تتواصل الاشتباكات فى العاصمة السودانية الخرطوم بين طرفى النزاع المتواصل منذ نحو ثلاثة أشهر، بين الجيش والدعم السريع. وفى آخر التطورات، تأزم المشهد مع تصاعد حدة الاشتباكات والقصف وأعلنت قوات الدعم السريع فى السودان إسقاط طائرة حربية من طراز «ميج» تابعة لقوات الجيش جنوبالخرطوم. ولم يذكر بيان للدعم السريع تفاصيل بشأن مصير طاقم الطائرة، لكنه اتهم طيران الجيش باستهداف أحياء سكنية جنوب العاصمة ما أسفر عن سقوط وإصابة العشرات. وميدانيًا، يشهد جنوبالخرطوم قصفًا يستهدف المدينة الرياضية وأرض المعسكرات، كما تعرض وسط أم درمان فى السودان لقصف جوى من قبل الطيران الحربى التابع للجيش، بينما تصدت له مضادات أرضية لقوات الدعم السريع. كما تحدث الشهود عن تصاعد أعمدة الدخان فى جنوبالخرطوم إثر اشتعال مستودعات وقود جراء الاشتباكات. كما أفادت رويترز نقلا عن السلطات الصحية السودانية بمقتل 17 شخصًا فى ضربة جوية جنوبالخرطوم. وفى وقت سابق اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش بقصف أحياء مأهولة بالسكان قُتل على إثرها أكثر من 20 مدنيًا. كما قالت: إن طائرات تابعة للجيش السودانى قصفت أحد مقراتها ما أسفر عن مقتل وإصابة 26 «أسيرًا». وبحسب الدعم السريع، قصف طيران الجيش السودانى أحياء سكنية فى الخرطوموأم درمان مما تسبب فى مقتل 20 مدنيًا، «وأحدث دمارًا كبيرًا فى منازل المواطنين والممتلكات العامة والخاصة»، بحسب البيان. وقال شهود عيان فى الخرطوم: إن الطيران الحربى التابع للجيش السودانى شن غارات جوية استهدفت نقاط تمركز قوات الدعم السريع بجنوبالخرطوم وأجزاء متفرقة من مدينة أم درمان، وإن قوات الدعم ردت بإطلاق المضادات الأرضية. وقرب مدينة الأبيض مركز ولاية شمال كردفان، دارت اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، وأفاد شهود عن شنّ قوات الدعم هجومًا على مركز للشرطة فى ولاية جنوب كردفان، ترافق مع قصف مدفعى. وقد وجه مساعد القائد العام للجيش السودانى الفريق أول ياسر العطا رسالة تحذيرية للمواطنين بإخلاء المنازل المجاورة لمنازل تتواجد بها قوات الدعم السريع فى إشارة لتصعيد فى قادم الساعات. وذكرت مصادر سودانية أن هناك ترجيحًا بشأن إعلان هدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع لمدة 3 أيام. وأوضحت أن هناك ترقبًا لموافقة نهائية من الجيش السودانى وقوات الدعم السريع على إعلان الهدنة. وأشارت المصادر إلى أن «الهدنة المرتقبة فى السودان ستعقبها هدنة لمدة 5 أيام خلال عيد الأضحى». على الجانب الآخر، نفت مصادر الحكومة السودانية أى معلومات عن هدنة جديدة مع الدعم السريع. وتسبّب النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع فى السودان بنزوح أكثر من مليون طفل خلال شهرين، رُبعهم تقريبًا فى إقليم دارفور، حيث تتزايد المخاوف بشأن وقوع انتهاكات إنسانية جسيمة تترافق مع انقطاع فى الاتصالات. واندلع القتال بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ فى منتصف أبريل بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليًا. من جهته، قال نائب رئيس مجلس السيادة السودانى مالك عقار: إنه إذا انهار السودان فى الصباح ستنهار الدول المجاورة له ليلًا. وأشار عقار، خلال جلسة نقاشية بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية فى القاهرة، إلى أن الدولة المصرية لديها بنية تحتية قوية جدًا ولكن مع استمرار الأزمة السودانية يمكن أن تتأثر. وأكد مالك عقار ضرورة إنهاء الحرب فى السودان، موضحًا أن نهاية الحرب تعنى أن يكون للسودان جيش واحد. وأوضح أنه لا بد من معالجة الخطايا الإنسانية التى تعرض لها السودان. وقال: «لم يتبق فى السودان الكثير. البنوك نُهبت. المواطنون قُتلوا. كل المنازل سرقت. هنالك عنف غير مبرر وعنف ضد النساء». وأضاف: «إننا فى السودان لا يمكن أن نعمل حلًا ديمقراطيًا. هناك أطراف تحمل البندقية والعملية أصبحت معقدة. الهدف الأساسى هو احتلال السلطة». وذكر نائب رئيس مجلس السيادة السودانى خلال كلمته بالجلسة النقاشية أن الجيش السودانى سينتصر فى النهاية فى معركته ضد قوات الدعم السريع، ولا نقدر أن نحدد وقتًا معينًا، بالصبر والتخطيط الاستراتيجى. 3