلال. وتضيف: الجيش ليس أمرا غريبا بالنسبة لي فوالدي هو نائب رئيس الموساد وعندما فتحت عيني وجدت شقيقتي الكبري التي تكبرني بثمانية أعوام تؤدي الخدمة العسكرية في الجيش ، وعندما كنت طفلة صغيرة كانت تراودني أحلام بأن أصبح جندية في الجيش.. فالجيش كان جزءا لا يتجزأ من حياتي. وتابعت: "في بداية عام 2008 خرجت في مظاهرة للسلام في فلسطين، وكنت دائما أسمع أن الجيش الإسرائيلي هناك ليدافع عني ولكني رأيت بعيني فخلال المظاهرة فتحت قوات الجيش الإسرائيلي النار وصوبت الرصاص المطاط والقنابل المسيلة للدموع تجاهي أنا وأصدقائي.. هذا المشهد أصابني بالخوف والدهشة والفزع.. لقد تكشفت لي الحقيقة وبدت أمامي ساطعة كالشمس فلأول مرة أعرف أن أكثر الأشياء خطورة في فلسطين هم الجنود الإسرائيليون! وعقب عودتي إلي إسرائيل شعرت بثورة التغيير بداخلي وأخبرت والدي عما شاهدته في المظاهرة وما كان منه سوي أنه غضب بشدة لذهابي إلي الأرض المحتلة قائلا لي إنني بذلك عرضت حياتي للخطر.. كنت أناقش مع والدي الشئون السياسية والتاريخية ولكن لم نستطع الحديث عن رفضي للجيش. وتقول: "عندما كنت في الثالثة من عمري انفصل أبي وأمي وتزوج والدي وكون أسرة جديدة أما والدتي فتعمل في مجال الرسم أيدت رأيي بشأن الجيش فيما أصيب والدي بالهلع من قراري". وبداخل السجن العسكري كنت أستيقظ من الساعة الخامسة صباحا وأقوم بأعمال التنظيف في الداخل والخارج طوال اليوم. وتضيف: كنت خلال فترة السجن احرسه ثلاث مرات في الأسبوع ليلا وهو ما كان يثير فزعي من الطريقة التي وجدت عليها بلادي حيث إلقاء القبض علي الشباب الصاعد الذي يرفض الحرب وينبذ العنف، وساورني القلق بأن ما أفعله ربما يدمر مستقبلي.. فبعد أن كنت فتاة أتنسم رحيق الحرية واختار ما أرتدي ومن أراه وماذا آكل فإني الآن أقبع تحت الأوامر والتعليمات في كل دقيقة من دقائق اليوم وفقا لجدول زمني. وما أعانيه حقا هو أن والدي يرفض أن ينصت لي وأن يستمع لرأيي بل الأكثر من هذا هو امتناعه عن زيارته لي في السجن.