بات العالم أمام كارثة جديدة من المتحور «دلتا» الذى تسبب بارتفاع جديد بحالات الإصابة بكورونا فى البرتغال خلال الأسابيع الأخيرة، حيث أصبح المتحور السائد فى البلاد وفقا لأحدث بيانات السلطات الصحية. وهذا المتحور الذى يعتبر أكثر عدوى بات يمثّل أكثر من 51 بالمئة من حالات الإصابة الجديدة فى البرتغال وأكثر من 70 بالمئة من حالات الإصابة فى منطقة لشبونة، متجاوزة بذلك متحور «ألفا» الذى ظهر بادئ الأمر فى إنجلترا، حسب أرقام كشفتها المديرية العامة للصحة مساء الجمعة. تشديد القيود وفى مواجهة هذا الوضع قررت البرتغال تشديد القيود فى المناطق الأكثر تضررا بالفيروس مثل لشبونة حيث تم مجددا تقليص ساعات العمل وقدرة المطاعم والمتاجر على الاستقبال، كما تم الإبقاء على قيود التنقل بين منطقة لشبونة الكبرى وبقية أنحاء البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع. ودفع هذا الارتفاع فى حالات الإصابة ألمانيا، الجمعة، إلى إضافة البرتغال إلى لائحتها للبلدان التى تنتشر فيها نسخ متحورة من فيروس كورونا، وهو الأمر الذى يمنع عمليا دخول أشخاص من هذا البلد إلى الأراضى الألمانية. واعتبارا من الثلاثاء، يُسمح فقط للمواطنين الألمان أو المقيمين الدائمين فى ألمانيا بدخول الأراضى الألمانية من البرتغال، ويُحظر على شركات النقل الجوية والبرية والبحرية إدخال فئات أخرى من الركاب. وسيتوجب على مَن يستطيعون دخول ألمانيا، التزام حجر صحى لمدة أسبوعين، حتى لو كانوا يحملون اختبارات تظهر عدم إصابتهم بالفيروس. ونددت الحكومة البرتغالية بهذا القرار السبت، وقال وزير الخارجية أوجوستو سانتوس سيلفا لوكالة لوسا للأنباء «يؤسفنى قرار ألمانيا». وأضاف «هناك مناطق الوضع فيها مقلق لناحية كوفيد-19، لكنّ الوضع مغاير فى مناطق أخرى». وقرر سياح ألمان يقضون إجازات فى جنوبالبرتغال، السبت، اختصار إجازاتهم والعودة إلى بلادهم من أجل تجنب الحجر الصحى الذى ستفرضه ألمانيا اعتبارا من الأسبوع المقبل، وفقا لما ذكرته محطات تلفزة برتغالية. ميركل تأسف لعدم وجود قواعد مشتركة وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن أسفها، الثلاثاء، لعدم وجود قواعد مشتركة فى الاتحاد الأوروبى بشأن التنقل، وذكرت على وجه الخصوص البرتغال التى أعادت فتح حدودها أمام السياح البريطانيين والأوروبيين فى منتصف مايو. وردّ وزير الخارجية البرتغالى السبت قائلا إن «البرتغال لم تكن متساهلة على الإطلاق»، مشيرا إلى أن بلاده لم تقبل سوى السياح الذين لديهم «اختبارات سلبية» بحوزتهم تظهر عدم إصابتهم بالفيروس. الإصابات الأعلى منذ فبراير والسبت، سجلت المملكة المتحدة أكبر عدد من الإصابات الجديدة بفيروس كورونا منذ أوائل فبراير، حيث دشنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية مبادرة جديدة لزيادة معدلات التطعيم. وأظهرت الإحصاءات الحكومية إصابة 18270 شخصًا بالفيروس فى جميع أنحاء بريطانيا، وهو أعلى معدل يومى للإصابات منذ 5 فبراير. وأصيب ما يقرب من 100 ألف شخص بالفيروس خلال الأسبوع الماضى، بزيادة تعادل 50 بالمئة مقارنة بالأسبوع السابق عليه، وهو ما أثار تساؤلات حول إمكانية رفع قيود الإغلاق كما هو مخطط. وشهدت الإصابات اليومية ارتفاعا حادا بعض الشيء خلال الأسابيع القليلة الماضية لتدور حول مؤشر 2000 إصابة. السلالة الهندية الأكثر انتشارا واعتبر علماء بالحكومة البريطانية أن سلالة دلتا، التى تم اكتشافها للمرة الأولى فى الهند، أكثر قابلية للانتقال بنسبة تتراوح بين 40 و80 بالمئة مقارنة بالسلالة السائدة السابقة، كما وجدوها مسؤولة عن جميع حالات الاصابة الجديدة تقريبًا فى المملكة المتحدة. معظم الحالات المؤكدة الجديدة كانت بين الفئات العمرية الأصغر التى لم تتلق بعد لقاحات كوفيد-19. وجاء الارتفاع الأخير رغم افتتاح المئات من مواقع التطعيم، بما فى ذلك فى الملاعب ومراكز التسوق، فى إنجلترا خلال نهاية الأسبوع فى محاولة لنشر عدد اكير من اللقاحات، خاصة بين الفئات العمرية الأصغر سنا. «دلتا» فى 49 ولاية أمريكية وفى أميركا، تقول السلطات الأمريكية إنه تم العثور على متحور «دلتا» فى 49 ولاية أمريكية بالإضافة إلى العاصمة واشنطن. وبحسب المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فثمة احتمالا ضئيلا بأن يصاب الأشخاص الملقحون بالسلالات الجديدة، وفى حال الإصابة، يمكن أن تكون أقل ضررا. لكن الكلمة الأكثر أهمية هى «المطعمون بالكامل»، لأن الجرعة الثانية ضرروية للحصول على وقاية كاملة من المتحورات. وفى حديث إذاعى، وجهت مديرة مراكز السيطرة على الأمراض روشيل والينسكى إلى رسالة إلى المواطن الأمريكى: «من فضلك احصل على جرعتك الثانية من اللقاح». وتابعت: «ما نعرفه هو أن الجرعة الأولى تمنح بعضا من الحماية، لكن الجرعة الثانية تمنحك حقا حماية أكبر فى مواجهة المتحورات الجديدة كدلتا وغيرها». وهناك واحد من بين كل 10 أمريكيين تلقوا جرعة واحدة فقط من لقاحى فايزر ومودرنا.