تغريدات موسى صبرى بدون سياسة!

خاض الكاتب الكبير الأستاذ «موسى صبرى» عشرات المعارك السياسية والصحفية وعرف طعم الانتصارات ومرارة الانكسارات، لكنه لم يستسلم أبدًا وظل مقاتلًا بقلمه حتى آخر يوم فى عمره!
لقد عرفت الأستاذ «موسى صبرى» عن قرب وأجريت معه سلسلة طويلة من حوارات ضمت ذكرياته فى عالم الصحافة! وفى غمرة معاركه السياسية الصاخبة كان يكتب بابًا أسبوعيًا فى مجلة آخر ساعة بعنوان «بعيدًا عن السياسة» يكتب فيه رومانسيات ومشاعر عاطفية وقصص حب لأصدقاء له، بأسلوب رشيق راقص.
وقد حرص أن يصدر نماذج من هذه المقالات فى كتابه «بعيدًا عن السياسة: قلوب تتوج» فى سلسلة كتاب اليوم عدد أغسطس سنة 1985، الكتاب ممتع ومبهج ولعل أكثر ما توقفت أمامه هي تلك السطور بالغة العمق والدلالة وهى أشبه بتغريدات تويتر ومنها مثلا:
إن نبض القلب هو همسته وهو صرخته وهو راحته وهو التعبير عن بهجته وعذابه، وأى قلب فى الصدر لا يتوجع!
يوم حب يعادل عشر سنوات فى عمر أعداء الحب، نحن نحب لأن الحياة مخيفة بلا حب!
كل حب بين اثنين هو حالة خاصة ولا توجد أبدًا أحكام عامة تنطبق على كل الرجال والنساء!
إذا كان الحب هو عطاء العاطفة فإن الصداقة هى عطاء العقل والقيم والأخلاقيات، الصدبق هو شريك المحنة والمشقة وهو اليد التى تساند وتدعم وتحمى
العيون المتشائمة ترى العدو ولا تعرف الصديق ولماذا نتخذ من حياتنا عدوًا لنا!
ما أشد حاجتنا أن نرى الحياة بعيون الآخرين وقلوبهم العدل هو أن اجلس فى مقعد خصمى، أستلهم تفكيره ودوافعه عندئذ يمكن أن ألتمس له العذر!
الضعف هو أن أخطئ، والقوة هى أن اعترف بالخطأ!
حياتنا ساعات وأيام تتكرر، ولكننا لا نمل الحياة مهما قست علينا!
قدرى هو جنونى هو قلم وحبر وورق، والقلم بلا عقل والحبر بلا دم، والورق بلا قلب، ومع ذلك فهي صحبتى وهي حبى الذى لا يموت.. الكلمة قدرى وليلى!
كل شىء إلى زوال، ولا غرور بجمال أو مال أو سلطان رياح القدر أقوى دائمًا من رمال حياتنا!
قد لا يهتم الرجل بمجاملة رجل ولكنه يتصور أن مجاملة المرأة تسعدها!
العقاب إنه ملح الحياة فى دنيا الحب!
الحب هو شعور المرأة بأن هذا الرجل بالذات يكمل شيئًا ناقصًا، وشعور الرجل بأن هذه المرأة بالذات تملأ فراغًا معينًا! كل منهما يكمل الآخر، كل منهما يلبى حاجة يطلبها الآخر!
الحب خيال جميل يقتله الواقع القبيح!
بصيرة القلب أقوى من بصر العينين!
البهجة حياة والقلق مرض!
الذكرى تتحدث بها القلوب التى لا تزال تنبض، تتأسى بعبرتها وتستمتع بروايتها وتستعذب قصتها!ثم يتوقف حديث قلوب ليبدأ حديث قلوب وهكذا تستمر الحياة!
الموت يدهمنا لنترك الحياة، والحب يرحمنا لكى نعيش الحياة، أنا أحب إذا فأنا احيا!
أنا كاتب أتعامل بالكلمة والمشاعر ولا أبنى عمارات الحب أولا مشاعر روح، وليس أساسًا من الأسمنت وأعمدة من الطوب!
النفس البشرية لا تزال لغزًا غامضًا يكتشف الإنسان فيه جديدًا كلما تقدم به العمر!
مهما عانينا من الصدق فهو فى النهاية الذى يجمل حياتنا هو الذى يلهمنا القوة الجبارة التى تقهر كل النذوات والأطماع! وهو الذى يعطينا القدرة على اتخاذ القرار!
كل منا يفترض فى نفسه إنه إنسان الحب والعطاء والمثل العليا، تؤلمه المصارحة، وإذا كنا جميعًا بهذا الخير فأين هى الشرور؟!
الله يرحمك يا أستاذ موسى وسلمت عصاك أقصد قلمك!