تضع مصر ملف التنمية الحضرية فى مقدمة أجندتها التنموية، حيث يوجد فصل كامل عن التنمية الحضرية المستدامة فى الاستراتيجية الوطنية «رؤية مصر 2030»، والتى تتماشى تمامًا مع أهداف التنمية المستدامة «SDGs»، وفى هذا الصدد ألقى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أمس كلمة فى الاحتفال بيوم المدن العالمى فى مدينة الأقصر، والذى يقام برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتحت عنوان «تكيف وتعزيز قدرات المدن لمقاومة التغيرات المناخية»، بحضور عدد من مسئولى منظمة الأممالمتحدة وبرنامج المستوطنات البشرية UN-HABITAT وكبار الشخصيات الدولية وشركاء التنمية، كما حضر عدد من الوزراء والمحافظين من مصر ومختلف دول العالم، وسفراء الدول الأجنبية لدى القاهرة. «رئيس الوزراء»، نقل إلى الحضور تحيات الرئيس السيسى، وترحيبه بتواجدهم فى هذا الحدث العالمى المهم، الذى يقام تحت رعايته الشخصية، مشيرًا إلى أن الرئيس سيشارك فى الدورة 26 «لقمة الأممالمتحدة لرؤساء الدول والحكومات لتغير المناخ»، والتى ستعقد على مدار يومى الأول والثانى من نوفمبر بمدينة جلاسجو»، مضيفًا: «دعونا نتفق جميعًا فى البداية على أن المدن رغم كل ما تمثله من تقدم مهم، إلا أنها هى المسئولة عن معظم ظاهرة تغير المناخ، والتى تؤدى إلى العديد من التغيرات فى الكرة الأرضية، سواء من حيث ظهور التأثيرات السلبية، مثل: «الفيضانات، وحالات الجفاف، والعواصف العنيفة»، وفى الواقع تنتج المدن نحو 70% من غازات الاحتباس الحرارى الرئيسية، وهذا هو السبب الرئيسى فى أن موضوع اليوم فى الأقصر هو «تكيف المدن من أجل المرونة المناخية والقدرة على مقاومة هذه التغيرات»، وهو يمثل موضوعًا مهمًا للغاية، كما يمثل منصة لفتح النقاش بين مسئولى المدن، ورؤساء البلديات، والمحافظين، والقطاع الخاص، والمجتمع الدولى، حول كيفية دعم مدننا فى تحقيق الالتزام العالمى لخلق عالم خال من الكربون». «مدبولى»، أكد أن كل ما سبق يستلزم أن نعمل معًا، من أجل تحفيز استدامة ومُرونة المدن، من خلال التوسع بالبناء الأخضر، والمساحات الخضراء المفتوحة، واستثمار الطاقات المتجددة، كما يجب أن يتضمن تخطيط وتصميم مدننا المبادئ التى تعزز أنماط الحياة الصحية، والتى تعتمد بشكل أكبر على وسائل النقل غير الآلية، مثل: «المشى، وركوب الدراجات، والاعتماد على منظومات النقل الجماعى الصديقة للبيئة». وخلال كلمته، قال رئيس الوزراء: البعد البيئى لرؤية مصر 2030 يتضمن برامج متخصصة، بما فى ذلك تطوير البنية التحتية اللازمة للحد من تلوث الهواء، ومواجهة التغيرات المناخية، وتبنى سياسات مُقاومة المناخ فى تخطيط المدن الجديدة للحد من تلوث الهواء، والتكيف مع تغير المناخ، وحماية البيئة»، لافتًا إلى أنه بوصف مصر طرفًا فى اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغير المناخ التى يرمز لها ب«UNFCCC»، تقر حكومة مصر بأهمية العمل التشاركى لتحقيق الهدف النهائى للاتفاقية، والمتمثل بشكل أساسى فى الحفاظ على تركيزات الغازات الدفيئة فى الغلاف الجوى، عند مستوى يحد من التأثيرات السلبية للأنشطة البشرية على نظام المناخ العالمى. وفى سياق متصل، تفقد «مدبولى»، عددًا من أجنحة المعرض الرسمى ليوم المدن العالمى 2021، الذى يضم الجهات المشاركة فى هذا الحدث العالمى، يتقدمهم جناح كبير لوزارة التنمية المحلية، عرضت من خلاله مجموعة من منتجات التكتلات الاقتصادية لمحافظات الوجه القبلى، والتى طورها برنامج التنمية فى صعيد مصر، وكذلك جناح «أيادى مصر» وهى المنصة الإلكترونية لتسويق السلع اليدوية، والتى أطلقتها وزارة التنمية المحلية فى يوم المرأة المصرية العام الماضى، كما زار جناح الشركاء الحكوميين الذى يضم عددًا من الوزارات المختلفة، والتى أسهمت مع وزارة التنمية المحلية فى دعم ومساندة هذا الحدث، علاوة على أجنحة مختلف الشركاء فى يوم المدن العالمى، ومنها أجهزة الأممالمتحدة الشريكة، وكذلك الاتحاد الأوروبى، وبنك التعمير والإسكان، الذى قدم كذلك الدعم للحدث، بما يُحقق التواصل الفاعل بين جميع الأطراف.