أزمة جديدة يشهدها العالم بعد إعلان روسيا وقف تام لتصدير الغاز إلى أوروبا حيث أعلنت شركة غازبروم الروسية توقف إمدادات الغاز بشكل كامل إلى أوروبا وتعتمد أوروبا بنسبة 90% من صادراتها على الغاز الروسى مما ينبأ بشتاء قاس ستعيشه أوروبا هذا العام جراء النقص الحاد فى مخزونات الغاز الطبيعى الأزمة لم تؤثر على أوروبا فقط بل امتدت لبقية العالم خاصة مع بدء إغلاق المصانع بالقارة العجوز لعدم توافر الطاقة اللازمة لتشغيلها الحرب الروسية الأوكرانيا أثرت بشكل كبير على أسعار المواد البترولية سواء الغاز الطبيعى أو البنزين والمازوت التى لجأت له بعض الدول لتوليد محطات الكهرباء كبديل عن الغاز الطبيعى. ويواجه أكبر مجمع كيماويات فى العالم العديدَ من الصعوبات التى قد تمنعه من مواصلة الإنتاج والعمل، فى ظل التراجع الكبير بإمدادات الغاز القادمة لألمانيا. وقالت شركة الكيماويات العملاقة «باسف» أنها تراقب سوق الغاز الطبيعية عن كثب، وقد تخفض الإنتاج أكثر إذا لزم الأمربعد أن أوقفت روسيا عمليات التسليم عبر خط أنابيب الغاز الرئيسي إلى ألمانيا.أضافت الشركة - التى تتخذ من ألمانيا مقرًا لها، وتدير أكبر مجمع كيماويات فى العالم، وهى واحدة من أكبر مستخدمى الغاز الطبيعى فى البلاد أنها تستعد لأسعار الغاز المرتفعة والمتقلبة. ألزمت السلطات الألمانية العديد من الشركات والصناعات بترشيد استهلاك الغاز الطبيعى، فى خضم أزمة الطاقة المتصاعدة بأوروبا، مع تراجع إمدادات الغاز الروسية. تعتمد الشركة الألمانية على الغاز الروسى مادة خام لتوليد الكهرباء وصناعة معجون الأسنان والأدوية وصناعة السيارات، ويشكّل توقّف إمدادات الغاز تهديدًا لمركز الإنتاج الضخم للشركة بأكبر مجمع كيماويات فى العالم.يستهلك المجمع نحو 4% من إجمالى الطلب على الغاز فى ألمانيا، إذ يستخدم 60% من الوقود فى محطة لتوليد الكهرباء، و40% المتبقية لإنتاج المنتجات الكيماوية، بما فى ذلك الأمونيا والأسيتيلين. من جانبه قال المهندس وائل عبدالمعطى خبير الطاقة والغاز بمنظمة أوابك إن مستويات تخزين الغاز فى دول الاتحاد الأوروبى حتى بداية سبتمبر الجارى وصلت إلى نحو 81% ونحن على مقربة من دخول فصل الشتاء. وأضاف عبدالمعطى عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى أنه يبقى السؤال المهم، هل ستكفى مخزونات الغاز الحالية لتلبية الطلب على الغاز فى أوروبا فى الشتاء فى حال قطع الغاز الروسى نهائيا؟ الجواب «لا». وأشار إلى أن روسيا رفضت استئناف ضخ الغاز الطبيعى عبر أكبر خط أنابيب ممتد منها إلى أوروبا، مما يزيد من مخاطر انقطاع التيار الكهربائى، مشيرة إلى مشكلة تتعلق بالصيانة، فى حين تتهم الحكومات الغربيةموسكو بالبحث عن ذريعة لقطع الإمدادات ردًا على العقوبات التى فُرضت عليها بعد غزوها لأوكرانيا. وأكد المهندس مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق أن الحرب الروسية الأوكرانية أثرت كثيرا على سوق المنتجات البترولية واختلفت تركيبة أسعارها اختلافا متباينا فبعد أن كان بنزين السيارات يتربع على قمة أسعار المنتجات البترولية تراجع اليوم وترك القمة السولارفحسب نشرة بلومبرج بلغ سعر البنزين العالمى 928 دولارا/طن (سعر اللتر 66 سنتا يعادل 12,7 جنية مصرى) بينما بلغ سعر طن السولار 1133 دولارا /طن) سعر اللتر 94 سنتا = 18,2 جنية مصرى) والسبب طبيعى فى الطلب المتزايد على السولار المستخدم كوقود للتدفئة بديلا للغاز الطبيعى فى ظل انحسار توافر الغاز الطبيعى فى أوروبا بعد قطع إمدادات الغاز الطبيعى الروسى لأوروبا وأضاف يوسف أسعار الغاز الطبيعى المسال ارتفعت بشكل كبير بعد وقف امدادات الغاز الروسى حيث كلما قربت المسافة من المستهلك زاد السعر ومن أمثلة ذلك انخفاض سعر الغاز المسال المنقول من موانئ قطر إلى أوروبا بالمقارنة بالغاز الجزائرى المسال لأوروبا... بلغ سعر الألف متر3 من الغاز المسال طبقا لمؤشر TTF بهولندا بلغ 2800 دولار يعادل 75 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية، بينما بلغ 58 دولارا طبقا لمؤشر اليابان/ كوريا.. تلك الأسعار توضح جليا كيف تحافظ مصر على استمرارية تشغيل المصانع المصرية دون أعباء مالية كبيرة وبحد أقصى يبلغ 5,75 دولار للمليون وحدة فقط. استفادت مصر من أزمة الطاقة العالمية بشكل كبير خلال الفترة الماضية والحالية حيث وضعت خطة لزيادة صادرات الغاز الطبيعى إلى أوروبا ودول شرق أسيا بعد الارتفاعات الكبيرة فى أسعار الغاز الطبيعى حيث ارتفعت صادرات مصر لتسجل حاليا 500 مليون دولار شهريا وتستهدف مصر زيادة قيمة الصادرات من الغاز الطبيعى خلال الفترة المقبلة. وأوضح تقرير صادر عن مجلس الوزراء أن مصر حافظت على مستويات إنتاجها وتصديرها للغاز الطبيعى بالرغم من أزمة كورونا وتداعياتها، ففى عام 2020/2021 وصل حجم الإنتاج ل66.2 مليار م3، والاستهلاك 62.9 مليار م3 والفائض 3.3 مليار م3 بينما سجل الإنتاج 63.2 مليار م3 فى عام 2019/2020 والاستهلاك 59.6 مليار م3، والفائض 3.5 مليار م3. وكشف التقرير عن خريطة تصدير مصر للغاز الطبيعى والمسال لأبرز الأسواق العالمية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لافتًا إلى أنه يتم تصدير غاز طبيعى للأردن، بينما يتم تصدير غاز مسال لكل من اليابان، وسنغافورة، وفرنسا، والهند، وباكستان، والصين، وتركيا، واليونان، وإيطاليا، والكويت، وبنجلاديش، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، وتايوان، وكوريا الجنوبية، وبلجيكا، وبنما، والإمارات، وتايلاند، وكرواتيا.