جدد الكرملين أمس موقفه حول استعداد روسيا للدخول فى مفاوضات لإنهاء الصراع فى أوكرانيا، لكن «الواقع» الجديد على الأرض لا يمكن تجاهله. وقال دميترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين، إن «روسيا لن تتخلى أبداً عن 4 مناطق أوكرانية أعلنت موسكو ضمها العام الماضى عقب استفتاءات انتقدتها كييف والدول الغربية بوصفها صورية وليس لها أساس قانوني. وأضاف بيسكوف أن روسيا مستعدة للمفاوضات إذا قبلت كييف سيطرة موسكو على هذه المناطق. وقال «إذا سارت الأمور بصورة مواتية واتخذ الأوكرانيون الموقف الملائم، يمكن تسوية ذلك على طاولة المفاوضات. لكن الأمر الرئيسى هو تحقيق أهدافنا». وأوضح بيسكوف امس «ثمة واقعاً بعينه أصبح عاملاً داخلياً بالفعل. أقصد الأراضى الجديدة. دستور روسيا الاتحادية قائم، ولا يمكن تجاهله. لا يمكن لروسيا أبدا أن تتنازل عن هذا، هذه حقائق مهمة». وأعلنت روسيا ضم مناطق دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا فى سبتمبر فى احتفال ضخم فى موسكو. إلى ذلك قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن الولاياتالمتحدة تخطط لاستفزاز فى أوكرانيا باستخدام مواد كيماوية سامة، وتحميل موسكو المسئولية. وكشف قائد قوات الحماية الإشعاعية والكيماوية والبيولوجية فى الجيش الروسي، إيجور كيريلوف، عن تقدم عربات مدرعة أمريكية الصنع، تحوى مواد كيميائية، نحو خط التماس استعداداً للقيام بأعمال استفزازية. وفى إيجاز قدمه أمس، قال كيريلوف: «تم تحميل مركبات مدرعة أمريكية الصنع بشحنة سُلمت فى صناديق عليها نقش (حروف «بي- زد» بالإنجليزية) ومرسومة بخطين أحمرين يدلان على أن المواد ذات محتوى سام، بالإضافة إلى وجود علامات أخرى تحوى عبارة «سي-إس ريوت» أى مواد محرضة أو مثيرة (مؤثرة عصبيا)». وقال كيريلوف «وضعت الشحنة على عربات مدرعة أمريكية الصنع تتقدم ضمن قافلة إلى خط التماس». فى سياق متصل، لوّح نائب رئيس مجلس الأمن القومى الروسي، ديمترى ميدفيديف مجدداً بالسلاح النووى، محذراً من «كارثة عالمية» إذا واصل الغرب إمداد أوكرانيا بأسلحة متطورة. لكن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سى آى إيه» ويليام بيرنز قال إنَّه حذَّر رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسى سيرجى ناريشكين خلال اجتماع بينهما فى نوفمبر الماضى من «عواقب وخيمة» ستلى استخدام أى سلاح نووي، عاداً أنَّ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين «فهم جديّة» التحذير الأمريكى. على جانب أخر، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسى ينس ستولتنبرج أمس أنّ أوكرانيا ستصبح عضواً فى الحلف ولكن «على المدى الطويل»، فى الوقت الذى تطلب فيه كييف الانضمام إلى الناتو فى مواجهة الغزو الروسي. وقال ستولتنبرج خلال زيارة إلى فنلندا، إنّ «دول حلف شمال الأطلسى موافقة على أن تصبح أوكرانيا عضواً فى التحالف، ولكن فى الوقت ذاته هذا احتمال على المدى الطويل»، داعياً إلى بناء «إطار» لتجنّب أىّ غزو جديد فى المستقبل. فيما أعلن رئيس الاستخبارات الأوكرانية كيريلو بودانوف فى مقابلة بثتها إذاعة «صوت أمريكا» أمس الأول، أنه لا يرى «أى مؤشر» على أن الصين تعتزم إمداد روسيا بأسلحة. وفى معرض حديثه عن التصريحات التى صدرت عن مسئولين أمريكيين أخيراً ومفادها أن الصين تعتزم تزويد الجيش الروسى أسلحة لمساعدته فى غزوه لأوكرانيا، فى اتهامات نفتها بكين بشدة، قال بودانوف: «أنا لا أشاطر هذا الرأي». وفى المقابلة التى أجرتها الإذاعة الأمريكية معه، أضاف المسئول الأوكرانى «فى الوقت الحالي، لا أعتقد أن الصين ستوافق على نقل أسلحة إلى روسيا.. لا أرى أى مؤشر على أن مثل أمور كهذه يتم حتى البحث فيها». وبعدما ألحت عليه «صوت أمريكا» بالسؤال عن الاتهامات الأمريكية، قال بودانوف: «أنا رئيس جهاز الاستخبارات وأنا، مع كل الاحترام الذى أكنه لكم، لا أستند على آراء أفراد بل على حقائق فقط. أنا لا أرى حقائق من هذا القبيل».