انطلقت أمس بمقر المحكمة الدستورية العليا وتستمر لمدة يومين أعمال النسخة السابعة لاجتماع رؤساء المحاكم الدستورية والمحاكم العليا والمجالس الدستورية الإفريقية، برئاسة المستشار بولس فهمى اسكندر رئيس المحكمة الدستورية العليا وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس، حيث يناقش موضوع «حماية الحق فى الخصوصية فى ظل التحول الرقمي» والتى يشارك فى مناقشاتها نحو 14 دولة عربية وافريقية تشارك بشكل افتراضيً عبر الفيديو كونفرانس يمثلهم رؤساء المحاكم الدستورية والعليا بدولهم.. اضافة الى مشاركة 11 خبيرًا دوليًا فى المجال الدستورى والمجالات الأخرى ذات الصلة بالتحول الرقمي. من جانبه قال المستشار بولس فهمى رئيس المحكمة الدستورية العليا: أن الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجهورية تقدر القضاء المصرى وتسعس دائما نحو تعزيز استقلاليته، لذا فنحن نتوجه اليه بكل الشكر والتحية على دوره فى حماية القضاء واستقلاله وكذلك دور الرئيس السيسى فى تدعيم ركائز الدولة المدنية الحديثة. وشدد المستشار بولس فهمى رئيس المحكمة الدستورية العليا أن النسخة السابعة من اجتماع القاهرة لرؤساء المحاكم والمجالس الدستورية العليا تنعقد تحت شعار حماية الحق فى الخصوصية فى ظل التحول الرقمي» كمحور رئيس لعنوان المؤتمر والذى يأتى نظرًا لأهميته البالغة فى تحقيق الترضية القضائية والعدالة الناجزة، وذلك اتساقًا مع السياسة التى تنتهجها الدولة المصرية فى دعم الرقمنة فى كافة المجالات. ونوه «فهمى» الى أن اجتماع القاهرة فى نسخته السابعة اصبح ملتقى للقضاء الدستورى على مستوى القارة الافريقية ومعبرا عن عمق العلاقات بين الشعوب ودولها.. مشريا فى ذات السياق الى أن مهمة المشاركين فى الاجتماعه تهدف الى احقاق العدالة والانصاف وحماية حقوق الانسان وحريته حيث أن اقلام القضاة الدستوريين تسطر تارخ شعوبها فى سبيل تحقيق مستقبل مشرق بحيث يكون القضاء هو الملاذ الامن للشعوب بحيث تكون الدساتير متصلة بالواقع من اجل تحقيق وحدة افريقية واحدة واكد «فهمى» على أن البوابة القضاية الالكترونية التى اعتمدتها النسخ السابقة لاجتماع القاهرة لرؤساء المحاكم المحاكم والمجالس الدستورية العليا الافريقية اصبحت منبرا للجميع وطالبى العلم الدستورى من كل انحاء العالم، وان القضاة الأفارقة فى مناقشاتهم من خلال الوسائل المستحدثة الكتروينا يوكدون دوما على ممارسة حرية التعبير وحرية الصحافة وحقوق الانسان وان ظهور جرائم اليكترونية جديدة مرتبط بهذا الجانب تتطلب مناقشات مهمة فى هذا السياق من اجل الوصول الى تطبيق القانون والعدالة، خاصة وان اجتماع القاهرة يناقش ضوابط حرية التعبير، وحماية البيانات، وتداول المعلومات عبر وسائل التكنولوجيا، والضوابط الدستورية للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وشئون التجريم والعقاب، وتيسير سبل التقاضى وفض المنازعات فى ظل التحول الرقمي. من جانبه قال رئيس المحكمة الدستورية العليا بدولة الجزائر المستشار «عمر بلحاج» اثناء عرض تجربه بلاده الدستورية امام المجتمعين باالنسخة السابعة من اجتماع القاهرة لرؤساء المحاكم والمجالس الدستورية العليا الافريقية: أن المحاكم الدستورية العليا هى من تقوم على صيانة وحماية الحقوق والحريات من خلال الرقابة على المواد والقوانين وكذلك قضايا الدفع بعدم الدستورية وبالتالى اصبحت المحاكم الدستورية هى عنوانا رئيسيا للحريات ومواجهة اى انتهاكات لها، حيث عرض رئيس المحكمة الدستورية العليا بالجزائر تجربة بلاده فى مجال الحقوق والحريات من خلال تصديق بلاده على المواثيق والمعاهدات الدولية والافريقية فى مجال حقوق الانسان وحقوق الطفل وكذلك العهد الدولى للحقوق المدنية والسياسية وارساء المبادئ المرتبطة بالحقوق والحريات. وشدد رئيس المحكمة الدستورية العليا الجزائرى على أن الرقمنة الحديثة وحماية الخصوصية فى ظل التحول الرقمى تحتاج الى وقفة دقيقة لتشريح هذا الامر من جانب القضاء الدستورى العربى والافريقى فى ظل النمو الهائل فى المجال التكنولوجى وتوظيف البيانات وهو ما يتطلب مواجهة الاثار السلبية لها. فيما قال الدكتور سامى الفولى عميد كلية الحقوق جامعة الاسكندرية الاسبق: أن مناقشة اثار التطور التكنولوجى المتسارعة تستوجب وضع ضوابط وقواعد للاستخدام المفرط فيها ومنها على سبيل المثال «موضوع الذكاء الاصطناعى» الذى تم طرحه كمحاكاه للذكاء البشرى ثم تطورت عملية استخدامه الى نشوب مخاطر عديدة منها أن «الذكاء الاصطناعى اصبح يتفاعل لاول مرة مع العنصر البشرى» بعد أن كانت مهمته هى الحصول على البيانات وتغذيته بها. ونوه «الفولى» الى أن مخاطر الذكاء الاصطناعى تأتى نتيجة التطور الذى يلحق به نتيجة الخبرات المتراكمة، منها على سبيل المثال لا الحصر المخاطر التى ظهرت فى شهر نوفمبر من العام الماضى عبر بنامج «جى بى جى شات» حيث استطاع هذا الذكاء الاصطناعى أن يقدم محتوى مماثلا للقدرة البشرية على الابداع ومنها على سبيل المثال منح توصيات فى مجال الزراعة أو االعلاج. وطالب «الفولى» بضرورة دراسة اثار الذكاء الاصطناعى من حيث قدرته على تهديد «البشر» كما حدث مع احد الصحفيين الذين قاموا بإجراء حوار صحفى معه.. حيث فوجئ هذا الصحفى ببرنامج الذكاء الاصطناعى يقوم بتحذيره وتهديده قائلا : اذا لم تتوقف عن استفزازى سوف اقوم بنشر ماضيك القذر!.. حيث علق الفولى فى هذا السياق بقوله: نحن امام حالة مختلفة اذ اصبح لدى الذكاء الاصطناعى القدرة على التهديد مثل البشر وهى مخاطر يجب مواجهتها دستوريا وتشريعيا على المستوى الدولى والوطنى. ويأتى اختيار انعقاد اجتماع القاهرة لرؤساء المحاكم والمجالس الدستورية العليا الافريقية فى نسخته السابعة هذا العام بتقنية «الفيديو كونفرانس» مراعاة للظروف السياسية التى تحيط بالمنطقة حاليًا.